منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما ونحن نسمع ونقرأ تصريحات السادة الأجلاء الوزراء السابقين والحاليين وسنسمع أيضا من اللاحقين نفس الكلام عن تطوير أحوال الشركات المملوكة للدولة مثل شركات قطاع الأعمال العام وغيرها التابعة للوزارات والمحافظات ..نفس الخطط ونفس التصريحات تقريبا تتكرر منذ ربع قرن ..إعادة الهيكلة والبيع والطرح فى البورصة وصولا إلى البيع وهكذا..إلى آخر هذه الكلمات المتكررة ..وكانت هناك تجارب مريرة فى بيع عمر أفندى والمراجيل البخارية والاسمنت والحديد وغيرها .. واستكمالا لهذه التصريحات استوقفنى بل أدهشنى ما قاله هشام توفيق وزير قطاع الأعمال حول شركة الحديد والصلب وأنها لم تعد صناعة استراتيجية وقال بالنص: «لازم يكون عندنا شجاعة قرار التصفية», مضيفا أمام اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب قبل 3 أيام أن هناك 26 شركة تحقق نحو 90%من خسائر القطاع العام البالغة نحو 7.5 مليار جنيه منها 4شركات قابضة (الغزل والنسيج والكيماوية والمعدنية والأدوية) ولست أدرى لماذا تخسر شركات الأدوية او المعدنية التابعة لها الحديد والصلب)؟, لماذا أسهمت الادارات المتعاقبة فى زيادة حجم الخسائر رغم أن القابضة للأدوية كانت تحقق أرباحا ضخمة وكانت لديها ودائع بالملايين ثم تحولت إلى شركات خاسرة. ولعل السؤال الذى يقفز إلى ذهنى هنا لماذا تكسب شركات القطاع الخاص، فعلى سبيل المثال بدأت إحدى شركات الدواء برأس مال هزيل (2٫5 مليون جنيه)، وبعد عشر سنوات أصبحت هذه الشركة تمتلك مستحضرات دوائية ومصنعا وأرضا ومكاتب تقدر بنحو 300 مليون جنية، وهو أمر خطير يحتاج إلى بحث علمى.. فكيف تخسر شركات كل هذه المليارات ويكسب هؤلاء كل هذه الأرقام الفلكية التى لا يوجد لها توصيف فى علوم الاقتصاد. قبل أن نقول تصفية يجب أن نفكر جيدا ويكفينا ما تكبدناه بسبب بيع المصانع بلا ثمن وأذكر بأحد المصانع الذى تم بيعه بقرابة 100 مليون جنيه بالتقسيط وبعدها كانت أرباحه ضعف ثمن البيع. لمزيد من مقالات أحمد فرغلى