سيطرت ظواهر غريبة وسلوكيات اجتماعية خاطئة على الشارع المصرى وسط حالة من تردى القيم والأخلاقيات وأصبحت لغة الحوار خشنة تتسم بالتحايل والمصلحة والغش والنفاق مع غياب القدوة الحسنة ومبادئ إنكار الذات والتكافل وانتشار المحسوبية على حساب الخبرة والكفاءة.هذه الظواهر بدأت تتزايد نتيجة لغلاء المعيشة وانخفاض الدخل وطغيان الماديات على نفوس البشر وزيادة عدد السكان دون الاستفادة منهم والبطالة وغيرها من القضايا خاصة فى السنوات الاخيرة. اختفى الزمن الجميل وحل مكانه ثقافة الازدحام وتحقيق المصلحة الشخصية فوق أى مبادئ أو قيم تربينا عليها لتتلاشى سمات الرقى والتحضر والإنسانية لحضارة تمتد لآلاف السنين. نشاهد يوميا القبح فى المبانى والأبراج المخالفة وهدم الفيلل والقصور والعمائر التى تظهر الاصالة وسط غياب تام من اجهزة الرقابة والمحاسبة.. لقد بدأ المصريون يعانون العزلة والوحدة والاكتئاب نتيجة تقطع الصلات بين العائلات وبين الجيران. فالكل منغلق على نفسه، يعيش حياته الخاصة وعالمه الخاص ولا توجد لغة للحوار وأصبحت الصداقة عملة نادرة فى ظل انحسار القيم وظهور لغة المصالح والماديات. أكاد أجزم أن نسبة كبيرة من المصريين يشعرون بالوحدة والعزلة الاجتماعية وأصبحت هذه الظاهرة غير مقصورة على كبار السن بل امتدت للشباب. الوحدة لها عواقب خطيرة صحية على النفس والجسد وترتبط بأمراض القلب وضعف المناعة وأيضا حالات الاكتئاب التى قد تؤدى الى الانتحار وأيضا الى الفكر والسلوك المتطرف. لابد من مواجهة هذه المظاهر وعلاجها لكى نعيد للشباب دورهم وللشارع المصرى هدوءه وانضباطه وللأسرة المصرية حيويتها. والسعى لعودة روح الفكاهة وخفة الظل التى كانت تميز المصريين وأصبحت غائبة عنهم. فهل يمكن عودة زمن المصريين الجميل؟! نتمنى ذلك. لمزيد من مقالات نصر زعلوك