أعتقد ان الرئيس محمد مرسي اتخذ القرار الصحيح بذهابه الي قمة عدم الانحياز في طهران برغم تلميحات واشنطن التي كانت تفضل لو ان عددا من الرؤساء بينهم الرئيس المصري امتنعوا عن حضور قمة طهران. بدعوي ان إيران سوف تبذل كل جهودها في القمة لتحسين صورتها وإنهاء عزلتها الدولية, وحسنا ان الرئيس مرسي تقدم الي المؤتمر باقتراح مهم, يدعو القوي الإقليمية الفاعلة في الشرق الاوسط, ايران ومصر والسعودية وتركيا, الي اجتماع رباعي, يبحثون فيه سبل وإمكانية تسوية الأزمة السورية التي راح ضحيتها حتي الآن اكثر من20 الف مدني, بينهم خمسة آلاف سقطوا في شهر رمضان, خاصة ان حدوث توافق بين هذه القوي الإقليمية الأربع يمكن أن يضمن التزام كل الاطراف الضالعة في الأزمة سواء من الحكم أو المعارضة بوقف إطلاق النار والدخول في حوار مباشر حول طبيعة المرحلة الانتقالية التي يمكن ان تنتظر سوريا. وأظن ان الاقتراح المصري الي قمة طهران التي حضرها الرئيس الهندي كما حضرها بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة برغم نصائح واشنطن بالامتناع عن الحضور يؤكد ان مصر لم تحضر قمة طهران لأسباب بروتوكولية تلزمها تسليم رئاسة المؤتمر الي ايران, وإنما حضرت لتعلن عودتها الي ممارسة دورها المهم في قضايا المنطقة والعالم انطلاقا من أهمية دورها المحوري في الشرق الأوسط. كانت الورقة المصرية أهم الأوراق التي نظرها المؤتمر الذي ويضع علي رأس جدول اعماله مناقشة الأزمة السورية خاصة أن البعض أبدي ترحيبا شديدا بالاقتراح المصري الذي يمكن ان يهيئ ظروفا إقليمية مناسبة تساعد علي التزام كل الأطراف بوقف إطلاق النار, لكن ما من شك في ان واشنطن سوف تراهن علي استمرار الحرب الأهلية في سوريا وسوف تفعل كل ما تستطيع لإفشال عقد الاجتماع الرباعي اعتقادا منها بان الحل العسكري هو وحده الذي يكفل إسقاط نظام بشار الأسد. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد