افتتاح معرض ختام الأنشطة بإدارة رشيد التعليمية في البحيرة    بعد الإعلان عن انتهائها غدًا، مبادرة سيارات المصريين تثير الجدل وتفتح باب التساؤلات    بقيمة 436 مليون جنيه، اقتصادية النواب توافق على موازنة مصلحة دمغ المصوغات    روسيا تستولي على دبابة أمريكية من القوات الأوكرانية خلال الحرب    شكري وبوريل يتفقان على تبادل التقييمات مع الأطراف الدولية لإنهاء مأساة غزة    الاتحاد الأوروبي: بوادر الحرب العالمية عادت من جديد، والمواجهة النووية احتمال واقعي    قبل مواجهة دريمز .. الزمالك يوفر تذاكر مجانية للجالية المصرية فى غانا    مصرع طفل دهسته سيارة بالأقصر    ضبط كيان تعليمي وهمي لمنح شهادات دراسية مزورة فى سوهاج    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    مهندس الديكور أحمد فايز: أعشق الأفلام القصيرة واعتبرها تفكير خارج الصندوق    أخبار الفن.. ميار الببلاوى فى مرمى الاتهام بالزنا وعبير الشرقاوى تدافع عنها.. الكينج وشريف منير يكذبان حسن شاكوش    رئيس جامعة بنى سويف الأهلية يناقش الخطة المستقبلية للعام المقبل    الأولى منذ الحرب.. وصول وزير الخارجية البحريني في زيارة إلى دمشق    وزير الخارجية يلتقي الممثل الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي    100 ألف دولار سنويًّا.. كيفية الالتحاق بتخصصات البرمجة التي تحدث عنها السيسي    "يتم التجهيز".. الأهلي يكشف ل مصراوي موعد حفل تأبين العامري فاروق    إنتر يواصل احتفالاته بلقب الدوري الإيطالي بثنائية أمام تورينو    حسام غالي يكشف مفاجأة لأول مرة عن لاعبي الأهلي أثناء توقف النشاط الرياضي    ألمانيا: دويتشه بان تعتزم استثمار أكثر من 16 مليار يورو في شبكتها هذا العام    استعدادا لشم النسيم.. الزراعة: طرح رنجة وفسيج بالمنافذ بتخفيضات تتراوح بين 20 و30%    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    مؤتمر بغداد للمياه.. سويلم: تحركات إثيوبيا الأحادية خرق للقانون الدولي وخطر وجودي على المصريين    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    طلقها 11 مرة وحبسته.. من هو زوج ميار الببلاوي؟    الزنك وزيت بذور القرع يسهمان في تخفيف أعراض الاكتئاب    أستاذ جهاز هضمي: الدولة قامت بصناعة وتوفير علاج فيروس سي محليا (فيديو)    تفاصيل لقاء هيئة مكتب نقابة الأطباء ووفد منظمة الصحة العالمية    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    خبير: مؤشرات البورصة تستمر في نزيف الخسائر لهذه الأسباب    انطلاق المراجعات النهائية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بمطروح    الرئيس السيسي: «متلومنيش أنا بس.. أنا برضوا ألومكم معايا»    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    مدير تعليم الدقهلية يناقش استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    تفاصيل مشاركة رئيس الوزراء في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    أول تعليق من مها الصغير على أنباء طلاقها من أحمد السقا    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع عملاق في انتظار صانع القرار‏:‏
سد عالي جديد في بحيرة ناصر

هذا مشروع عملاق‏.‏ صاحب فكرته عالم مصري هو أحد خبراء مياه النيل الذي كان ولا يزال نهر النيل هو العمود الفقري لحياته‏..‏ ولقد طرح الفكرة علي بعض من زملائه العلماء في تخصصات أخري وان كانت متصلة بها‏.‏ فقاموا بدراسات وأبحاث لبلورتها واستكمالها حتي أصبح المشروع كيانا واضحا.. وصار من الممكن وصفه بأنه بالفعل عملاق. فهو يفجر ثورة تؤدي الي تنمية حقيقية في جنوب مصر وما حوله من الصحراوين الشرقية والغربية ويلغي الفراغ المخيف ويقضي علي الفقر ويعمل علي ترقية الحياة بشرا وأرضا.. فضلا عما يسهم به في التنمية الشاملة للوطن كله.. كما يوطد ويعمق العلاقات الأخوية مع السودان.. ومع الدول الإفريقية من خلال التواصل معها بالطرق البرية والنهرية والحديدية وليس عن طريق أنفاق ودروب التهريب مما يزيد من حركة التجارة والاحتكاك المعرفي والحضاري..
والمشروع هو: إنشاء سد عالي جديد.. يجئ من رحم السد العالي الحالي العملاق.. ويتخذ أي الجديد موقعه في رحابه وسط بحيرة ناصر التي تعد من أكبر البحيرات الصناعية في العالم لكي يضيف الي مصر.. فوائد جديدة منها: ملياران ونصف مليار متر مكعب من مياه النيل كانت تضيع في الهواء بالبخر.. وكذلك أربعمائة ميجاوات من الطاقة الكهربائية أي نحو عشرة مليارات كيلو وات/ ساعة تصل قيمتها بمتوسط سعر البيع الحالي في المجتمع الي نحو مليارين ونصف مليار جنيه مصري.. الي جانب خلق فرص عمل سواء خلال فترة انشائه نحو سبع سنوات أو.. ما بعد ذلك لتشغيل بأجهزته..
والي جانب هذه الفوائد المباشرة فهناك فوائد كبيرة عديدة تترتب علي انشاء السد الذي نعطيه اسما مؤقتا هو سد أم سمبل وعلي ما سيعطيه من طاقة كهربائية.. والمياه التي ستضاف الي نصيب مصر من مياه النيل وهو55.5 مليار متر مكعب من المياه ومن الفوائد ان جسم السد سيصنع طريقا يربط بين الصحراء الشرقية والصحراء الغربية بريا وبشبكة من السكك الحديدية التي تستخدم القطارات بسرعة250 كيلو مترا في الساعة والتي يمكن ان تمتد بخطوطها لتربط بين كل الأنحاء.. وفي الدراسة الأولية للمشروع.. اقترحت خط سكك حديدية من سد أم سمبل شرقا الي حلايب وشلاتين التي يخرج من منطقتها خطان.. الأول جنوبا يعبر الحدود الي السودان ومدنه ثم دول افريقية أخري.. والثاني يصعد شمالا الي مرسي علم علي البحر الأحمر ثم سفاجا والغردقة ثم الي السويس ومنها يتجه غربا الي القاهرة.. وكذلك يمتد خط آخر من موقع السد ليتجه غربا الي توشكي ومشروعها الذي يقع علي540 ألف فدان مما يعمل علي إحيائه كما يمكن ان يمتد خط الي عمق الصحراء الشرقية والوادي الجديد ثم الي الاسكندرية والي مرسي مطروح.. وهكذا مما يربط بين كل الأنحاء.. ومعروف ان الطريق والمواصلات خاصة القطار يؤدي الي العمران بالمشاريع المختلفة.
ومن الفوائد أيضا احياء المناجم في الصحراء.. والاستزراع.. والصناعات القائمة علي الموارد الطبيعية والمعتمدة علي الثروة السمكية التي ستزداد بالمشروع الجديد والقفز بالسياحة في هذه المناطق الغنية بسياحة السفاري.. والمواقع الأثرية.. و هذا مهم جدا اطلاق مشروع سياحي جديد ضخم هو السياحة الي مدار السرطان أحد المدارات المهمة الرئيسية في الكرة الأرضية وتحويل قرية ميرواو الفرعونية الي مزار سياحي عالمي.. اذ ان المدار قريب من السد الجديد..
ان هذا السد الجديد سد أم سمبل سيكون في وسط بحيرة ناصر جنوبي السد العالي الحالي بنحو130 كيلو مترا.. في نقطة ضيقة لا يزيد عرضها علي1250 مترا.. ببحيرة ناصر العظيمة التي تبلغ مساحتها نحو ستة آلاف كيلو متر مربع.. اذ يبلغ طولها نحو خمسمائة كيلو متر منها ثلاثمائة وخمسين كيلو مترا داخل مصر والمسافة الباقية داخل السودان ويصل عرضها الي ستين كيلو مترا في بعض المناطق لكنه يختلف في مناطق أخري أما العمق فهو ما بين خمسين الي تسعين مترا.. ويبلغ مجموع أطوال شواطئها نحو ستة آلاف كيلو متر.. أما سعتها فانها162 مليار متر مكعب اذا وصل منسوب المياه الي182 مترا وهو أقصي ارتفاع.. ونتيجة لسعة البحيرة وارتفاع درجة الحرارة وتسليط اشعة الشمس عليها فان المياه تتبخر.. ويقدر حجم البخر الي عشرة مليار متر مكعب من المياه.. وبسبب هذا وبحثا عن سبل للتنمية المستدامة في مصر جاءت فكرة مشروع السد الجديد.. وحوله كانت ندوة الأهرام التي قدمنا لها.. ثم توالي الحوار:
الدكتور مدحت خفاجي: أعود قليلا إلي الوراء.. فقد لاحظت عند زيارتي للسد العالي منذ سنوات ان محطة الكهرباء توجد خارج جسم السد ثم زادت هواجسي بعد ذلك عندما جاء ليبرمان وزيرا لخارجية إسرائيل وقال مهددا مصر أنهم لابد وان يضربوا السد العالي لإغراق مصر!! وعندما أثرت هذا في اجتماع لجنة الري والصرف الصحي وأنا عضو فيها قال الدكتور محمد حسن عامر رئيس اللجنة ان الدكتور عبد الفتاح مطاوع لديه مشروع لبناء سد عالي جديد يكمل السد العالي الموجود حاليا وهو بلا شك مشروع هندسي عظيم ويعد مشروع القرن العشرين.. ولكنه مثل أي مشروع له آثار جانبية مثل البخر الشديد نحو عشرة مليارات متر مكعب وهو: بخر طبيعي لبحيرة كبيرة تمتد الي خمسمائة كيلو متر ويصل عرضها في بعض المناطق الي نحو ستين كيلو مترا.. كذلك فانه من الآثار السلبية امكانية ضرب محطة الكهرباء والتوربينات.. وهكذا.. الأمر الذي يعطي أهمية للمشروع الجديد للسد الجديد وصاحبه هو الدكتور مطاوع.. وقد اخترنا ندوة الأهرام لعرضه علي الرأي العام..
محمود مراد: و الأهرام ترحب بهذا.. لكي تبرز الفكرة أمام صناع القرار.. والرأي العام.. وليتفضل الدكتور عبد الفتاح مطاوع ليشرح المشروع بدءا من مبرراته.. الي أهدافه..
الدكتور عبد الفتاح مطاوع: شكرا لالأهرام.. أما عن المبررات فهي عديدة منها كما قيل تقليل البخر وتأمين السد العالي.. والاسهام بقسط أكبر في التنمية التي تعتمد أساسا علي المياه.. فهي العامل المحدد.
والمشروع هو بناء سد عالي جديد في منتصف بحيرة ناصر تقريبا.. وكما نعرف فان مساحة البحيرة نحو ستمائة كيلو متر مربع.. وطولها نحو خمسمائة كيلو متر.. ومعدل عرضها نحو اثني عشر كيلو متر.. ولكن في بعض المناطق يصل العرض الي نحو ستين كيلو مترا وفي مواقع أخري يصل الي كيلو متر واحد وربع كيلو متر.. وفي هذا الموقع تحديدا الذي يضيق فيه العرض جاءت فكرة إنشاء السد الجديد وهو مشروع أفضل من غيره من حيث تحقيق الأهداف والتكاليف المادية وكانت البداية سنة1997 خلال عملنا في مشروع توشكي حيث درسنا المنطقة وتعرفنا جيدا علي خريطة تنمية جنوب مصر.. التي لم تحصل علي نصيبها من التنمية مع ان جنوب شرق مصر به حسب البيانات ثروات كبيرة جدا.. وأعني بهذا المنطقة من اسوان الي مرسي علم وحلايب ووادي حلفا.. والمؤسف ان أحدا لم ينظر الي هذه البقعة كأحد المناطق الواعدة.. وفي ذلك الوقت عام1997 تشكلت مجموعة عمل من: وزارة الموارد المائية والري ومن هيئة السد العالي ومن مصلحة الميكانيكا والكهرباء ومن معهد بحوث المياه الجوفية ومعهد بحوث النيل وبعض خبراء بحوث المياه وغيرهم.. ولذلك فإذا كنت أنا صاحب الفكرة فان مجموعة العمل قد بلورتها واستكملتها وأظهرتها..
ويوجد الموقع المقترح لهذا المشروع في منتصف بحيرة ناصر تقريبا أمام السد العالي العملاق الحالي وعلي مسافة مائة وثلاثين كيلو مترا جنوب أسوان.. وبإنشاء هذا المشروع وبتغيير مناسيب المياه بين السد الحالي والسد الجديد.. وبينه وبين جنوب البحيرة.. وطبقا للمعدلات والنماذج الرياضية والأبحاث فانه يمكن توفير ملياري متر مكعب من كمية المياه التي تضيع بالبخر وتقدر بنحو عشرة مليارات متر مكعب.. وذلك بالإضافة إلي توفير كميات مياه أخري ومنها مثلا: إضافة نصف مليار متر مكعب إلي خزان المياه الجوفي المجاور..
ولعلني أذكر ان الموقع المقترح لإقامة المشروع يقع علي مسافة نحو130 كيلو متر جنوب اسوان والسد الحالي أي تقريبا في نهاية ثلث طول بحيرة ناصر.. والثلثان الآخران بينه وبين الحدود الجنوبية للبحيرة لكن لاختلاف عرض البحيرة في الثلث الأول واتساعه جنوبا فان حجم كمية المياه أمام وخلف المشروع الجديد.. متساوية ولذلك نقول انه في منتصف البحيرة..
واذا كنا نقول ان من أهداف المشروع أيضا تأمين السد الحالي فذلك لأن حجم المياه في بحيرة ناصر يصل الي مائة وستين مليار متر مكعب.. وهذه يمكن ان تتحرك لحدث معين.. فان المشروع الجديد يقسم هذه الكمية مع خفض المنسوب في الجزء الشمالي وبالتالي فان أي حدث يقع لا يؤثر بدرجة خطيرة..
هذا اضافة الي الهدف المهم وهو توفير المياه للتنمية وتعمير الصحراء والخروج من الوادي الضيق نتيجة الكثافة السكانية..
تخزين وتنظيم الطاقة
أيضا فان المشروع الجديد سينتج عنه توليد طاقة تساوي نحو اربعمائة ميجاوات.. وهو رقم صغير بالنسبة لما ينتجه السد العالي الحالي وهو نحو ألفين ومائتي ميجاوات سنويا.. لكن المسألة المهمة هي تخزين الطاقة في البحيرة. فانه وكما هو معروف.. ينخفض استهلاك الطاقة ليلا.. لكن محطات التوليد الحرارية تظل تعمل لأنه لا يمكن ايقافها اذ يتطلب اعادة تشغليها وقتا طويلا بينما المحطات المائية.. من السهل ايقافها واعادة تشغليها وأعني التوربينات كما انه يمكن باستخدام مضخات نزح المياه ونقلها من البحيرة شمال المشروع الجديد الي الجزء الجنوب لامكان تشغيل التوربينات بكامل طاقتها..
كذلك من الأهداف المهمة للمشروع وهو انه بجسم السد الممتد علي عرض البحيرة ينشئ جسرا بين الصحراء الغربية والصحراء الشرقية.. مما يسهم في حركة التنقل وبالتالي في التنمية بأنواعها واقامة مجتمعات عمرانية وفي السياحة بحسن استثمار الامكانيات المتاحة ومنها مدار السرطان القريب الذي يمكن ان يكون مزارا تاريخيا سياحيا عالميا.. وتصبح قرية ميرواو الواقعة علي المدار مركزا سياحيا عالميا نادرا.. كما ان الموقع المقترح أيضا.. مميز فهو بين جبلين.. أحدهما يمينا هو جبل أم سمبل ارتفاعه276 مترا.. والآخر يسارا بدون اسم.. وربما يمكن تسمية المشروع باسم سد أم سمبل.. وهذا الموقع هو أضيق مكان في البحيرة كيلو متر وربع كيلو متر .. وقد وضع الدكتور أحمد فخري تصميما للسد.. ولابد ان يتبع انشاء السد الجديد خطوط سكك حديدية فائقة السرعة 250 كيلو مترا في الساعة للربط بين شرق البحيرة وغربها.. ومنها الي الشرق والغرب.. والي الشمال والجنوب.. وهكذا بحيث توجد شبكة تربط كل الأنحاء من مطروح الي البحر الأحمر ومن الاسكندرية الي حلايب وشلاتين.. و.. تخلق وتخدم التنمية.. وهذا ليس بعيدا عن مصر التي كانت ثاني دولة في العالم بعد بريطانيا تنشئ شبكة للسكك الحديدية..
ومن الفوائد أيضا فانه يمكن تخزين نحو ثلاثين مليار متر مكعب اضافية جنوب البحيرة أي أمام المشروع الجديد.. كما ستزداد الثروة السمكية.. وأيضا سيؤدي المشروع بما يعطيه من مياه وطاقة وما ينشأ معه من طرق برية وسكك حديدية الي: احياء المناجم الموجودة شرقا وغربا وتفقد جدواها الاقتصادية حاليا بسبب ارتفاع التكلفة لعدم وجود مقومات حياتية..
كذلك سيخلق المشروع بنفسه فرص عمل مؤقتة طوال مدة إنشائه ودائمة لتشغيله وكذلك فرص عمل للأنشطة والمجالات التي ستتواجد وتعمل بسببه..
وبالنسبة للأمن القومي لمصر وعلاقاتها الخارجية.. فان المشروع سيوطد العلاقات مع الاخوة في السودان ومع الدول الافريقية.. من خلال شبكة الكهرباء الموحدة.. ومن خلال الغاء الفراغ في الجنوب.. إذ إن كمية المياه التي سيوفرها المشروع من البخر وهي ملياري متر مكعب.. تكفي لتوطين عشرة ملايين فرد في مجتمعات عمرانية قائمة علي الزراعة والصناعة والسياحة والمناجم والسكة الحديد.. والطرق.. وغيرها..
وأخيرا.. أقول ان دراستنا قد انتهت عام1999.. وعرضناها علي المسئولين.. لكنها للأسف ظلت في غرف مغلقة.. ولو.. كانت قد نفذت لكنا الآن قد انتهينا من انشاء السد الجديد.. ولكانت محطة الكهرباء التابعة له قد انتهت واضافت جهدا الي الطاقة الحالية.. ولكانت التكاليف المالية لا تتجاوز خمسة مليارات جنيه.. ولكانت التنمية الشاملة قد قفزت بمعدلات سريعة.. وعلي أي حال فان الفرصة لا تزال متاحة لتعويض ما فات!!
التصميم والمواصفات الفنية
محمود مراد: شكرا للدكتور عبد الفتاح مطاوع.. ولعل الدكتور أحمد فخري يحدثنا عن السد نفسه وما هيته وتصميمه.. ومقترحات كيفية التنفيذ
الدكتور أحمد فخري: سوف يكون السد بإذن الله من النوع الركامي مثل السد العالي.. مع مراعاة انه سينشأ وسط البحيرة وليس علي أرض جافة كما حدث مع السد في الستينات وبهذا فان التكاليف المالية تصل الي نحو سبعة مليارات جنيه أما مدة التنفيذ فتستغرق نحو ثمانية عشر شهرا للدراسات الحقلية والتصميم النهائي ثم نحو خمس سنوات للتنفيذ.. وسيكون ارتفاعه اقل بنحو خمسة أمتار من السد الحالي.. وستكون محطة الكهرباء خارج جسم السد.. أي مثل الحالي.
محمود مراد: بالأرقام.. كم سيوفر المشروع الجديد لمصر
الدكتور أحمد فخري: انه سيعطي ربعمائة ميجاوات كهرباء.. والسدود في العالم تغطي تكاليفها من عائد الطاقة. وما سينتجه المشروع يعطي كثيرا ويتسبب في تنمية ومشروعات..
الدكتور عبد الفتاح مطاوع: هذا.. اضافة الي التحكم في انتاج الطاقة حسب احتياجات الاستهلاك والي كمية المياه التي تضيغ في البخر وهي نحو ملياري متر مكعب.. وربما أكثر..
الدكتور عبد السلام جمعة: لكي ندرك الفائدة.. فانه يوجد نحو مليون فدان في الساحل الشمالي الغربي لمصر قابلة للاستزراع وكنا نطلب من وزارة الموارد المائية: فقط مليار متر مكعب لزراعة وتنمية هذه المنطقة.. أي نصف الكمية التي سيوفرها المشروع تكفي.. والنصف الآخر يخصص لتنمية جنوب مصر..
الدكتور ابراهيم علي العسيري: ان انتاج الطاقة من المشروع الجديد مهم سواء دخل في الشبكة الداخلية بمصر.. أو.. في الشبكة الموحدة العربية.. وهذا علي أي حال يخضع للجدوي الاقتصادية..
محمود مراد: اذا كان المشروع يعطي ربعمائة ميجاوات سنويا.. فكيف نترجمها ماديا
الدكتور ابراهيم علي العسيري: انها تساوي نحو عشرة مليارات كيلو وات/ ساعة
الدكتور عبد الفتاح مطاوع: فاذا كان سعر الكيلو وات وقت الذروة نحو ربع جنيه.. فان الإجمالي يساوي نحو اثنين ونصف مليار جنيه. ثم وكما قلنا ان الطاقة المائية نظيفة.. ويسهل التحكم فيها. ولا ننسي توفير المياه التي هي العامل المحدد للتنمية. فان للسد قيمة عظيمة. وعلينا ان نتذكر الأحوال السيئة في مصر قبل السد العالي حيث أغرق الفيضان محافظات الصعيد في نهاية الأربعينات وانتشرت الأوبئة والطاعون والكوليرا.. وكانت الأرض تصاب بالبوار في السنوات التي لا يجئ فيها الفيضان.. أما بعد فقد انتهت هذه المخاطر.. وانتظمت الزراعة طوال السنة وأضيفت أراض جديدة.. وأنتج السد ثلث كمية الكهرباء المستهلكة في مصر كلها.. وفتح آلافا من فرص العمل في مجالات عديدة.. وارتفع الأداء التقني المصري في مجال انشاء السدود.. وغير ذلك كثير.. ومن ثم فإن المشروع الجديد ستكون له نتائج باهرة مباشرة وغير مباشرة.. ودائمة.. وبينها آلاف من فرص العمل..
المشروع وقرار التنفيذ
محمود مراد: الكلمة للدكتور محمد حسن عامر.. لكني أريد أولا السؤال عن لجنة الري والصرف التي يرأسها
الدكتور محمد حسن عامر: توجد هيئة دولية للري والصرف.. وقد تأسست عام1950 نتيجة اتفاق إحدي عشر دولة كانت مصر واحدة منها.. أي اننا من المؤسسين.. وتضم هذه الهيئة الآن مائة وثمانية دول.. وفي كل منها لجنة قومية للري والصرف مثل التي توجد في مصر والتي أشرف برئاستها.. ومهمتها اجراء الدراسات والأبحاث عن المياه والصرف.. وفي اللقاء السنوي الذي تعقده الهيئة الدولية نناقش الحلول العلمية للمشكلات والتنسيق بين الدول وتبادل الخبرات..
الدكتور مدحت خفاجي: ولهذا فاننا نطلب من الأهرام الإسهام معنا في عقد ندوات لمناقشة المشكلات المختلفة..
محمود مراد: نرحب بهذا..
الدكتور محمد حسن عامر: أشكرك.. وإذا عدنا الي الموضوع فإنني أحيي الدكتور عبد الفتاح مطاوع علي فكرة مشروع السد الجديد.. وهو من الناحية العلمية ممتاز.. وفوائده كثيرة.. ونتمني ان يجد طريقه الي التنفيذ..
محمود مراد: هذا ما نأمله وننشده.. وأملنا كبير.. والله الموفق.
اشترك في الندوة:
الدكتور عبد الفتاح مطاوع: رئيس قطاع مياه النيل وزارة الموارد المائية والري..
الدكتور عبد السلام جمعة: رئيس مجلس الحبوب مركز البحوث الزراعية
الدكتور محمد حسن عامر: استاذ متفرغ بالمركز القومي لبحوث المياه رئيس اللجنة القومية للري والصرف..
الدكتور مدحت خفاجي: استاذ بجامعة القاهرة عضو اللجنة القومية للري والصرف
الدكتور ابراهيم علي العسيري: خبير شئون الطاقة النووية
الدكتور أحمد محمود خطاب: أستاذ متفرغ المركز القومي لبحوث المياه
الأستاذ محمد محمود: صحفي بالأهرام
الأستاذ ابراهيم عمران: صحفي بالأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.