أنامله التى تعدت السبعين عاما تتواصل مع جريد نخيل واحة سيوة الشهير لتحول أوراقه المتماسكة المرنة الحريرية الملمس، المعروفة فى اللغة الأمازيغية باسم «أقطووش»، إلى تحف، ومن أشهرها «تعدلت» أى الشنطة و«التيسييت» أى طبق الجريد الملون والمراجين والأقفاص، بالإضافة إلى حبال الجريد المعروفة فى سيوة باسم «تاسمت ناسن». وعلى بقايا كليم مصنوع من وبر الإبل، يجلس عم عبد القادر عبد الدايم أمهر صانعى شنط وأقفاص الجريد فى الواحة المصرية ، وبجواره أكوام من أوراق «اقطووش» تنتظر دورها فى يد «اجيد ازوار» أى الرجل العجوز المخضرم، الذى تعلم مهنته بالفطرة ومن وحى الطبيعة والتراث، ولم تمنعه إصابة ساقه وعجز إحدى قدميه من استمرار ممارستها. فى منطقة السبوخة التى تقع شرق الواحة يحرص عم عبد القادر فى فترات راحته على تناول الشاى المغلى المحلى بالسكر المضاف إليه اللويزة أو حشيشة الليمون داخل كوب صغير يرتشف منه رشفات سريعة ويعود بعدها إلى العمل الذى يقوم به منذ 60 عاما دون كلل. وتتميز منطقته بزراعة نخيل «اوشك نجبيل» ذى الجريد الفائق النعومة فى الملمس، الذى يعشقه عم عبد القادر ويتفنن فى مغازلته ليخرج منه منتجات يحرص زوار سيوة على اقتنائها.