لا يهم إذا كان الإخوان يضعون بأنفسهم الخطة التى يسيرون عليها أو أنهم يشاركون مع آخرين فى وضعها أو أنها تُملًى عليهم، لأن الأهم، فى هذا السياق، الإشارة إلى التضارب الذى يمارسونه، ولا تدرى هل يتم عن عدم إدراك به، أم أنهم لا يكترثون بالجماهير التى يوجهون لها الخطاب! انظر إلى حملاتهم التى صارت محفوظة عن ظهر قلب بعد كل عملية تنجح فيها أجهزة الدولة فى الإيقاع بعدد من الإرهابيين وهم فى أوكارهم، التى هى مخازن للأسلحة المتطورة، وبعد معركة تواجه فيها أجهزة الأمن وابلاً من النيران، فتنطلق مباشرة أبواق الإخوان تتحدث عن حقوق الإنسان المهدرة، وعن إفراط أجهزة الدولة فى استخدام القوة، وعن وجوب الحرص على السلامة البدنية والنفسية لأى متهم وتسليمه سليماً معافى إلى قاضيه الطبيعى، وعن أن الدولة صارت ممسوسة أمام الأبرياء الذين يمارسون حرية التعبير، وأنه ليس هناك إرهاب إلا فى خيال أجهزة الدولة..إلخ! ثم، وبالتوازى مع هذا الخط، ودون اهتمام بالتعارض، وبمجرد وقوع عملية إرهابية، يقوم هؤلاء أنفسهم بانتقاد أجهزة الدولة عن التقاعس فى إحكام الأمن، وعن ترك الثغرات التى تنفذ منها هذه العمليات، وأنه كان الواجب أن تنتبه لواجبها وأن توئد هذه العمليات فى مهدها قبل أن يقع أبرياء..إلخ! يريد الإخوان من الجماهير العريضة أن تثق فى براءتهم من الإرهاب، فى حين أنه لم يحدث قط أنهم أدانوا بكلمات صريحة أى عملية إرهابية، ولم يتساءلوا قط عن مصادر هذه الأسلحة الرهيبة فى يد الإرهابيين والتى لا تملكها بعض الجيوش النظامية، ولم يقدموا تفسيراً عن صمتهم عمن يقومون بالتمويل والتدريب، ولم يشرحوا مرة واحدة للجماهير عن محاسن الصدف التى وفرت لهم فضائيات تدفع لهم بسخاء على برامجهم التى ينطلقون منها بهذه الحملات، وحتى فى العملية الخسيسة الأخيرة فى المريوطية لم يصدر عنهم إدانة صريحة لقتل السياح، بل على العكس، كرر فلاسفتهم التبريرات عن ضيق المجال السياسى ولم يشرح كيف لمن يختلف مع الحكومة أن يقتل السياح الأجانب! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب