تواصلت ردود الفعل من المسئولين الأفغان والشركاء الغربيين للولايات المتحدة أمس، تعبر عن الصدمة والحيرة وعدم الارتياح، وسط تقارير عن أن واشنطن تخطط لسحب أكثر من 5 آلاف من بين 14 ألفا من جنودها فى أفغانستان، بعد تحركات مبدئية لإجراء محادثات سلام. وأعلن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى استقالته بعد خلاف مع الرئيس دونالد ترامب بشأن سياسات الرئيس الخارجية ومن بين ذلك قراراته المفاجئة بسحب القوات الأمريكية من سوريا وبدء التخطيط لخفض عددها فى أفغانستان. وأعلن ماتيس عزمه ترك منصبه فى خطاب استقالة إلى ترامب كشف عن الخلاف المتنامى بينهما وانتقد ضمنا ترامب لعدم احترامه أقرب الحلفاء لواشنطن الذين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة فى الحربين. وجاء تعليق من مسئول أمريكى بأن ترامب يعتزم سحب ما لا يقل عن 5 آلاف جندى بالإضافة إلى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس بمثابة مفاجأة، وكان ماتيس يُعتبر على نطاق واسع فى أفغانستان على أنه ضامن للدور الأمريكى هناك، وسيثير رحيله حتما مخاوف لدى الكثير من المسئولين الأفغان. وطالبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين الولاياتالمتحدة بتوضيح الوضع بعد الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع جيمس ماتيس. وقالت الوزيرة فى بيان «نظرا لأن الولاياتالمتحدة تضطلع بدور مهم ومسئولية فى بنية الأمن العالمى فمن المهم للجميع الحصول على توضيح على نحو سريع بشأن من سيخلف ماتيس والمسار المستقبلي». وجاءت الأنباء بعد اجتماع استمر يومين فى أبوظبى بين مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص للسلام زلماى خليل زاد وممثلين من حركة طالبان بحث خلاله الطرفان سحب القوات الأجنبية ووقف إطلاق النار فى 2019, لكن لأن الخطط لا تزال غير مؤكدة ومن المتوقع عقد مزيد من الاجتماعات فى السعودية فى أوائل يناير، فليس من الواضح إن كان وقف إطلاق النار وشيكا وإن كانت الأنباء تبشر بتسوية أشمل. وقال مسئول رفيع فى الحكومة الأفغانية «سيؤثر الانسحاب قطعا على العمليات بوجه عام لكن ينبغى لنا التريث والانتظار لنرى أى الوحدات ستعود لوطنها أولا، من السابق لأوانه قول أى شيء فى الوقت الراهن». وتعليقا على استقالة وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، أشاد حلف شمال الأطلسى بإسهاماته لإبقاء الحلف العسكرى قويا وعبر عن استعداده للتعاون الوثيق مع من سيخلفه مشددا على أهمية الولاياتالمتحدة. وعلى الصعيد الدولى، قال مسئولون ومحللون إقليميون إن الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس أثارت انزعاج حلفاء واشنطن فى منطقة آسيا والمحيط الهادى الذين ينسبون للجنرال المتقاعد الفضل فى بناء الثقة وتحجيم النزعات الانعزالية. وقال ماتيس، الذى احتضن حلفاء الولاياتالمتحدة التقليديين، إنه استقال بعد خلاف مع الرئيس دونالد ترامب بشأن السياسة الخارجية. وقال السيناتور بالحكومة الاسترالية جيم مولان لصحيفة ذى استراليان «بشكل عام كان يشار إليه بأنه واحد من الراشدين فى إدارة ترامب». وأضاف أن استقالة ماتيس تدعو للقلق؛ لأنها أدخلت «متغيرا شديدا آخر» على عملية صناعة القرار الأمريكية.