«ترامب الاستوائي» .. هكذا لقب رئيس البرازيل الجديد جايير بولسونارو الذي ينتمي إلي اليمين المتطرف، بعد أن قارنه البعض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب تصريحاته التي اتصفت بالعنصرية ضد النساء والسود، فضلا عن آرائه السياسية المتشددة التي اعتبرها بعض المراقبين الدوليين تشكل تهديدا علي الديمقراطية في أكبر دولة بأمريكا اللاتينية. وأثار بولسونارو - الضابط السابق بالجيش - قلق شريحة واسعة من المواطنين خلال حملته الانتخابية بسبب إبدائه علانية إعجابه بالنظام الديكتاتوري الذي حكم البلاد بين 1964 و1985، ولكنه تعهد عقب فوزه بالرئاسة بالدفاع عن الدستور والديمقراطية وتغيير مصير البرازيل. بدأ بولسونارو مشواره المهني عام 1977 بتخرجه في الأكاديمية العسكرية، وخدم في سلاح المظلات، وترقي إلي رتبة رائد، وفي عام 1988 تقاعد بولسونارو عن الخدمة العسكرية وبدأ مشواره السياسي بدخوله مجلس مدينة ريو دي جانيرو ومنه إلي البرلمان ممثلا لعدة أحزاب كان آخرها الحزب الليبرالي الاجتماعي الذي اختاره ليكون مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة. ونجح بولسونارو في فرض نفسه كرجل القبضة الحديدية، إذ رفع شعار مكافحة الفساد، وهو ما جعل حملته الانتخابية تحظي بشعبية كبيرة لدي البرازيليين الذين سئموا من المؤسسات التقليدية التي استشري فيها الفساد. وفي المقابل، اعتبر منتقدو بولسونارو في الداخل والخارج أن احتفاء الرئيس البرازيلي المنتخب بحقبة القمع التي مرت بها بلاده دليل علي نزعته المتطرفة الكامنة بداخله، كما وجدوا قواسم مشتركة بينه وبين الرئيس ترامب خاصة فيما يتعلق بدعمهما حمل السلاح، إذ سبق أن وعد بولسونارو بتخفيف القوانين التي تقيد امتلاك الأسلحة، مؤكدا أن تسليح المواطنين هو الحل لمواجهة العنف وهو رأي مشابه إلي حد كبير لرأي ترامب. ومن تصريحات بولسونارو «العدائية» أيضا ما قاله خلال حملته إنه يريد أن يحكم زمن أجل الأغلبية لا من أجل الأقلية بينما أشارت بعض التقارير إلي أنه يقصد بالأقلية السود والنساء وناشطي اليسار والهنود وأعضاء حركة الفلاحين بلا أرض ومنظمات غير حكومية والمدافعين عن البيئة والصحفيين. وكان بولسونارو قد كاد يحسم المعركة الانتخابية من الدورة الأولي التي جرت في 7 من أكتوبر الحالي أمام منافسه اليساري، ولكن الدورة الثانية شهدت انقساما كبيرا وكأنها خيار بين من هو «ضد الفساد» ومن هو «ضد الكراهية». وبفوز بولسونارو تبدأ البرازيل مرحلة جديدة تودع خلالها عشرات السنين من حكم اليسار. وقال الرئيس البرازيلي المنتخب في أول خطاب له إعلان فوزه : «لا يمكننا الاستمرار في مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرف اليسار» متعهدا في الوقت ذاته بأن يحكم البلاد متبعا الكتاب المقدس والدستور.