وسط ترقب المجتمع الدولي, توقع دبلوماسيون غربيون أمس أن التقرير الفصلي الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الانشطة النووية الايرانية المقرر صدوره خلال أيام سيشير إلي أن طهران واصلت توسيع برنامجها النووي علي الرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة المفروضة عليها, وذلك من خلال تركيبها350 جهاز جديد من أجهزة الطرد المركزي منذ مارس الماضي في منشأة فوردو المحصنة الواقعة تحت الأرض بالقرب من مدينة قم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسيين من فيينا قولهم أنه من المتوقع أيضا أن يوبخ التقرير إيران لاستمرارها في القيام بعمليات تطهير حول منشأة بارشين العسكرية المثيرة للجدل لإخفاء اي آثار لتجارب نووية بالموقع, مما يجعل عمليات تفتيش المنشأة لا جدوي لها. ويذكر أن التقرير سيعرض علي مجلس محافظي الوكالة في اجتماعه المقرر في العاصمة النمساوية فيينا10 سبتمبر المقبل. وتم نشر تقرير الوكالة الجديد بعد مضي أيام علي فشل المحادثات التي جرت يوم الجمعة الماضي في فيينا بين الوكالة وايران للتوصل الي اتفاق يهدف الي تسهيل وصول الوكالة الي مواقع إيرانية مشبوهة علي رأسها موقع بارشين. وفي السياق ذاته, كشفت وثيقة داخلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة قررت إنشاء فريق عمل حول إيران لدعم جهود الوكالة في تحقيقاتها حول الأنشطة النووية الإيرانية. وعلي صعيد آخر, استبعد خبراء نوويون أن تتسبب أي هجمات إسرائيلية علي المنشآت النووية الإيرانية في كارثة إشعاعية علي غرار كارثة فوكوشيما التي وقعت في اليابان العام الماضي, إلا أنهم استثنوا من ذلك مفاعل بوشهر الإيراني الذي بنته روسيا حيث توقعوا أن تدميره سيتسبب في كارثة يمتد أثرها إلي إسرائيل. ونقل تقرير لوكالة أنباء رويترز عن الخبراء قولهم أنه في حالة ضرب إيران فإنه لن تنبعث من المنشآت النووية مستويات مرتفعة من الإشعاع وإنما كيماويات سامة تسبب تلوثا محليا يؤثر علي الصحة والبيئة. وكان هذا هو ما حدث نتيجة هجمات قادتها الولاياتالمتحدة علي منشأتين نوويتين عراقيتين خلال حرب الخليج في التسعينات وخلال غزو العراق في.2003 وقال هانز بليكس الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق أشك في أن التسرب الإشعاعي سيكون كبيرا. وقال أدوين ليمان وهو خبير نووي في اتحاد العلماء بواشنطن قد ينشأ خطر كيماوي محدود نتيجة لهجوم اسرائيلي علي محطات تخصيب اليورانيوم الإيرانية, لكن أعتقد أن تأثيره سيكون محدودا بحدود المجتمعات المحلية القريبة. ولكن الخبراء توقعوا في المقابل أن يسفر الهجوم علي مفاعل بوشهر النووي الذي يقع علي ساحل الخليج وبدأ في إمداد شبكة الكهرباء المحلية في سبتمبر الماضي عن تسرب إشعاعي كبير علي غرار تسرب فوكوشيما ينتشر في المنطقة بأكملها بما في ذلك إسرائيل, ولكن أغلب الخبراء الذين اتصلت بهم رويترز استبعدوا أن تستهدف إسرائيل هذا المفاعل. وقال بليكس أي هجوم علي محطة بوشهر سيكون علي الأرجح انتهاكا للقانون الدولي.