من المنتظر أن يكشف لنا 2019 عن حقيقة توجهات وسياسات الرئيس البرازيلى المنتخب جايير بولسونارو، حيث من المقرر أن يتسلم مهامه الرئاسية فى أول 2019 خلفاً للرئيس ميشيل تامر لولاية مدتها أربع سنوات. وأثار فوز بولسونارو فى أكتوبر الماضى فى الانتخابات الرئاسية قلق الكثير من المراقبين ووسائل الإعلام، بسبب مواقفه وتصريحاته التى وصفت بأنها يمينية متطرفة، بل ويقول عنه البعض إنه رئيس جديد غير مناسب للبرازيل، بسبب رغبته فى لتطبيع مع سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مما جعل الكثيرين يطلقون عليه اسم «ترامب البرازيلي» . وأكد بولسونارو على هذه الفكرة بإعلانه قبل أيام فى بث مباشر من خلال موقع «فيسبوك» أن حكومته ستقف «فى إطار القانون والديمقراطية» ضد الحكومتين الكوبية والفنزويلية، معلنا بذلك نفوره من الحكومات اليسارية. وأضاف أن بلاده لن توجه الدعوة إلى الرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل والرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو لحضور حفل تنصيبه فى الأول من يناير، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو اعتزامه حضور الحفل نفسه، ليصبح بذلك أول رئيس وزراء إسرائيلى يزور أكبر دولة فى أمريكا الجنوبية، مغازلا بذلك بولسونارو الذى قرر فور انتخابه نقل سفارة البرازيل فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدسالمحتلة. و فى تأكيد جديد على سير بولسونارو على درب ترامب، أعلن أن حكومته المقبلة «ستندد وتلغي» الميثاق العالمى للأمم المتحدة حول الهجرة الذى تم التوقيع على فى مراكش من قبل حوالى 160 دوله قبل أسابيع ، بما فيها الحكومة الحالية للبرازيل. و كان الرئيس البرازيلى المنتخب قد قال فى أول خطاب له بعد فوزه «لا يمكننا الاستمرار فى مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرف اليسار»، متعهدا فى الوقت ذاته بأن يحكم البلاد «متبعا الكتاب المقدس والدستور»، وأكد أنه سوف يغير مصير بلاده، التى تعانى من العنف وركود اقتصادى وفساد وأزمة ثقة فى الطبقة السياسية. ولد بولسونارو في1955 فى مدينة كامبيناس بولاية ساو باولو، وبدأ مشواره المهنى عمليا عام 1977 بتخرجه من أكاديمية «أجولهاس نيجراس» العسكرية، وخدم فى لواء لسلاح المظلات، وترقى إلى رتبة رائد. وانتمى الرئيس البرازيلى المنتخب بين عامى 2003 - 2005 إلى الحزب الليبرالى البرازيلي، وأصبح عضوا فى حزب الجبهة الليبرالية فى عام 2005، وفى الفترة من 2016 إلى 2017 انضم إلى الحزب الاشتراكى المسيحي، وترشح للرئاسة عن الحزب الاشتراكى الليبرالي. فهل سينجح بالفعل فى ذلك, أم سيكون مجرد أداه فى يد بعض الدول العظمي؟