لا يكترث الإخوان بما يمكن أن يقال عنهم، وإلا لانتبهوا إلى التناقضات التى يقترفونها يوميا على فضائياتهم، بنفخهم فى كل ما يتصورون أنه ينال من النظام الذى لبَّى النداء الشعبى بوجوب التخلص من حكمهم، ولأدركوا أنهم ينتهكون أبسط قواعد الإعلام فى قوانين وأخلاقيات المهنة التى يتلقاها طالب الإعلام فى دروسه الأولى، وأهمها أن الإعلامى محايد لا مصلحة له إلا تقديم مادة موضوعية، مع كل وجهات النظر المتعلقة بأطراف الحدث مع آراء الخبراء والمتخصصين، حتى يتمكن المشاهد أو القارئ من أن يكون له فهمه الخاص. ولكن أين هى الأخبار المحايدة ومعالجاتها فى التغطيات الإخوانية للأحداث؟ انظر إلى ما يعتبرونه خبطة غير مسبوقة فى موضوع المكالمات التليفونية التى يقولون إنها مُسَرَّبة عن حوار بين ضابط مخابرات مصرية وبين عدد من المذيعين، وإلى ما رأوا أنه خطيئة كبرى فى أن تسعى بعض أجهزة الدولة إلى السيطرة على ما يقال فى وسائل الإعلام! وحتى إذا تغاضيت عن أنهم أدانوا فى السابق بكل قوة ما قام به غيرهم بإذاعة تسريبات أخرى، وقالوا إنه عمل غير أخلاقى ومنافٍ لأصول الإعلام..إلخ، إلا أنهم هذه المرة، غفلوا عن تفسير ما يرد مباشرة على ذهن المشاهد الذى سوف يقارن تلقائياً ما يقولونه الآن مع الحصار الذى ضربوه بالقوة، فى العام الكئيب الذى حكموا فيها، على مدينة الإنتاج الإعلامى كلها، ومنعهم المذيعين والضيوف من دخول الاستوديوهات التى تقدم برامج لا يرضون هم عنها! أليس ما فعلوه أكثر بشاعة من الحالات الفردية التى يولولون عليها هذه الأيام؟ وكذلك، ومن الحالات المتعددة، أنهم لا يعنيهم فى تناولهم العمليات الإرهابية فى سيناء وغيرها، إلا نفى التهمة عن المتهمين، ولم يحدث قط أنهم بذلوا جهدا إعلاميا مهنيا بتحقيق الحدث ومحاولة معرفة الجناة وتفسير الدوافع..إلخ. فى كل الأحوال، هذا تدهور فى الأداء! فهل يكون بسبب ضعف مستوى من دَسّوا أنفسهم فى مهنة الإعلام؟ أم أنهم يُنفِّذون تعليمات بحذافيرها وليس لهم حق التصويب؟ أم أن المهمة بالنسبة لهم هى مجرد وظيفة يؤدونها كما هو مطلوب منهم مقابل الرواتب السخية؟