أعلن جمال نور الدين محافظ أسيوط عن تكريم الطالبة »بركة كمال شنودة« البالغة من العمر 34 عامًا - خلال لقاء المواطنين الأسبوع المقبل - التى تحدت الإعاقة وحصلت على شهادة محو الأمية رغم ظروفها الصعبة، وتمكنها من تعلم الكتابة واجتياز الاختبارات بواسطة قدمها ضمن مبادرة »أسيوط بلا أمية« والتى أطلقها المحافظ بجميع قرى ومراكز المحافظة بالتنسيق مع جميع الجهات التنفيذية والدينية ومؤسسات المجتمع المدنى للتوسع فى إنشاء فصول جديدة لمحو الأمية وتعليم الكبار والموافقة على فتح فصول لذوى الاحتياجات الخاصة والمكفوفين. وأشار المحافظ إلى أن «بركة» تقدم نموذجاً حقيقياً للمثابرة لأنها ولدت بقرية بنى سميع التابعة لمركز أبوتيج وسط أسرة فقيرة لا تجد أبسط مقومات الحياة،وو لدت بركة محرومة من يديها ليعلن والدها الفلاح البسيط أنها بركة البيت كله. «الأهرام» التقت بركة ، فبادرتنا قائلة: الحمد لله لقد منّ الله على بكثير من النعم التى ربما حرم منها كثير ممن ولدوا أصحاء وبأطراف كاملة كما أننى أقوم بكل خدمات البيت بنفسى بل إنى سعيت حسب إمكاناتى وقدراتى لتعلم حرفة تساعدنى فى الوقوف بجوار أسرتى نظرا لأن والدى فلاح بسيط يعمل بالأجر ومع تقدم السن بات غير قادر على العمل ويعيش بجنيهات قليلة يحصل عليها من معاش الضمان الاجتماعى فبدأت أعمل فى حياكة الملابس البسيطة معتمدة كليا على قدمى فى ذلك كما أننى عملت فى صيدلية بيطرية لفترة وأحيانا أساعد بيدى لو احتاج الأمر.. وأتمنى من يساعدنا فى إعادة بناء منزلنا الصغير. وتضيف بركة »كنت أحلم بالالتحاق بالمدرسة و أتمنى أن أجد فرصة للتعليم ، ولكن الظروف منعتنى حتى التحقت صديقة لى بالمدرسة وكان وقتها عمرى 8 سنوات ويومها بكيت بكاء شديدا فتأثر بذلك والدى واصطحبنى للمدرسة ولكنهم رفضوا قبولى متعللين بأن سن القبول قد فاتنى فقررت الالتحاق بمركز التأهيل المهنى الخاص بالفتيات بأسيوط ولكن سرعان ما تركته لعدم قدرتى على مفارقة أسرتى وبعد المسافة. ولكنى لم أيأس وكنت أتابع شقيقاتى وهن يقمن بكتابة الواجبات المدرسية الخاصة بهن وكنت أقلدهن بالكتابة بأقدامى حتى أجدت القراءة والكتابة دون مساعدة من أحد مع تشجيع أسرتى لي، وبعدها قررت الالتحاق بفصول محو الأمية للحصول على شهادة محو الأمية وفى كل مرة كنت أتوقف نظرا لظروفى الأسرية الصعبة وكنت أدخل امتحانات تابعة لمحو الأمية ولكن هذه المراكز لم تكن تمنحنى أى شهادات حتى كان القرار الأخير بضرورة حصولى على شهادة محو الأمية, وتضيف: التعليم جعلنى أقرأ عن عمليات الأطراف الصناعية وبالفعل بدأت أتواصل مع بعض المراكز الخاصة بها فى القاهرة ولكنهم أخبرونى بأنها ستتكلف كثيرا لأنها مستوردة من الخارج .