يميني متطرف، ضابط سابق بالجيش البرازيلي، برلماني مثير للجدل، عرف بمواقفه المتشددة تجاه النساء وذوي الأصول الإفريقية، إنه جايير بولسونارو الرئيس البرازيلي المنتخب. ولد «بولسونارو» في 21 مارس 1955 في بلدة جليسيريو بولاية ساو باولو، ودخل عالم السياسة عام 1988، عندما انتخب لأول مرة نائبا في الكونجرس عن الحزب الديمقراطي المسيحي، واحتفظ بولسونارو بمقعده لمدة 7 دورات انتخابية متتالية، وإن تبدلت خلال تلك الفترة الطويلة انتماءاته الحزبية، إلا أنه عرف بتوجهه المحافظ، كما أثارت تصريحاته المثيرة للجدل -على مر السنين- العديد من الطلبات لإسقاط عضويته، بحسب وكالة «شينخوا» الصينية. وفي يناير الماضي، انضم «بولسونارو» إلى الحزب الليبرالي الاجتماعي (يمين متطرف)، وهو تاسع حزب ينتمي إليه على مدار مشواره السياسي، وأصبح مرشحه للرئاسة، التي خاضها رافعا شعار «البرازيل فوق كل شيء، الله فوق الجميع». وتمكن «بولسونارو» -عبر موقفه المتشدد من الجريمة والدفاع عن القيم العائلية التقليدية، في بلد يعاني من مستويات قياسية من العنف وركود اقتصادي وفساد مستشر وأزمة ثقة في الطبقة السياسية- من أن يفرض نفسه كرجل القبضة الحديدية الذي تحتاج إليه البرازيل، واجتذب مؤيديين معظمهم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا؛ بحسب استطلاعات الرأي. وتعرض «بولسونارو» لعملية طعن في مسيرة انتخابية في 6 سبتمبر الماضي، وأمضى أسابيع في المستشفى يتلقى العلاج بدلا من حضور المناظرات الرئاسية، فخاطب أنصاره مباشرة عبر فيديوهات ورسائل مسجلة نشرها على منصات التواصل الاجتماعي. كما اختار «بولسونارو»، الذي استهدف وسائل الإعلام خلال حملته الانتخابية، أن يدلي ببيانه الأول بعد فوزه بالرئاسة عبر خاصية البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بدلاً من عقد مؤتمر صحفي؛ بحسب موقع «انترسبت» الأمريكي وقبل 7 سنوات، كان «بولسونارو» مادة خصبة لبرامج السخرية السياسية، وذلك بسبب تصريحاته المثيرة للجدل ومنها تأييده الحقبة الديكتاتورية في البرازيل (1964-1985)، والعنف ضد البرازيليين المنحدرين من أصل إفريقي والنساء والأقليات والمعارضين السياسيين والمثليين، ما دفع البعض لتلقيبه ب«ترامب البرازيل»؛ وفقا لموقع «دويتش فيله» الألماني. ونظرا لوعود «بولسونارو» باستعادة القانون والأنظمة ذات الطابع العسكري، وتسمية رجال الجيش في المناصب العليا، وإعادة كتابة كتب التاريخ عن الحقبة الديكتاتورية، اعتبرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن فوزه «يضع بقاء الديمقراطية في البرازيل في خطر».