من يريد أن يتناول الكافيار والسيمون فيميه وغيرهما من السلع الاستفزازية فعليه أن يسدد حق الدولة, ان الجرم الذي أرتكبه مبارك أنه ترك رجال الاعمال يعيثون في الارض فسادا. و يعقدون صفقاتهم المشبوهة ويجمعون ثرواتهم علي أشلاء الكادحين, وأصبحوا أقوي من الحكومة, وكلمتهم لا ترد, ووجدنا بعض رجال الاعمال المدللين اكثر نفوذا من الوزراء حتي أن أسماء لامعة منهم يكون لديها المقدرة علي الاطاحة بأي وزير ليس علي هواهم وسياساته تتعارض مع مصالحهم لتصبح موارد الدولة منهوبة ليتزايد الفقر علي الجانب الآخر في ظل تلك الرأسمالية المتوحشة التي باتت سمة مميزة لهذا العهد البائد.. وكيف لاينفلت رجال الاعمال ماداموا يرون بأعينهم تلك المخالفات الصارخة للأخوين علاء وجمال, محصلة هذا كله أن الفقراء يزدادون فقرا والاغنياء ثرواتهم تناطح السحاب وتقفز إلي تلك الارقام الفلكية.. علينا ان نتحرك سريعا قبل فوات الأوان. واذا كانت حكومة قنديل تتحدث في ظل تلك الظروف العصيبة الخافقة عن الترشيد فليس واردا علي الاطلاق أن نطلب من المواطن الكادح ترشيد انفاقه فهو مرشد بالفعل اجباريا واضطراري, فلا تتصور أن هذا المواطن الكادح الذي يزاخم في طوابير الخبز ويجاهد ليفوز ببضعة أرغفة أن يسرف في استهلاك الكهرباء أو يفرط في استهلاك الغذاء أو يهدر, ما يتبقي منه من طعام الترشيد هنا واجب علي الاغنياء ويتطلب التوصل إليه ايضا جبريا فلا غني عن رفع رسوم الكهرباء طبقا لشرائح الاستهلاك فليس معقولا أن مسكنا به تكييف مركزي أو عدة أجهزة تبريد تسري عليه الاسعار الحالية.. ولايعقل أن السيارات الفارهة تحصل علي الوقود بالاسعار المتدنية الحالية ولايعقل أن تظل مصلحة الضرائب تدلل أصحاب الفيللات والمساكن بالاحياء الراقية وتفرض تلك الرسوم المتواضعة عليها كايجار جديد أو مفروش, ولايعقل أن أهل الفن والطرب والرقص يتقاضون الملايين ويسددون للدولة الفتات, ولا يقبل أن نترك الدخول الفلكية في عديد من مواقع القطاع الخاص دون فرض ضريبة تصاعدية عليها لتصل وفقا للشرائح إلي ثمانين في المائة كما هي الحال في دول عديدة. ولابد من الإسراع في فرض الضريبة العقارية علي فيلات مارينا وغيرها من القري المميزة.. وفرض رسوم اضافية علي الرحلات الترفيهية بالخارج, آن الاوان ان نرشد استهلاك الاغنياء اجباريا وتحصل الدولة علي حقها منهم لتساند الفقراء. المزيد من أعمدة شريف العبد