اختتم مهرجان مراكش الدولى للفيلم أعمال دورته ال 17 وسط إقبال جماهيرى تجاوز مائة ألف شخص تفاعلوا مع مختلف عروض وأنشطة المهرجان الذى أسدل الستار على دورة مشرقة وقوية بقرار لجنة التحكيم التى يرأسها المخرج الأمريكى جيمس جراى، بمنح النجمة الذهبية للمهرجان ل فيلم «جوى» للمخرجة النمساوية من أصل إيرانى سودابيه مرتضاى. الفائزون بالجوائز تسلمت مخرجة الفيلم الجائزة من الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشى إحدى ضيوف مهرجان مراكش هذا العام. الفيلم بشكل بسيط وإنسانى ألقى الضوء على حياة المهاجرات وما يعانين منه حيث يرفعن شعار «تأكل وإما تؤكل» ويقعون ضحية للإتجار بالجنس والقسوة والاستغلال. وفاز بجائزة أفضل ممثل فى المهرجان التونسى نضال السعدى عن دوره فى فيلم «فى عينيا» وفازت الألمانية أنيت شفارتز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم «كل شيء بخير» وفاز بجائزة أفضل إخراج الصربى أونين جلافونيتش عن فيلمه «الحمولة» ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «عاملة الغرف» للمخرجة المكسيكية ليلى أفيليس. تشكلت لجنة تحكيم المهرجان هذا العام برئاسة المخرج الأمريكى جيمس جراى وعضوية كل من الممثلة الأمريكية داكوتا جونسون والممثلة الهندية إليانا دى كروز والممثل الألمانى دانيال برول والمخرج الفرنسى لوران كانتى والمخرج المكسيكى ميشيل فرانكو والمخرجة الإسكتلندية لين رامسى والمخرجة اللبنانية جوانا حاجى توما والسينمائية المغربية تالا حديد. وبخلاف ذلك كان النجوم المكرمون حديث المهرجان، خصوصا حضور تكريم النجم العالمى روبرت دى نيرو الذى تفاعل داخل المهرجان ووجه التحية له وللقائمين عليه بعد منحه النجمة الذهبية تكريما له، بجانب النجوم أنييس فاردا، والجيلالى فرحاتى. وقد أنار الثلاثة، بمواهبهم وسخائهم، البساط الأحمر وقصر المؤتمرات بمراكش. الجديد فى مهرجان مراكش كمهرجان سينمائى أنه لا يوجه للنجوم فقط بل ايضا يضع فى حسبانه جمهور السينما الغفير وهو ما رأيناه فى قسم «محادثة مع» التى مكنت جمهورا غفيرا ومتحمسا من لقاء عمالقة السينما العالمية مثل: مارتين سكورسيزى، وروبير دى نيرو، وجييرمو ديل تورو، وتييرى فريمو، وأنييس فاردا، ويسرى نصر الله، وكريستيان مونجيو. وكانت حصصا للتبادل والنقاش، وتقاسم فيها سبعة من كبار مهنيى السينما، بسخاء، تجاربهم وأرائهم. كما امتلأت فضاءات المهرجان كل يوم بجمهور متنوع يضم مهنيين، وطلبة، وصحفيين، وشغوفين بالسينما انضموا بكثافة الى جلسات «محادثة مع» و التى بثت مباشرة على شبكة الإنترنت. وبخلاف حضور حوالى 100 ألف شخص، طيلة 9 أيام، تم تخصيص 110 دعوات للمكفوفين وضعاف البصر، من جهات المملكة، للمشاركة فى هذه الدورة الجديدة للمهرجان. وقد استفادوا من رعاية كاملة، ومرافقة شخصية لمتابعة الأفلام الخمسة المبرمجة فى فقرة «الوصفى السمعى» وأيضا المشاركة فى مختلف الأنشطة المنظمة لصالحهم «ندوات، قراءات شعرية، أغان، موسيقى.. إلخ». وكان الجمهور متفاعلا جدا فى المهرجان و أنشطته التى كانت جميعها بالمجان ومفتوحة أمام الجمهور. وكانت قاعات قصر المؤتمرات بمراكش تغص بالجماهير منذ الساعة ال11 صباحا، لمتابعة الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية. ونفس الشيء بالنسبة إلى العروض الخاصة «ببانوراما السينما المغربية»، عروض سينما «كوليزى»، ومتحف إيف سان لوران، أو خلال العروض الخاصة التى عرضت فيها أفلام ذات مستوى عال، بعضها مرشح لجوائز بالجولدن جلوب السينما المغربية تحت الأضواء بجانب تفاعل الجمهور مع النجوم الكبار هناك الذين كانوا يحرصون على حضور أنشطة المهرجان مثل المخرج يسرى نصرالله وليلى علوي، ومارتن سكورسيزي، وعبد الله فركوس، وبشرى أهريش، لورانس فيشبورن، وعزيز داداس، ومونيكا بيلوتشي- للقاء الجمهور بجامع الفنا.. جذبت الأفلام التى تم عرضها فى هذه الساحة لوحدها حوالى 70 ألف مشاهد طيلة أيام المهرجان، بمعدل 7آلاف إلى 12 ألف مشاهد كل مساء. اما بالنسبة للسينما المغربية فقد خصصت الدورة 17 من المهرجان مكانة مهمة وللمهنيين المغاربة الذين فاق عددهم المائتى مدعو. و من بين ال80 فيلما المبرمجة 12 عملا مغربيا. فضلا عن الفيلم المشارك فى المسابقة الرسمية «طفح الكيل للمخرج محسن بصرى»، تم عرض 7 أفلام مغربية أخرى فى إطار الفقرة الجديدة « بانوراما السينما المغربية»، التى جذبت جمهورا عريضا، بمن فيهم عدد من المهنيين الدوليين الذين اكتشفوا بعضا من الإسهامات المغربية الحديثة. كما تم عرض أربعة أفلام مغربية أخرى فى ساحة جامع الفنا مع التكريم الذى خصص للمخرج المغربى الجيلالى فرحاتي. وكان المهرجان بدأ بحفل افتتاح مميز ومنظم، ومر على سجادته الحمراء عدد من نجوم السينما من مصر والمغرب ولبنان والعالم، منهم: يسرا وليلى علوى وباسم سمرة ويسرى نصرالله وإيناس الدغيدى، بالإضافة لأسرة فيلم «ليل خارجى»: المخرج أحمد عبدالله، والأبطال: شريف الدسوقى وكريم قاسم وعمرو عابد، ومن النجوم العالميين الذين حضروا فى المهرجان: المخرجة والمنتجة الإيطالية «فاليريا جولينو»، والممثل الأمريكى الدنماركى «فيجو مورتنسن»، والممثلة الفرنسية الإيطالية «كيارا ماسترويانى»، والممثلة الإسبانية «روسى دى بالما»، والمخرج الأمريكى «جوليان شنابل»، والممثل والمخرج «لوران لافيت» والممثل الفرنسى «الطاهر رحيم»، والممثل الأمريكى «لورانس فيشبورن» والممثل الأمريكى «أوليفر ستون». المؤلف السينمائى محمد حفظى والمخرج أبو بكر شوقى