حينما اندلعت ثورة 25 يناير 2011 فى مصر وقبلها قى تونس ثم امتدت الى سوريا وليبيا واليمن، أطلق عليها ثورات الربيع العربي، وكنت ومازلت أشعر بضيق لهذه التسمية. لأنها ليست ربيعا بل خراب متعمد مع سبق الإصرار والترصد. ورغم مرور سنوات مازلنا نعالج فيها آثار الدمار والخراب الذى لحق بالأمة العربية، وبدأنا نتعافى فى مصر وكان الله فى عون الشعوب السورية والليبية واليمنية التى ما زالت تعانى حتى هذه اللحظة. ورغم وجود أدلة حقيقية على ان هذه الثورات مخطط لها، يحلو للبعض ألا يقبل بهذا التفسير ويبرر ذلك بأننا من هواة نظرية المؤامرة. ما رأيكم الآن فيما يحدث فى فرنسا وبلجيكا ولكسمبورج، هل هى ثورات ربيع أوروبي، المراقب للأحداث من اول وهلة يلحظ انها نسخة بالكربون مما حدث عندنا فى المنطقة العربية ومنها مصر. بدأت بمظاهرة محدودة اعتراضا على رفع أسعار الوقود، ثم سرعان ما تتدخل العناصر المدربة على أحداث الشغب والتخريب والدمار لكى تحول المظاهرة السلمية الى كتلة نار تطول الأخضر واليابس فى البلاد، وتسبح فى أنهار دماء لتصبغ الأحداث باللون الدموى وهى تردد نفس الشعارات, ارحل، نفس التفاصيل والسيناريو لأن المحرض والمخطط وصاحب المصلحة واحد. والدليل أن الرئيس الفرنسى ماكرون استجاب مبكرا وتراجع عن قرار رفع الأسعار ومع ذلك لم تهدأ الأمور. نحن نعرف أن الشعوب الأوروبية متحضرة لا يمكن أن تحرق وتدمر منشآتها، ومن يفعل ذلك عناصر مرتزقة مأجورة لا يهمها وطن ولا شعب، تبيع نفسها لمن يدفع الثمن. يمين متطرف، يسار متطرف، عناصر خارجية. كلهم أدوات تنفذ والمخطط والمحرض معروف الشيطان الأكبر. حفظ الله مصر. لمزيد من مقالات نادية منصور