لم أتوقع أبدا أن المنافسة الشرسة بين الاندية سوف تصل بقاموس الكرة المصرية الى لغة السحر والشعوذة ونحن قادمون على استضافة بطولة إفريقيا فى مصر بعد شهور قليلة. صعقت عندما شاهدت برنامجا فى احدى قنوات الاندية الكبرى يطالب المسئولين باستدعاء شيخ لفك السحر المعمول للاعبين، بالطبع من المنافسين! ، وكان قبلها قد خرج ادارى بناد آخر يرش الماء فى الملعب امام أعين الجميع لفك السحر قبل مواجهة بين القطبين. ما حدث ويحدث نوع من الردة الى الخلف ستجنى ثمارها كرة القدم بشكل عام. تبالطبع تعاطفت مع الاصابات العديدة التى تضرب فريق النادى الاهلى وآخرها إصابة محمد محمود القادم من وادى دجلة بقطع فى الرباط الصليبى ولكن اتهامات السحر والشعوذة سوف تبعدنا بالقطع عن الاسباب الحقيقية للإصابات وكيفية تداركها بأسلوب علمى بعيد عن الدجل والشعوذة. الحقيقة ان لعبة كرة القدم لا تخلو من المتعة والإثارة وأحياناً المهارات الفنية التى يشبهها البعض بالسحر، وذلك عندما يكون هناك تفاعل كبير من جانب لاعب بمهارة ايمن حفنى أو وليد سليمان مثلا وحالته المزاجية التى تدفعه إلى التألق والإبداع فيمرر كرة جميلة، أو يراوغ المدافعين ويمر من بينهم ليسجل أهدافاً ولا أروع، لتنطلق الآهات من الأفواه دون شعور، وتذهل العيون ويصفها البعض باللمسات السحرية للاعب هذا أو الفريق ذاك، إلا أن البعض تجاوز هذا التنافس الشريف إلى اللجوء إلى أعمال السحر التى يؤمن بها الكثيرون الآن فى الحقل الرياضي. بالفعل هذه الأعمال السحرية انطلقت فى القارة الإفريقية التى تشتهر بها منذ سنوات طويلة، حتى إن السحر الأسود لم يعد غريباً على كرة القدم فى القارة السمراء. فى عام 2008، أجرى خبير الأنثروبولوجيا أرنولد بانبورج تحقيقاً موضوعه كرة القدم والدجل وأشار فيه إلى أن أقوى أشكال السحر الاستعانة بإله مائى يدعى امامى واتاب لحماية حارس المرمى ومنع دخول الكرة فى شباكه، ومع ذلك تدخل الكرة الشباك. الغريب ان الفيفا« يعتبر السحر موروثاً ثقافياً فى القارة السمراء بعيدا بالطبع عن مصر والشمال الإفريقي، أما «الكاف» فيُحرّمه لكن دون جدوى. [email protected] لمزيد من مقالات عمرو الدردير