غريب موقف الولاياتالمتحدة من المنطقة.. إنها تريد أن تحافظ على نفوذها وتحتفظ بحلفائها دون أن توفى بالتزاماتها وتقوم بواجباتها!! فها هو وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو يبدأ جولة فى الشرق الأوسط تشمل مصر و8 دول عربية تستمر حتى 15 يناير الجاري, وتشير الأنباء إلى أنه سيلقى خطابا فى القاهرة يؤكد فيه التزام بلاده بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط.. إلا أن كل الدلائل بل والتصريحات العلنية للرئيس دونالد ترامب نفسه تكشف أنه يستعد للانسحاب من سوريا دون أن يكمل مهمته وينفذ الغرض الذى جاء من أجله وهو القضاء على تنظيم داعش رغم ادعائه فى تغريدة له على تويتر أنه قد هزم التنظيم الإرهابى وأن هذا كان هو الهدف الوحيد من بقاء قواته فى سوريا!! صحيح أن المسئولين فى إدارته حاولوا تجميل موقفه والتراجع بعض الخطوات عندما أكد مسئول بالخارجية الأمريكية عدم وجود جدول زمنى لسحب القوات وأن هذه القوات قد تبقى عدة شهور إلى أن تنتهى المعركة ضد داعش.. إلا أنه عاد وأوضح أن الرئيس ترامب اتخذ القرار بالانسحاب، ونحن الآن نعد الخطط للقيام بذلك!! ليس هذا فحسب ولكن ها هم الديمقراطيون داخل مجلس النواب الأمريكى يوافقون على مشروع قانون يخفض المعونة الأمريكية الموجهة لمصر بنحو 300 مليون دولار لتصبح مليار دولار بدلا من 1.3 مليار فى الموازنة الجديدة 2019 المقترحة لمجلس الشيوخ.. ورغم أن مشروع القانون متوقف حاليا فى مجلس الشيوخ إلا أن المراقبين يرون أن المجلس - الذى يهيمن عليه نواب جمهوريون - سيوافق عليه بسبب اتفاقهم مع الديمقراطيين حول حزمة الإنفاق لبقية العام المالى الجديد. بيد أن هذه المساعدات التى يهددونا بها بين الحين والآخر جاءت طبقا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية.. ولكن يبدو أن سياسة أمريكا أولا التى ينتهجها الرئيس ترامب تسعى للحصول على كل شيء دون التزامها بأى شيء حتى ولو كانت تعهدات موثقة واتفاقيات موقعة!! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى