ليست هذه مشارَكة فى الهجوم على الإعلامى عماد أديب بعد حواره التليفزيونى مع الإرهابى الليبي، وإنما هى محاولة لاستخلاص نتائج عملية عسى أن تفيد عند التفكير فى إجراء حوارات أخرى مع هذه الفئة، إذا كان من اللازم أجراؤها. أول ما ينبغى الاهتمام به من القائمين على الحوار هو تحديد الغرض منه. وبرغم بداهة هذه النقطة إنها صارت أكثر إلحاحاً منذ مشاهدة الإرهابى الليبي، الذى كان هو المستفيد من الحوار، بعرض أفكاره وتبيان عمق إيمانه بها وثباته النفسى وشجاعته إلى حد التباهى بالرضا عن دفع حياته مقابل أن يحقق ما يؤمن به، وتكراره بإشارات مختلفة أن مثله كثيرون وأنهم واثقون فى قيادتهم ويتبعون أوامرهم ونواهيهم، وأنهم يجدون عوناً حيثما يذهبون، وأن أسلحتهم مخيفة وماليتهم هائلة..إلخ إلخ!! ومن المؤكد أن كل هذا الترويج للإرهاب والترويع من إمكاناته لم يكن هدف فريق العمل وراء الحوار، ولكنهم لم يستعدوا قبل الحوار ولم يفترضوا احتمال أن يسعى الإرهابى إلى لى السياق لمصلحته، ولم يضعوا سيناريوهات بديلة يفلت بها المحاور من مناورة الإرهابى ويعود إلى الأغراض المرصودة مسبقاً. فبدا أنه لم يكن ثمة رصد مسبق ولا سيناريوهات بديلة، بل خرجت أعداد كبيرة من المشاهدين، وهم الذين يهاجمون الحوار، بأن الأمر كله قام على الارتجال. وإلا لماذا انزلق المُحاوِر مع الإرهابى فى حوار فكري؟ وهل بالفعل يرى المحاور نفسه مؤهلاً علمياً لمثل هذا الحوار؟ فقد مرَّ عليه تصحيح خطأ الارهابى بأن الرسول قتل أعمامه، وكان يمكن إحراج الإرهابى بأن هذا لم يحدث ويطلب منه أن يذكر مصادره ليفضح جهله. بل إن المُحاوِر تورط فيما هو أسوأ عندما أقرّ بما قاله الإرهابى وأضاف عليه أن الرسول قتلهم لأنهم كفّار!! وكان هذا أكبر نجاح للإرهابيين وفكرهم بما يتجاوز أحلامهم، لأنهم، فى عقيدتهم، يقتلون الناس لأنهم كفار!! ثم، وما دام أنه ليس هنالك إعلام لوجه الله، فما هى الجدوى من المحاورة الفكرية مع الإرهابيين على التليفزيون؟ هل هنالك أي أوهام بإمكانية إقناعهم بأنهم مخطئون؟! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب