أعلنت الحكومة الأثيوبية رسمياً يوم 2 أبريل الحالي عن تدشين إنشاء سد الألفية العظيم علي الحدود الأثيوبية السودانية المطلة علي النيل الأزرق لرفع إنتاجية الطاقة الكهرومائية إلي 10 آلاف ميجاوات وان امتلاء البحيرة التي ستقام خلف السد يستغرق من 5 إلي 6 سنوات. إنشاء هذا السد بمنطقة "بني شنقول" علي بعد 40 كيلو متراً من حدود اثيوبيا مع السودان بتكلفة 4.8 مليار دولار.. وتوقعت ان يكتمل خلال 4 سنوات وان يحجز خلفه 63 مليار متر مكعب من المياه. دعت الحكومة الاثيوبية الشعب بمختلف فئاته والعاملين بالحكومة والقطاعين العام والخاص إلي شراء السندات التي سيطرحها البنك الوطني الاثيوبي لتمويل البناء. وقد أعلنت وكالة الأنباء الاثيوبية عن إنشاء مجلس وطني يتولي مسئولية تنسيق المشاركة العامة في مشروع إنشاء سد الألفية العظيم علي النيل الأزرق مشيرة إلي ان هذا المجلس سيكون مكلفاً بتعزيز الوعي حول المنافع التي سيوفرها المشروع لاثيوبيا.. وأعضاء هذا المجلس يتم اختيارهم من بين المؤسسات الاقليمية والفيدرالية وكذلك المنظمات العامة. قال د. محمد البسطويسي الباحث الجيولوجي بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ان بناء سد الألفية الجديد سوف يتسبب سنوياً في فقد مصر 17 مليار متر مكعب من المياه لمرة واحدة وليس سنوياً بالاضافة إلي مليار متر مكعب من المياه بالبخر نتيجة لتكون البحيرة أمام هذا السد. أشار إلي ان هذا الاستنتاج جاء بناء علي صور الأقمار الصناعية التي حددت موقع سد الألفية. أضاف ان أقصي ارتفاع لسد يمكن انشاؤه بهذه المنطقة يبلغ 97 متراً وذلك لأن مجري النيل الأزرق محصور بجوانب صخرية مرتفعة "اخدود" لا يزيد ارتفاعها علي 100 متر ولا يمكن إنشاء سد بارتفاع أعلي من ذلك لامتداد الهضبة بطريقة شبه مستوية علي جانبي الأخدود. لذلك لا تستطيع أثيوبيا بناء سد علي ارتفاع أعلي من ذلك بسبب طبيعة المنطقة. أكد الدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه الدولي ورئيس جامعة المنوفية الأسبق ان سد الألفية العظيم سيؤدي إلي انخفاض كميات المياه التي يتم تخزينها في بحيرة ناصر من 120 مليار متر مكعب إلي 75 ملياراً بعد اكتمال انشائه مباشرة وانخفاض طاقة توليد الكهرباء من السد العالي وقناطر إسنا ونجع حمادي بمعدل 20%. أوضح ان السد ا لجديد سيجعل أثيوبيا قادرة علي التحكم الاستراتيجي في وصول مياه الفيضان إلي مصر.. وسيؤدي إلي عدم زراعة مليون فدان باعتبار ان استهلاك الفدان من المياه يصل إلي 5 آلاف متر مكعب. وأكد رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ان مشروع سد الألفية العظيم سيفيد عملياً كلا من مصر والسودان ونهدف ان يكون له تأثير ايجابي علي تفكير المصريين مشيراً إلي ان أثيوبيا يمكن ان تبني السد اعتماداً علي نفسها. أضاف زيناوي خلال حديثه في البرلمان أن مصر تحاول منع أثيوبيا من القيام بأنشطة تنموية علي نهر النيل من خلال الضغط علي دول أخري لمنعها من تقديم منح وقروض لأثيوبيا. وقد نفي وزير الموارد المائية الأثيوبية في حوار مع وكالة رويترز ان يكون السد له تأثير سلبي علي مصر. مشيراً إلي ان الدراسات التي أجرتها حكومته أشارت إلي أنه سيفيد مصر والسودان من خلال تقليل الرواسب في مشاريع الري الخاصة بهذين البلدين وبتقليل المياه المهدرة ومن المقرر ان يقوم عصام شرف رئيس الوزراء المصري بزيارة لأديس أبابا الشهر المقبل علي رأس وفد من المسئولين والخبراء المصريين لمناقشة ملف مياه النيل.