التدخل الدولى فى الشأن العربى وفى شئون الدول العربية الداخلى وصل إلى مستويات مرتفعة. وأحد أبرز وسائل التدخل الحالى هو التدخل لأسباب إنسانية. إن التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى للدول العربية ليست بالأمر المستحدث، بل هو يتم وبشكل ممنهج منذ قرون مضت حينما كانت تفرض دول الاستعمار حمايتها على جالية أو طائفة من الطوائف، مثلما كان يحدث فى لبنان. واليوم، تم خلط الأوراق بين مفهوم التدخل الإنسانى المشروع، وذلك التدخل البغيض القائم على إملاء الإرادة وفرض سياسات وإسقاط نظم الحكم الخاصة بدول أخرى، ونشهد منذ سنوات ارتفاع وتيرة تدخل الدول الأجنبية (قطيع الذئاب) فى الشئون الداخلية الخاصة بالعديد من الدول العربية من خلال مراوغات قانونية تهدف إلى تقييد حرية الدولة العربية المستهدفة بل والمساومة على سيادتها. وهناك عدة طرق مستخدمة فى تنفيذ الهجمة التدخلية الجديدة متمثلة فى: إعطاء توجيهات للدولة العربية المستهدفة، وإلزام الدولة العربية المستهدفة بتقديم تفسيرات فيما يتعلق بكل ما تقوم به أو يحدث بها من شئون، صغيرة كانت أو كبيرة، والإكثار من إبداء الملاحظات على تصرفات الدول العربية إلى مستوى وصل إلى ما يتعلق بالتعامل البينى داخل الشعب الواحد، وإيفاد مندوبين رسميين لتوجيه حكومة الدولة العربية المستهدفة للقيام بعمل معين أو الامتناع عن عمل ما أو انتهاج خطة محددة أو تنظيم مؤتمر يتقرر فيه ما تتقدم به الدولة الأجنبية من مطالب، وكثرة انتقاد التحركات والسياسات الداخلية والخارجية لدول عربية، والتنسيق الواضح بين وسائل الإعلام الخاصة بقطيع الذئاب الدولى فيما يتعلق بشن حملات دعائية هجومية عبر وكالات الأنباء والإنترنت والندوات والمؤتمرات على دول عربية مستهدفة، وممارسة الضغوط الدبلوماسية والتلويح الدائم بفرض عقوبات مختلفة لتهديد الدولة العربية بهدف تغيير سلوكها وسياساتها. وهكذا نجد بلادنا عربية أمام هجمة جديدة منسقة ومخططة من (قطيع ذئاب دولى) يريد تحقيق كافة مصالحه غير المشروعة تجاه الدول العربية مجتمعة أو منفردة. ولأن العرب حاليا ليسوا فى قوة "قطيع الذئاب"؛ فإن الحل يكمُن فى جامعة الدول العربية "بيت العرب" التى يجب أن تعمل على مستويين فى آن: الأول تقوم خلاله بحشد دول العالم والمنظمات الدولية فى مواجهة تلك الهجمة. والثانى حشد الدول العربية وتكوين "كتائب" قانونية سياسية من الكفاءات العربية وتمويلها لتكون قادرة على مواجهة وإبطال مفعول تلك الهجمات التدخلية التى يشنها "قطيع الذئاب" على وطننا العربى ودوله. لمزيد من مقالات طارق الشيخ;