عندما رأيت صورة الاستقبال الرسمى للرئيس الإريترى أسياسى أفورقى فى مطار مقديشيو عاصمة الصومال، استرجعت ذكريات هبوط طائرة وفد جامعة الدول العربية فى ذلك المطار قبل نحو ربع قرن. كان المشهد مختلفا. فالمستقبلون كانوا جنود ميليشيات يحملون أسلحة آلية ويتزعمهم رجل قوى البنيان عارى الصدر، فهو شخصبة من إحدى القبائل التى كانت مسيطرة على المطار، مع انهيار الدولة عام 1991 إثر حرب شاملة فى كل الصومال. لهذا فإن مشهد استقبال رئيس دولة من جانب وفد رئاسى صومالي، أحد مظاهر عودة الدولة الصومالية بالنسبة لي.. وتلا هذا المشهد تراجع نواب صوماليين عن مساءلة الرئيس الصومالى، بهدف الحفاظ على الاستقرار السياسى فى البلاد. وهذا الاستقرار لم يكن المحرك الأساسى لكثير من القوى الصومالية بعد انهيار الدولة، مما أطال أمد عدم الاستقرار. وكان هذا من المؤشرات على أن الدولة الصومالية تواصل خطوات العودة إلى مظاهر الدولة المستقرة نسبيا. كما أن زيارة الرئيس السودانى عمر البشير لسوريا، كأول رئيس عربى يقوم بذلك منذ أحداث 1102 فى سوريا وماترتب عليها من مشكلات إحداها تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية ، فإنها الزيارة أحد المؤشرات على أن الدولة السورية تعود جزئيا. فبعد أن أصبحت الحكومة السورية مسيطرة على أغلبية أراضى سوريا بات من الأفضل عودتها إلى الساحة العربية لتستمد قوة جديدة من العالم العربي، فسوريا تحتاج إلى المساندة العربية لوقف الاتجاه نحو الاعتراف الأمريكى بضم إسرائيل للجولان السورى المحتل من إسرائيل منذ 15 عاما. كما أن اتفاق وقف اطلاق النار فى الحديدة باليمن مؤشر إضافى على أن الدولة اليمنية يمكن أن تعود إلى وضع أفضل وبخاصة إذا استمرت المفاوضات لتسوية تلبى رغبات الأطراف الأساسية. لمزيد من مقالات عاطف صقر