كان الراحل فكرى مكرم عبيد مواطنا مصريا يعتز بمصريته كما كان معتزا بقيناويته وأنه من عمق صعيد مصر. وكان نموذجا للمحبة والتواصل بين كل مواطنيه لافرق بين مسيحى ومسلم وهو من أسرة مسيحية عريقة فى محافظة قنا. وقد اختاره الرئيس الراحل أنور السادات كأول أمين للحزب الوطنى عندما أعلن عن تكوين الحزب لمعرفته بهذه الشخصية. والراحل فكرى مكرم عبيد كان متعدد الصلات والصداقات ويعتز أنه صديق للشيخ عبدالباسط عبدالصمد لشخصه ولأنه بلدياته وقد روى عن الشيخ واقعتان احداهما محلية والثانية عالمية. أما الأولى المحلية فكانت فى الستينيات مع تنفيذ الحكم المحلى وجاء إلى قنا محافظ جديد، وكعادة أصيلة ومصرية ذهب الاعيان وأبناء الأسر المعروفة لتهنئة المحافظ والترحيب به. وأراد الشيخ عبدالباسط تهنئة القادم إلى محافظته وبعد فترة انتظار ابلغ بأن المحافظ مشغول. وسرت فى المدينة هذه الواقعة وكانت كالصدفة لكل الطبقات. وبدأت مقاطعة كاملة للمحافظ الذى شعر بذلك بعد فترة. وفى لقاء جاء صدفة فى القاهرة مع الراحل فكرى مكرم اثار المحافظ هواجسه ولكن الرد كان جاهزا.. لقد قاطعك اهل قنا لعدم استقبالك للشيخ عبدالباسط وعليك تصحيح الخطأ لرد الاعتبار الى اهالى قنا.. وجرى اتصال من المحافظ للشيخ عبدالباسط واتفقا على اللقاء الذى علم به المواطنون الذين اعتبروا ذلك ترضية كاملة!! والثانية العالمية: كان الراحل فكرى مكرم عبيد قد أوفده الرئيس السادات الى باكستان حاملا رسالة مهمة لرئيسها انذاك الرئيس محمد ضياء الحق وتم اللقاء الرسمى، وفى نهايته قال الرئيس الباكستانى ان الرد على سيادة الرئيس السادات معكم رسميا. ولكن سأحملكم رسالة خاصة شفوية لأعز أصدقائى تحية له.. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد. إننى اعتز بهذا الرجل الذى يأخذنى ترتيله للقرآن الكريم إلى روحانية فياضة. وهذه فرصة طيبة لأبعث إليه بتحية خاصة معكم. وقال الاستاذ فكرى مكرم إننى ياسيادة الرئيس ممن يعتزون بالشيخ عبدالباس وهو صديق عزيز إلى جانب أمر مهم فنحن من محافظة واحدة وهو (بلدياتى). وستصل رسالتكم اليه فور عودتى. وأصر الرئيس الباكستانى ان يبقى ضيفه لبعد الوقت وتشعب الحديث الودى عن مصر ودورها المهم، واعتزاز الرئيس الباكستانى بصداقته للرئيس السادات.