لا أحد ينكر حجم الإنجازات والمشروعات الكبرى التى تقوم بها الدولة حاليا فى مختلف المجالات, خاصة شبكات الطرق ومشروعات الإسكان والمياه والصرف الصحي، لكن هناك للأسف قرى سقطت من ذاكرة المسئولين، خاصة قرى الصعيد التى انعدمت فيها الخدمات الصحية والتعليمية، فمعظم الوحدات الصحية بهذه القرى تحتاج لجراحة عاجلة وتنقصها الأجهزة والأدوية، حتى أمصال لدغات العقارب والثعابين وعقر الكلاب الضالة غير متوافرة فى كثير من الوحدات الصحية بالقرى وحتى فى المستشفيات العامة بمراكز المحافظات بالصعيد، وغالبية المدارس تحتاج لترميم، ناهيك عن مشكلات المياه والصرف الصحى التى أصبحت تؤرق الأهالى فى حياتهم اليومية. ومثال ذلك قرية تندة التابعة لمركز ملوى بالمنيا التى اختلطت فيها مياه الشرب بالصرف، حيث تخرج المياه من الصنابير بلون أصفر داكن ورائحة كريهة، فمشروع الصرف الصحى بالمنطقة متوقف منذ سنوات طويلة، ويوجد بالقرية بيارات وخزانات للصرف تتسبب فى تآكل جدران المنازل ومواسير المياه، مما يساعد على اختلاط المياه بالصرف، وبالتالى تلوثها وجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي!. ونتيجة لتلوث المياه زادت معدلات الإصابة بالأمراض، حيث تم اكتشاف عدد كبير من أهالى هذه القرية مصابين بأمراض الكبد وفيروس «سى» وقدم الأهالى العديد من الشكاوى للمسئولين بمركز ملوى ومحافظة المنيا، لكن دون جدوي، ورغم الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة فى إطار مبادرة الرئيس السيسي, 001 مليون صحة, للقضاء على فيروس «سى» فإن مسئولى المحافظة يعملون عكس الاتجاه، فبدلا من حل المشكلة من جذورها وإزالة أسبابها، تركوا الأهالى يعانون أشد المعاناة تلوث المياه والأمراض الناتجة عنها.. فالحصول على كوب نظيف أصبح حلما لأهالى القرية والقرى المجاورة.. فهل يتحقق الحلم؟! لمزيد من مقالات جمال أبو الدهب