الفضائح والتراشق بالألفاظ والتلاسن والإتهامات بالكذب, كلها أمور تندرج تحت قضايا الذم والقدح, ولكن يبدو أن لغة الفضائح والتشهير أصبحت من الوسائل المشروعة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري .. مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم. وقد وصل اصطياد الفضائح وزلات اللسان بين الرئيس باراك أوباما المرشح الديمقراطي, وميت رومني المرشح الجمهوري إلي البيت الأبيض, ذروته عندما تبني الحزب الجمهوري موقفا رافضا تماما للإجهاض حتي في حالات الاغتصاب أو سفاح القربي, وذلك في برنامجه الانتخابي ومؤتمره العام للانتخابات الرئاسية الذي عقد علي مدار ثلاثة أيام الإسبوع الماضي في' تامبا' بولاية فلوريدا قبل أن يؤجل بسبب العاصفة' إيزاك'. وينص البرنامج الانتخابي الجمهوري علي حظر الإجهاض ومنح الجنين' حماية دستورية'. ويأتي القرار الذي تبنته لجنة تضم110 أعضاء من الحزب الجمهوري في وقت يشهد فيه هذا الحزب المحافظ فضيحة منذ أسبوعين نتيجة التصريحات التي أدلي بها أحد نوابه, وأكد فيها أنه من النادر أن تحمل امرأة عقب' اغتصاب حقيقي'. زلة تلقفها علي الفور المعسكر الديمقراطي منتقدا بشدة تصريحات النائب الجمهوري, تود اكين, واعتبر أنها' مثيرة للصدمة' ووصفها أوباما ب'المثيرة للاستياء'. وانتهز الديمقراطيون الفرصة لربط, بول ريان, المرشح لمنصب نائب الرئيس مع رومني بالقضية المثيرة للجدل, مشيرين إلي أن ريان وأكين ونوابا آخرين من الحزب الجمهوري سعوا لتمرير مشروع قانون عام1102 لإعادة تعريف الاغتصاب, الذي ينص علي أن' الاغتصاب بالقوة' هو الوحيد الذي سيستثني من القيود المفروضة علي تمويل عمليات الإجهاض. وفي محاولة لإنقاذ حزبه من هذه الفضيحة, اعتبر رومني تصريحات أكين' مهينة' و'لا تغتفر' وأصدرت حملتة فورا بيانا قالت فيه إن رومني وبول ريان لن يعارضا الإجهاض في حالة الاغتصاب.وأشار المراقبون الي أن قرار الحزب الجمهوري بشأن الإجهاض أعتبر نقطة مهمة لصالح الديمقراطيين. وعلي أثره حاول أوباما استمالة بعض النساء في هذا الصدد, موضحا أن الجمهوريين يشنون حربا علي النساء. ولم تكن هذه هي الفضيحة الوحيدة التي أحرجت الحزب الجمهوري بل وأثرت علي مؤتمره الإنتخابي. فهناك فضيحة أخري هزت الحزب, وقد بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي اف.بي.آي التحقيق فيها وهي نزول نائب جمهوري بالكونجرس إلي حمام السباحة عاريا خلال حفلة سكر في إسرائيل العام الماضي. وأعرب القادة الجمهوريون في مجلس النواب عن غضبهم علي30 نائبا ومساعدا شاركوا في الرحلة الخاصة الممولة.ولم تكن الفضائح وحدها هي التي نالت من الحزب الجمهوري, فقد سعي أوباما أيضا إلي التشكيك في مصداقية رومني, مجددا الانتقادات التي وجهت إلي رومني برفض الإفصاح عن العائدات الضريبية. وقال إن موقفة كان مؤشرا علي أنه مرشح يفتقر إلي الرغبة في تحمل ما تمليه عليه وظيفته,وأنه لم يفصح حتي الآن سوي عن عائدات ضريبية لعام واحد. ويبدو أن الحالة الاقتصادية لا تزال اللاعب الأبرز في هذه الانتخابات, ومن ثم هيمنت علي رسالة أوباما بشأن إعادة إحياء الطبقة المتوسطة. واستغلها أوباما في اظهار أن سياسات رومني ستزيد الأمور سوءا بالنسبة للطبقة الوسطي. ولمزيد من إحراجه, طالب أوباما رومني بالكشف عن إقراراته الضريبية, مشيرا إلي أن حياة من يسعون إلي البيت الأبيض كتاب مفتوح وأن الإعلان عن هذه الإقرارات الضريبية أصبح جزءا من الحملة الانتخابية.وفي المقابل, لم يقف رومني مكتوف الأيدي ضد التشكيك في مصدقيته, فقد شن رومني هجوما قويا علي سياسات أوباما المتعلقة بالرعاية الصحية والاقتصاد. واتهم رومني أوباما بالكذب فيما يتعلق بأنه سيخفض الضرائب علي الأغنياء وسيزيدها علي الطبقة المتوسطة, مؤكدا أن الضرائب لن ترتفع علي أحد إذا فاز بالرئاسة. ولم يكتف المرشح الجمهوري بهذا الحد, بل ذهب الي التشكيك في أن أوباما مولود في الولاياتالمتحدة, وأعاد إلي الأذهان حملة عدائية لأوباما كانت بدأت عندما ترشح لرئاسة الجمهورية في عام8002. تقول الحملة إن أوباما ولد في كينيا, وطن والده الذي كان طالبا في جامعة هاواي الأمريكية عندما قابل وتزوج والدته الطالبة في نفس الجامعة. وتشكك الحملة في مصداقية شهادة الميلاد التي توضح أن أوباما ولد في هاواي.