يفرض القانون الفرنسى على سائقى الشاحنات الاحتفاظ بسترات صفراء عاكسة للضوء داخل سياراتهم حتى يظهر السائق فى الظلام وعلى الطرق السريعة فى حالة التعطل والخروج من السيارة. وظهرت حركة السترات الصفراء فى مايو 2018 وذاع صيتها فى نوفمبر، حيث أشعلت باريس وبعض المدن الفرنسية الأخرى بالتظاهر ، بعد أن وافق ماكرون على زيادة الضريبة على الوقود. وبعد عدة جولات من المفاوضات وتراجع ماكرون عن الزيادة، لاندرى ما ستسفر عنه الأوضاع فى الجمهورية الفرنسية. الفرنسيون اعترضوا على زيادة ضريبة الوقود، ولكن كم سيدفعون مقابل إصلاح ما خربه التظاهر. هل المقصود إضعاف ماكرون ودفعه إلى الاستقالة كما فعل شارل ديجول؟ ففرنسا الآن هى زعيمة الاتحاد الأوروبي، ودافع ماكرون من خلال موقعه عن فكرة إنشاء جيش أوروبى موحد تابع للاتحاد، وهاجم ترامب بعد إلغائه المعاهدة النووية مع إيران من طرف واحد. وبهذا المنطق قد فسرت بعض وسائل الإعلام الروسية ما يحدث فى فرنسا. الشيطان الأمريكى ضرب منطقة الشرق الأوسط من أجل أمن المدللة إسرائيل. وإذا كان هذا الشيطان قد فكك الاتحاد السوفيتى كقطب عالمى منافس فبالتأكيد لن يسمح بنمو الاتحاد الأوروبي، والبداية هى خروج التابع البريطانى دون خسائر. لكن مطالبة السترات الصفراء بخروج فرنسا من الاتحاد يجعلك تتوقف وتسأل: هل سيتكرر ذلك فى بلدان أخرى تنتمى للاتحاد الأوروبى حتى ينهار؟ وإذا كان الاتحاد السوفيتى انهار بسبب إذاعة أوروبا الحرة فليس ببعيد أن ينهار الاتحاد الأوروبى بسبب السترات الصفراء؟ لمزيد من مقالات عطية أبو زيد