ترامب يصاب بالصمم بسبب مرض غامض يحتار فيه الأطباء! أحد أفراد عائلة الرئيس الأمريكى يتعرض لحادث سيارة غريب! نيزك عملاق يضرب روسيا ويذيب جليدها! بوتين يتعرض لمحاولة اغتيال على يد أحد حراسه! أوروبا تتعرض لأزمة مالية كارثية وتتحول إلى أرض الضياع! تسونامى هائل يمحو أجزاء كاملة من قارة آسيا! هذه هى أبرز نبوءات العرافة البلغارية الكفيفة بابا فانجا لعام 2019 التى نشرتها وسائل الإعلام العالمية قبل أيام، قائلة إن العرافة كتبتها قبل وفاتها منذ أكثر من 12 عاما. كانت هذه العرافة قد صدقت، أو «صدفت»، فى معظم توقعاتها السابقة، فقد تنبأت بهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، وتنبأت كذلك بالخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى «البريكست»، مما دفع بعض وسائل الإعلام إلى وصفها ب«نوستراداموس» البلقان، نسبة إلى العراف التاريخى الأشهر نوستراداموس. أما نوستراداموس نفسه، الذى تتحقق نبوءاته عاما بعد آخر، فقد توقع هو الآخر أن يكون 2019 كارثيا، فقال إنه سيشهد اندلاع الحرب العالمية الثالثة، ووصفها بأنها ستكون حربا شاملة هائلة قد لا تنتهى قبل عام 2046 على أقل تقدير، وتوقع أن تبدأ الحرب بين القوتين العظميين، أمريكاوروسيا، وحدد أنها ستبدأ عقب وفاة بابا الفاتيكان الحالى مباشرة! وتوقع نوستراداموس أيضا أن تشهد السنة الجديدة هجمات إرهابية متزايدة فى منطقة الشرق الأوسط، و«حبة» زلازل وبراكين وفيضانات مدمرة فى أنحاء متفرقة من العالم! وإذا انتقلنا إلى العرافين الذين لا يزالون على قيد الحياة، سنجد أن أبرزهم هو البريطانى كريج باركر هاميلتون، والذى يتوقع استقالة تيريزا ماى من رئاسة وزراء بريطانيا فى عام 2019 بعد إتمام عملية البريكست بنجاح. كما تتوافق توقعاته أيضا مع نبوءة نوستراداموس بشأن نشوب مواجهة عسكرية بين أمريكاوروسيا، وفى الشرق الأوسط تحديدا، كما يتوقع موجة من الكوارث الطبيعية فى الولاياتالمتحدة، ومن المصادفات أيضا أنه توقع انتهاء رئاسة ترامب، ولكن لسبب لم يحدده! وعربيا، أمسك العرافون والفلكيون العرب بالعصا من المنتصف كعادتهم، فتوقعوا كوارث وحوادث وإرهابا، باعتبار أن هذه هى أسهل أنواع التنبؤات وأضمنها. كما سردوا عددا من التوقعات التقليدية عن اغتيال زعيم عربى ورحيل آخر، ووفاة الفنان الفلاني، وتألق النجم العلاني، ومرض أو طلاق هذه وتلك، مع نبوءات أخرى «على الماشى» بوقوع حوادث وتفجيرات وزلازل وبراكين! ولكن أبرز التنبؤات التى قرأتها عن مصر تحديدا، كانت لعراف لبنانى مشهور، قال فيها إن مصر قد لا تتعافى من الإرهاب بشكل كامل، ولكنها ستشهد تعافيا كبيرا لقطاع السياحة فى 2019، «يا مسهل»! طبعا، لا أؤمن عادة بهذا الهراء، خاصة أن كل الفلكيين والعرافين يدركون تماما أن نبوءاتهم كلها عامة و«عايمة»، ويتناساها الناس بعد مرور أول أسبوع من العام، ومع نهاية العام الجديد، يذهب كل شيء إلى طى النسيان، وتبدأ موجة جديدة من التوقعات لعام جديد، وهكذا، و«أهو كله أكل عيش»! ولكن الملاحظ أن الأغلبية العظمى من العرافين تلجأ إلى استمالات التهويل والتخويف فى توقعاتهم، فقط من أجل إثارة الجدل، والشهرة، ولكتابة نبوءاتهم، فالتوقعات فى مجملها كارثية تشاؤمية، تتعلق باغتيالات وكوارث ومصائب، فقط ليظل العالم مشدوها بتنبؤاتهم، منجذبا إليها، رغم أن كل الحكاية أن عاما مضي، وعاما جاء، وصفحة طويت، وصفحة جديدة انفتحت، وكلها فى نهاية الأمر أيام ربنا! ورأيى أن النبوءة الوحيدة التى يجب أن نؤمن بها ونحن فى مطلع عام جديد هى «تفاءلوا بالخير تجدوه»، وهى بالمناسبة ليست حديثا شريفا، وإن كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا بالفعل على التفاؤل، ونهى عن التشاؤم، وقال فى حديث آخر متفق عليه : «يسروا ولا تعسروا .. وبشروا ولا تنفروا». ف«طوبى» للمتفائلين، الذين يسطرون بتفاؤلهم أحداث عام جديد، حتى ولو فى أصعب الظروف، بدليل أنه مرت علينا أيام أسود من قرن الخروب طوال السنوات السبع العجاف الماضية، سقط فيها من سقط، ويئس فيها من يئس، واكتأب فيها من اكتأب، ولكن بقى التفاؤل ممكنا، ثم تحول شيئا فشيئا إلى واقع، وسيصبح حقيقة دامغة بإذن الله، رغم أنف المحبطين والمثبطين. .. فى 2019، التفاؤل يكسب! لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل