رحل عن عالمنا صباح أمس الكابتن محمود الجوهري المدير الفني السابق للمنتخب الوطني الأول ومستشار رئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم عن عمر يناهز ال74 عاما أثر نزيف حاد بالمخ. كان قد تعرض له الجمعة الماضي دخل بعدها العناية المركزة بالمركز العربي بالعاصمة الأردنية عمان, و يعتبر محمود الجوهري الملقب ب جنرال الكرة المصرية آخر الرجال المحترمين في المجال الرياضي في مصر, لدماثة خلقه التي لا يختلف عليها أحد, وتفانيه في عمله الذي ظل يخلص له حتي أخر لحظه في عمره. وزار أمس الأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد الأردني المركز العربي الذي كان يرقد فيه جثمان الجوهري, عقب علمه بخبر الوفاة, وبدا متأثرا بشكل كبير, وعقد إجتماعا مغلقا لمدة ساعة بكل من السيدة سامية حرم الجوهري ونجله أحمد وإبنته الكبري شيرين وزوجها خالد الضبع والإبنه الصغري نيفين وزوجها ساهر وتقدم بالعزاء لهم, وأبلغهم بقرار الملك عبدالله الثاني ملك الأردن, والذي أمر بتجهيز طائرة خاصة لنقل جثمان الجوهري من الأردن ظهر اليوم لتصل إلي القاهرة عصرا بالإتفاق مع السفير المصري بالأردن خالد ثروت والقنصل المصري وائل النجار وخالد عنان, حيث ستؤدي صلاة الجنازة علي الجثمان بمسجد آل رشدان بمدينة نصر, تمهيدا لدفنه في مقابر الأسرة بمنطقة الجوهرية بالدراسة, علي أن تتلقي أسرته العزاء يوم الخميس المقبل بنفس المسجد, وسوف يحضر الأمير علي بن الحسين إلي القاهرة برفقة الجسمان لتقديم واجب العزاء, كما قدم الأمير علي لأسرة الجوهري كافة التسهيلات حتي وصول الجثمان إلي القاهرة, وزار الجثمان بالمستشفي أمس مفتي الديار الأردنية وقام بقراءة أيات من القرآن الكريم في غرفته التي كان يقطن بها. من جهته قال الأمير علي بن الحسين لأسرة الجوهري خلال الجلسة المغلقة بالمستشفي: الشعب الأردني يشارك نظيره المصري أحزانه برحيل أحد رموز كرة القدم في العالم, فالجوهري كان يمارس عمله حتي قبل ساعات قليلة علي سقوطه ونقله للمستشفي, وأضاف: الجوهري قدم إنجازات كبيرة للكرة الأردنية علي مدي عشرة أعوام سواء عندما كان يتولي الإدارة الفنية للمنتخب الأردني أو منصبه الاستشاري الذي أعطي من خلاله الكثير لمستقبل الكرة الأردنية. صدمة كبيرة في الاوساط الرياضية المصرية لنهاية اسطورة الجوهري اصيبت الاوساط الرياضية في مصر بحالة من الصدمة بعد اعلان خبر وفاة محمود الجوهري المستشار الرياضي للاتحاد الاردني لكرة القدم ومدرب منتخب مصر السابق خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي عن74 عاما. وأعلن الاتحاد الاردني أمس الاثنين وفاة المدرب المصري الاسطورة في احد مستشفيات العاصمة عمان بعد اصابته بنزيف حاد في المخ يوم الجمعة الماضي. ووصف خبراء الكرة المصرية وعدد كبير من المدربين رحيل الجوهري بانه نهاية لاسطورة عربية في التدريب. وقال عبد المنعم الحاج رئيس لجنة المدربين السابق بالاتحاد المصري ان رحيل الجوهري خسارة كبيرة لانه أول من اكد ان انتماء المدرب يجب ان يكون للفريق الذي يدربه وليس للفريق الذي لعب له. واضاف الحاج رغم ان الجوهري لعب للاهلي وقاده كمدرب الي العديد من البطولات الافريقية الا انه ابدع عندما قاد الزمالك في بداية حقبة التسعينيات وقادة لتحقيق اكثر من بطولة. وتولي الجوهري تدريب الزمالك عام1993 وفاز معه بلقب كأس السوبر الافريقية امام غريمه الاهلي في جوهانسبرج عام.1994 واضاف الحاج الجوهري فتح صفحة جديدة للكرة المصرية علي المستوي العربي والافريقي وكانت له لمسات انسانية في معاملة اللاعبين. وقال عادل هيكل حارس الاهلي في الستينيات ورفيق الجوهري في الملاعب ان رحيل الجوهري يشكل له صدمة كبيرة. واضاف لقد اعلي( الجوهري) من شأن المدرب المصري علي المستوي العربي وفتح الباب للمدربين المصريين ليثبتوا كفاءتهم. وقال عمرو ابو المجد رئيس قطاع الناشئين بالاهلي سابقا ان الجوهري كان مدربا يتميز بالحماس في حب العمل الذي يؤديه كما انه لا يعرف اليأس. واضاف ابو المجد تميز باسلوب نفسي في التعامل مع اللاعبين فكان يدفعهم دفعا الي الابداع والانجاز. وعمل ابو المجد مع الجوهري ست سنوات في بداية حقبة السبعينيات عندما كان الجوهري يدرب فريق تحت21 عاما بالاهلي والذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت علي الألقاب المحلية في وقت لاحق وعرفت باسم فريق الامل. واكد ابو المجد ان الجوهري كان له اسلوب مميز في التدريب يعتمد علي القوة في الاداء والحماس اضافة الي الاعتماد علي توظيف ذكاء اللاعب. واكد مصطفي رياض نجم الترسانة في حقبة السبعينيات ورئيس قطاع الناشئين بالترسانة ان الجوهري كان صاحب فكر تدريبي متميز. واضاف الجوهري حطم عقدة المدرب الخواجة( الاجنبي) بعد ان نجح في قيادة منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بايطاليا1990 وقاد منتخب مصر لكاس العالم بعد غياب لمصر عن البطولة استمر56 عاما. وكان الاتحاد المصري يفضل دائما اسناد تدريب منتخب مصر الي المدربين الاجانب حتي استعان بالجوهري فحقق معه انجاز بلوغ كأس العالم. الجوهري في سطور ولد محمود نصير يوسف الجوهري عام1938, والتحق بالمؤسسة العسكرية, حيث بدأ ضابطا بصفوف الجيش المصري, ويعد أحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام1973 وكان وقتها ضابطا برتبة مقدم ثم خرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة. لقب الجوهري بالجنرال وهو متزوج وله ابنتان وولد وهو أحمد الذي لم يكمل مشواره في لعبة كرة القدم بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس ولكنه اعتزل وتفرغ لعمله الخاص. ويعد الجوهري أحد أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية, حيث نجح في الوصول بالمنتخب الوطني لكأس العالم عام1990 في إيطاليا, ثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولي عام..1934 بدأ الجنرال حياته الكروية لاعبا بالنادي الأهلي ثم لعب بصفوف منتخب الفراعنة في الفترة من1955 حتي1966 واعتزل مبكرا بسبب إصابة تعرض لها في ركبته فإتجه إلي التدريب وعمل مدربا لفريق النادي الأهلي بداية الثمانينيات من القرن العشرين ثم تولي تدريب المنتخب الوطني في سبتمبر عام.1988 كما حقق المنتخب الوطني تحت قيادته بطولة أمم إفريقيا عام1998 والتي أقيمت في بوركينا فاسو, وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا, حيث حصل علي الكأس مع المنتخب عام1959 وكان هداف البطولة.