الضريبة العقارية تفرض من جانب الحكومات المحلية للولاية أو المقاطعة في بلاد الغرب الغنية التي يستطيع المواطن فيها أن يدخر من دخله الذي يكفيه العيش الكريم وزيادة. وهي تفرض عادة علي صاحب العقار المؤجر لغير الطلبة أو علي المالك القادر, بمعني أن المواطن المالك لعقار ولا يعمل عملا يكفيه العيش الكريم لا يدفع تلك الضريبة, وإن كان يؤجر بيته لطلبة لا يدفع لا هو ولا هم ضريبة, وهي تفرض لكي تنمي موارد الحكومة المحلية لتستطيع ردها للمواطن في صورة طرق ممهدة وشبكات صرف صحي ومياه شرب, وجمع القمامة من البيوت والشوارع لكل من يحتاج سكنا ولا يستطيع دفع أجرته, وتوفير مسكن مجاني فإن قال قائل إن حكومتنا تفعل هنا بعضا من ذلك أقول له.. نعم لكن حكومتنا تأخذ رسوما مقابل كل ذلك مع الفواتير, سواء كان للنظافة أو للصرف الصحي أو غيره حتي بدون أن تفعل بها شيئا ملموسا, ولذلك فلا يجب أن تحصل الدولة هذه الرسوم مرتين مرة كرسوم تضاف للفواتير, ومرة كضريبة. ثم قل لي يا وزير المالية.. من منا مرتبه يكفيه لكي يدفع منه كضريبة جديدة إذا كان العقار لا يدر دخلا في حد ذاته؟, أنا أستاذ جامعي ومرتبي يا دوب علي الحركرك, حتي الحركرك هنا هو بمفهوم الحركرك الشعبي, وليس حركرك الكبار الذي ربما يشمل القليل أو الكثير من السيمون فيميه والمارون جلاسيه والسيجار الكوبي, ولذلك فأنا أبشر وزير المالية بأنني بنيت قصرا.. نعم قصرا.. تزيد قيمته عن المليون جنيه من تعب السنين وشقائها لكي أسكنه أنا وأولادي ولكي أخرج منه علي قبري, ولقد التهم غلاء أسعار مواد البناء والتشطيبات كل ما كان عندي, ولم يعد لدي من مال أو دخل إلا ما يسد الحاجات الضرورية لإنسان بدرجة أستاذ جامعي, ولذلك فلن أقدم الاقرار, وهذا بلاغ مني لك, وأنا جاهز للسجن فداء لأولادي الذين لن أورثهم ضريبة يدفعونها وهم لا يجدون عملا ولا مسكنا ولا تعليما لائقا ولا رعاية صحية محترمة, أما من يملك أكثر من بيت أو شاليه أو فيلا مغلقة كانت أو مفتوحة, فأنت حر في أن تحصل منهم تلك الضريبة كيفما تشاء. د. أحمد الجيوشي اكسفورد انجلترا