رغم مرور 24 عاما علي رحيل صاحب الحنجرة الذهبية القارئ العملاق الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد الملقب بصوت مكة والصوت الذهبي إلا أنه مازال يتربع علي عرش تلاوة القرآن ليس في مصر وحدها بل علي مستوي العالم حيث توجد في العديد من البلدان مدارس تحمل اسمه فتسمي مدرسة الشيخ عبدالباسط لتعليم القرآن الكريم. من هذه البلدان باكستان. ماليزيا. إيران. اندونيسيا وبهذه المناسبة حرصت "عقيدتي" علي زيارة أسرة الشيخ عبدالباسط بمنزله الكائن ب 5 شارع عبدالعظيم راشد متفرع من شارع نوال بالدقي ولاقت الترحاب وكان لها هذا اللقاء الذي أدلي فيه الابن العميد طارق وشقيقه الشيخ ياسر بدلوهما بحديثهما عن الوالد الإنسان بالإضافة للعديد من الحكايات التي يرونها لأول مرة حسب قولهما. روي طارق: إن د.فكري مكرم عبيد نائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس محمد أنور السادات كان يحمل رسالة شخصية من الرئيس السادات إلي الرئيس الباكستاني ضياء الحق.. وحين سلم عبيد الرسالة. قال لضياء الحقك كيف حال مصر وشعبها الطيب؟ فقال له: عبيد: الحمد لله بخير.. ثم فاجا ضياء الحق الدكتور فكري مكرم عبيد بقوله: أخبرني بالله عليك كيف حال مولانا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد؟ هنا ابتسم د.عبيد وقال لضياء الحق إنه بلدياتي وتربطني به صلة ومودة طيبة رغم أنني مسيحي ودائما نتزاور ونتقابل وحملة أمانة تبليغ السلام لفضيلته حينما يقابله إن شاء الله. هنا يلتقط الشيخ ياسر خيط الحديث ليؤكد أن والده الشيخ عبدالباسط كان محبوبا ومعشوقا ومازال بين الشعب الباكستاني بما فيهم رئيس الدولة الذي كان يقابله في المطار علي سلم الطائرة في استقبال شعبي ورسمي ومنحه الرئيس ضياء الحق الوسام الذهبي الباكستاني 1980م ووسام العلماء عام 1984م. يعود المرض ويواصل العميد طارق الحديث عن والده فيقول: كان والدي رحمه الله محتجزاً بأحد المستشفيات الشهيرة بالدقي وسمع ليلاً بالغرفة المجاورة رجلاً يتأوه ويتألم فطلب والدي منا أن نأخذه لزيارة هذا الرجل والاطمئنان عليه.. وحين دخل والدي علي الرجل حاول الرجل النهوض من علي سرير المرض ليستقبله وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة وأقسم بالله لوالدي أن الله تعالي قد من عليه بالشفاء بسبب هذه الزيارة. أضاف طارق: كان الملك محمد الخامس عاهل المغرب "الراحل" حينما كان يأتي زائرا لمصر يطلب من المسئولين الاستماع إلي الشيخ عبدالباسط وهو يقرأ قرآن الفجر بالمساجد الكبري سيدنا الحسين. السيدة زينب. السيدة نفيسة رضي الله عنهم أجمعين.. وفي إحدي المرات عرض العاهل المغربي من خرط حبه للشيخ عرض علي والدي الإقامة الدائمة بالمغرب هو وأسرته المكونة من زوجة وأحد عشر أخا واختا مع منحه الجنسية المغربية فقدم له الوالد الشكر علي عرضه ووعده بزيارته في محل إقامته بالمغرب كلما سنحت له الفرصة ذلك. يجبر بالخاطر يقول الشيخ ياسر عبدالباسط: أذكر يوم أن كان والدي في زيارة لأحد أصدقائه فقابله حارس العقار "البواب" الذي كان سعيدا لرؤية الشيخ.. وبإذا بالحارس يطلب من والدي علي استحياء أن يشرفه بالزيارة في منزله المتواضع فلم يتردد الشيخ في قبول دعوته.. وبالفعل قام والدي بزيارة حارس العقار. دون مقابل قال ياسر إن سيدة ثرية اتصلت بوالدي ذات يوم وادعت أنها فقيرة وتريد من الشيخ أن يقرأ في مأتم زوجها دون مقابل. فأخذ والدي منها العنوان وذهب إلي العزاء فوجد سرادقا مشيداً مهيبا وحين دخله وجد العديد من مشاهير القراء منهم القارئ الشيخ محمود علي البنا وعلم الشيخ عبدالباسط منهم أنهم أتوا للقراءة بأجر كامل.. وخبره البعض بين البقاء أو الانصراف حسبما يريد.. فقال الشيخ: انني خرجت من البيت لقراءة القرآن وسأفعل إن شاء الله ما أتيت من أجله. أما ما ادعته السيدة فهي تتحمل ما قالته.. وقرأ الشيخ دون أن يتقاضي شيئا. يوم في حياته وأكد العميد طارق والشيخ ياسر أن الشيخ عبدالباسط كان يستيقظ لأداء صلاة الفجر ثم يقرأ ما يتسر له من القرآن في غرفته دون أن يدخل عليه أحد منا ثم ينام بعد صلاة الفجر حتي التاسعة صباحا ثم يتناول الإفطار ثم يقرأ الصحف بإسهاب ثم يصلي الضحي ثم يصلي الظهر ثم يبدأ يومه في قضاء مصالح وحوائج الناس سواء كانت في وزارة الأوقاف أو في غيرها ويعود الشيخ عبدالباسط إلي المنزل في الثانية بعد الظهر فيتناول الغداء وهو يتابع نشرة الأخبار ثم يقوم إلي غرفته للقيلولة حتي آذان العصر وبعد صلاة العصر يحتسي كوبا من الشاي يرتدي بعدها ملابسه الأنيقة ويذهب إلي القراءة في حفلاته بعمر مكرم أو في غيره.. وإذا لم يكن مرتبطا يذهب إلي الاستديو لتسجيل بعض القراءات للإذاعة. الشيخ الإنسان علمت "عقيدتي" أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد كان كريما مع الغير إلي لم بعد الحدود وخاصة أصحاب الحاجات ورغم أن الشيخ ياسر كان رافضا للحديث عن هذه النقطة إلا أنه قال إذا أردت أن تتحدث عن كرم الولد رحمه الله فحدث ولا حرج وأكد أن ما أنفقه الشيخ في حياته أكثر مما أبقي فقد كانت فيلا الشيخ لا ينقطع عنها الزوار "ليل نهار" وكان الزوار يبيتون في المضيفة الموجودة داخل الفيلا. أضاف ياسر كان والدي صديقا لجميع أبنائه فرغم انشغالاته إلا أنه كان يعرف ماذا يدرس كل واحد منا وماذا يحب وماذا يكره. وكان لا يتهاون في حق الصلاة وكان يعاقبنا عقابا شديدا نعتقد أنه بئس العقاب فقد كان يمنع عنا الابتسامة وكان بالنسبة لنا عقابا قاسيا. قالوا عن الشيخ أكد الإذاعي وسام البحيري بشبكة القرآن الكريم ل "عقيدتي" أنه حينما كان يقوم بنقل شعائر الحج هذا العام من المملكة العربية السعودية علم السعوديين الذين يحبون الشيخ عبدالباسط حبا جما أن الشيخ ابن عثيمين قال عن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أن صوته يساعد علي تدبر القرآن ووصفه بالصوت الاسطوري واطلق عليه أنه صاحب الحنجرة الذهبية. وقال طه عبدالوهاب خبير الأصوات ل "عقيدتي" لقد كان الشيخ عبدالباسط فاهما لكل ما يقوله من علم النغم وتنقلاته بين الآيات تدل علي ذلك فهو كان يستخدم مقامات البياتي والرصد والحجاز والحجم ووصف صوته ب "الدينوف" وهو الصوت الماسي الذي يتمتع بمرونة في الصوت "الحاد" وذكر طه عبدالوهاب أنه كان يدخل من خلف الخيمة منذ 46 عاما ليستمع للشيخ عبدالباسط ويراه رأي العين. مفاجأة وأعلن عبدالعزيز عمران كبير مخرجي التليفزيون العربي ل "عقيدتي" أنه تم العثور علي أشرطة مصورة جديدة لم يذع من قبل للشيخ عبدالباسط عبدالصمد ومن ضمنها تلاوة يجلس بجواره الشيخ البنا ستعرض في رمضان القادم إن شاء الله.