فى تصعيد جديد للتوتر الحالى بين روسياوأوكرانيا الذى ينذر بشبح الحرب بين البلدين، تستعد روسيا لنشر منظومة الدفاع الجوى المتطورة «إس 400» فى شبه جزيرة القرم خلال أسابيع، وذلك فى الوقت الذى حذرت فيه كييف من حرب شاملة. ومن جانبه، أعلن الكولونيل فاديم أستافييف المتحدث باسم المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية أمس اعتزام بلاده تعزيز قدراتها العسكرية فى شبه جزيرة القرم عبر نشر نظام جديد لصواريخ أرض جو إس 400 «فى المستقبل القريب» وتشغيله قبل نهاية العام الحالي. وتأتى هذه التطورات عقب إعلان أوكرانيا فرض الأحكام العرفية فى أجزاء من البلاد لمدة 30 يوما بعد أن احتجزت موسكو 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية الأحد الماضى قبالة ساحل شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا إليها عام 2014. ونقلت وكالة «إنترفاكس»الروسية عن أستافييف قوله «ستحل البطاريات الجديدة فى القريب محل المنظومات الصاروخية القديمة فى إطار عملية إعادة تسليح الجيش الروسي». كما ذكرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن هذا النظام الصاروخى الجديد سيتم نصبه وتشغيله قبل نهاية العام الحالى لينضم إلى الأنظمة الثلاثة إس- 400 الموضوعة قيد الخدمة فى القرم. وأضافت أن الخبراء العسكريين فى الجيش الرابع للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوى الروسية انتهوا من إعداد المنظومات لنقلها إلى أماكن نشرها الدائمة. يذكر أن نظام إس-400البالغ مداه نظريا 400 كيلومتر هو الأحدث بين أنظمة الدفاع الجوى والأنظمة الروسية المضادة للصواريخ ويعتبر فخر صناعتها العسكرية. وفى كييف، أعرب الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو عن مخاوفه من اشتعال حرب واسعة النطاق مع روسيا، كما أعرب عن شكواه من أن الرئيس فلاديمير بوتين تجاهل مكالماته الهاتفية التى حاول إجراءها معه عقب اندلاع المواجهة بين السفن الحربية الأوكرانية وقوات حرس السواحل الروسية فى مضيق كيرتش الأحد الماضي. وعرض بوروشينكو خلال لقائه وسائل الأعلام الأوكرانية الكثير من الصور الفضائية التى قال إنها تمثل حشود القوات والمعدات العسكرية الروسية على مقربة من الحدود الأوكرانية التى قال إنها تزايدت بمقدار 3 أضعاف على ما كانت عليه قبل المواجهة فى مضيق كيرتش. وحول الأوضاع الحالية فى الداخل، برر بوروشينكو قرار فرض حالة الطوارئ فى بلاده بقوله إن «أوكرانيا معرضة لخطر «حرب شاملة» مع روسيا. وكرر قائلا: «يجب أن يفهم الجميع أنها ليست مزحة، البلاد معرضة لخطر حرب شاملة مع روسيا». من جهة أخري، أخلت السلطات الروسية محطة للسكك الحديدية و 12 مركزا تجاريا فى موسكو أمس فور ورود معلومات مجهولة المصدر عن تهديدات بوجود قنبلة. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس»عن مصدر فى سلطات الطوارئ الروسية قوله :«تم إجلاء آلاف الأشخاص من أكثر من 10 مراكز تسوق فى موسكو بعد بلاغات من مصادر مجهولة بشأن وجود قنابل». وأضافت أن قوات الشرطة وعناصرها المتخصصة تستعين بالكلاب البوليسية لتمشيط مراكز التسوق والتأكد من عدم وجود متفجرات بها. ولم تتوافر المزيد من التفاصيل فى هذا الصدد. يذكر أن الأمن الروسى أعلن السبت الماضى تلقى 3 بلاغات كاذبة بوجود عبوات ناسفة فى أماكن عامة. كما أن روسيا شهدت سلسلة من التحذيرات من وجود قنابل فى 2017، خصوصا خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم التى استضافتها صيف العام الحالي، لكن تبين أنها كاذبة.