* والدة سلمى: قال لى الطبيب لن تعيش طويلا .. فأصبحت بطلة العالم استطاعت الأم بتطبيق ثلاث كلمات : «الحب والحنان والاهتمام» أن تجعل ابنتها سلمى بعد مرور 25 عاما تقف أمام رئيس الجمهورية ليكرمها فى أحتفالية «قادرون بإختلافهم» بسبب تفوقها الرياضى وتغلبها على ال «داون» بممارسة الكاراتيه. عن تكريم الرئيس لها ومنحها وسام الرياضة من الطبقة الأولى قالت سلمى علاء الدين: «كنت مبسوطة أوى، ومن فرحتى أنى شايفة الريس نسيت كل الكلام اللى كان نفسى أقوله له»، وأضافت: «الرئيس قالى أنا عرفت انك عايزة تشوفينى وأنا جيتلك بنفسى عشان اسلم عليكى .. وقاللى عايز أشوفك بطلة دائما، وقولتله أنا هفضل بطلة على طول والسنة الجاية كمان هبقى فى المركز الأول». ومنذ بداية حديثى مع سلمى «25 عاما» وحتى نهايته لم تفارقها الابتسامة، التى تنم عن قلب لا يعرف سوى الحب والخير، وتأكد هذا الشعور حينما بدأت معها الحديث عن بطولاتها الرياضية، فكلما تحدثت تطرقت هى للحديث عن أصدقائها وحبها لهم وفرحتها ببطولاتهم، وكأن فرحتها لا تكتمل إلا برؤية السعادة فى أعينهم، فكانت أولى كلماتها معى: «أنا بطلة العالم .. وفرحانة انى بطلة ورفعت علم بلدى مصر، وبحب الناس تشجعنى وبفرح معاهم أوى عشان بيبقوا فرحانين لما بكسب، وبحب الكاراتيه والسباحة وتنس الطاولة والبولينج بس الكاراتيه اكتر حاجة، وبحب الرسم والتلوين أوى وكمان بحب الكمبيوتر والطبخ والتصوير وبتعلمهم فى الجامعة وبحب أسمع الأغانى والموسيقى، وكنت بلعب باليه». ورغم استمتاعى بالحديث معها ورغبتى فى عدم الانتهاء منه إلا أننى اتجهت لوالدتها المثابرة يسرية صادق، كى أعرف المزيد عن طفولة سلمى ومراحل دراستها وحصولها على كل تلك الميداليات. عن رد فعلها بعدما علمت بأن أول فرحتها مصابة بمتلازمة داون، قالت: «علمت بالأمر منذ اليوم الأول من ولادتها فأصبت بصدمة، وكانت البداية صعبة فبعض الأطباء قال لى «اتركيها ولا تبذلى مجهودا معها»، وآخر قال «لا تضعى أملا كبيرا عليها، فمثل هؤلاء لا يعيشون كثيرا ويموتون فى سن صغيرة»، وكانت آخر الكلمات الصادمة «ارميها» .. نعم قيل لى حرفيا ارميها.. ولكن هذا الكلام زاد من عزيمتى وإصرارى على أن اجعلها أفضل من الأسوياء وبالفعل أصبحت ابنتى سلمى بطلة العالم فى الكاراتيه». وعن بداية مشوارها التأهيلى والتعليمى تقول: « منذ 25 عاما لم يكن الحال كما هو عليه اليوم، بل كان الوضع مختلفا. فلم تكن هناك مراكز التخاطب والتأهيل المتاحة حاليا وغيرها من الإمكانات، ولكنى حاولت بمجهوداتى الذاتية أن أطور من مهاراتها، حتى تعتمد على نفسها كأى طفل طبيعى ثم حالفنى الحظ أن التحقت بحضانة كانت مديرتها سيدة إنجليزية فقبلتها سريعا دون عوائق، وبالفعل نمت مهاراتها بشكل كبير حتى إنها كانت تتكلم آنذاك بعض الكلمات بالإنجليزية». وتضيف الأم: «إن كان الحظ حالفنى فى مرحلة الحضانة، إلا إننى عانيت كثيرا فى إلحاقها بالمدرسة، وفى إحدى المدارس التى التحقت بها كانوا يتركونها وحيدة فى فناء المدرسة دون رعاية أو عناية، وفى الوقت نفسه كنت ارفض إلحاقها بقسم التربية الفكرية وذلك لأننى أرى أن الطفل فى صغره يحاكى من حوله، لذا صممت على إلحاقها بمدرسة عادية وبالفعل قمت بنقلها لمدرسة خاصة، واستكملت بها المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم اضطررت لنقلها لمدرسة آخرى فى مرحلة الثانوية بها قسم خاص بذوى الإعاقة للدمج، ووجدت بديلا ربما سيكون أكثر إفادة لها فى المرحلة الجامعية، وهى جامعة بها قسم «الدعم» لذوى الإعاقة، يقوم بتأهيلهم لسوق العمل بالتدريس لهم بشكل نظرى وتدريبهم بشكل عملى على مهارات عدة مثل شئون السكرتارية وعلوم الكمبيوتر والتصوير والطبخ والمشغولات اليدوية». أما عن بداية ممارسة سلمى الرياضة ومشاركتها فى بطولات عديدة، تقول والدتها: «بدأت سلمى تعلم السباحة وكان عمرها 4 سنوات فقط، واستمرت بها وحينما أصبح عمرها 9 سنوات شاهدت شقيقتها التى تصغرها ب 5 سنوات وهى تتدرب الكاراتيه، فوجدتها تقول لى بإصرار «عاوزة أتدرب كاراتيه»، وبالفعل استجاب لها المدرب ووجدها تجيد الحركات أكثر من باقى الفريق رغم أنهم كانوا أسوياء، ومن هنا بدأت مسيرتها فى الكاراتيه إلى جانب ممارسة السباحة، وكانت تشارك فى بطولتى كأس مصر والجمهورية كل عام وغيرهما من البطولات وحصلت على عدد كبير من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية إلى حد يصعب تذكر عددها». وعن بطولاتها الدولية، تقول: «كانت أول بطولة دولية تشارك بها فى الكاراتيه فى دبى عام 2014 وحصلت على المركز الثالث، وفى العام ذاته شاركت فى بطولة العالم الأولى لذوى الإعاقة، التى عقدت فى ألمانيا، وحصلت على المركز الأول، كما شاركت فى بطولة العالم عام 2016 التى عقدت فى النمسا وحصلت بها على المركز الثالث، وشاركت مؤخرا فى بطولة العالم، التى عقدت فى شهر نوفمير 2018 فى إسبانيا وحصلت على المركز الأول. ولم تكتف سلمى بالسباحة والكاراتيه فقط بل إنها تمارس تنس الطاولة والبولينج، وحصلت على المركز الأول فى البولينج عدة مرات.»