منذ زمن بعيد لم تشهد مصر مثل هذا التجمع الإفريقى فى شرم الشيخ تحت رعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى .. إن أهم ما جاء فى هذا التجمع أنه جمع القيادات مع الأفكار مع السياسات وتحولت كل هذه الأشياء إلى واقع حقيقى .. لهذا أكد الرئيس فى كلمته أن مصر جادة فى المشاركة فى تنمية القارة والاستفادة من الفرص الهائلة المتاحة فيها وأشار إلى ضرورة التفاوض مع المؤسسات المالية ليكونوا شركاء فى التنمية خاصة فى مشروعات البنية الأساسية وهى أساس التنمية الحقيقية والإسراع فى الانتهاء من طريق القاهرة كيب تاون لتوسيع حركة التجارة بين بلدان القارة .. وقرر الرئيس تشجيع الشركات الإفريقية فى مصر وزيادة الاستثمارات المشتركة وأكد أن حجم الاستثمارات المصرية فى القارة قد تجاوز عشرة مليارات دولار .. وقد تضمنت قرارات الرئيس إنشاء صندوق للاستثمار فى البنية التحتية المعلوماتية بهدف دعم التطور التكنولوجى والتحول الرقمى فى دول القارة .. إن القاهرة تعود إلى دورها التاريخى فى هذا المؤتمر إلى إفريقيا من خلال زيارات متعددة وأكثر من لقاء بين الرئيس السيسى وزعماء الدول الإفريقية فى السنوات الأخيرة .. لقد تم توقيع 30 اتفاقية كما أعلنت د.سحر نصر فى مجالات الاستثمار والمشروعات القومية واتفاقات التعاون الفنى بقيمة اجمالية 3.5 مليار دولار وهى تأكيد ثقة المؤسسات الدولية فى القيادة السياسية والرؤية الواضحة لبلادنا.. كان المؤتمر فرصة كبيرة لعودة مصر إلى عمقها الإفريقى ودورها التاريخى الذى كان يوما يمثل أهمية خاصة لدى شعوب القارة فى فترة الاستقلال والتحرر من التبعية .. وفى ظل رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى فى العام المقبل يصبح هذا المؤتمر مقدمة ضرورية لدعم الدور المصرى وعودته إلى إفريقيا .. إن إفريقيا هى المستقبل بحكم الجغرافيا والموارد والمصالح والتاريخ وإذا كنا قد فرطنا فى أشياء كثيرة تجاه الدول والشعوب الإفريقية فى سنوات مضت فإن مصر الآن حريصة على أن تمد كل جسور التواصل والمصالح المشتركة مع القارة التى كما أكد الرئيس السيسى نفخر بالانتماء إليها.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة