جدار حدودي، انسحاب من بؤر النزاع العالمية، التنصل من التحالفات التجارية والسياسية، وانتهاك ميثاق الولاء للحلفاء، كلها خطوات اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى إطار سياسة «أمريكا أولا». وعلى الرغم من أن الكثيرين اعتبروا هذه السياسة نزعة «ترامبية»، فإنها فى واقع الأمر تفسير جديد لعقيدة «مونرو» والتى وضعها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمس مونرو فى 1823، وهى العقيدة التى شكلت السياسة الخارجية الأمريكية على مدى عصور، ودعت للفصل الكامل بين العالم الجديد متمثلا فى الأمريكتين، والعالم القديم. ومنذ اللحظة الأولى لصعوده للسلطة، أعاد ترامب هذه العقيدة إلى الحياة مرة أخرى بعد أن حاول سلفه باراك أوباما القضاء عليها، فقد نجح ترامب فى بناء جدار عازل افتراضى فصله عن حلفائه على الضفة الأخرى من الأطلنطي، مفضلا فى النهاية العودة إلى الأصول، وهى أن أمريكا دولة تقوم على مبدأ «الانعزالية»، ودائما ما رفعت شعار «مصالحها أولا»، وتدخلها فى الحرب العالمية الثانية لم يكن سوى محاولة لحماية نفسها أولا، ولكن الأمر لم يخل من لمسة ترامب، الذى طبق هذا الفكر بمعزل عن أهم عناصر فريقه محدثا حالة من الارتباك فى إدارته. ولكن فى ظل المصالح الأمريكية المتشعبة فى مختلف أنحاء العالم فى عصرنا الحالي، هل يمكن أن ينجح ترامب فى الانفصال عن العالم والعودة مرة أخرى للمربع صفر؟ فى هذا الملف، نسعى لاستعراض انعكاسات العزلة وحالة الارتباك الداخلية الأمريكية على المشهد العالمى المعاصر والمصالح الأمريكية فى آسيا والشرق الأوسط. إقرأ أيضا.. عقيدة مونرو .. الشيطان يعظ http://www.ahram.org.eg/NewsQ/689572.aspx «أمريكا أولا».. شرخ فى التحالف الغربى http://www.ahram.org.eg/NewsQ/689573.aspx «رهانات» ترامب فى الشرق الأوسط http://www.ahram.org.eg/NewsQ/689574.aspx آسيا .. وإستراتيجيات الدفاع البديلة http://www.ahram.org.eg/NewsQ/689575.aspx