وكأنه لم تحدث ثورة, وكأن نظام الحكم لم يتغير.. فالذين كانوا يوجهون الاتهامات في عهد الرئيس السابق, هم الذين يحيلون متهمين للتحقيق في بلاغات وهمية دون دلائل سوي الفبركة والكلام المرسل, مثلما نري حاليا من تحقيقات تتم في بلاغ ضد النائب السابق محمد أبوحامد بقلب نظام الحكم, فكيف لإنسان لا يمتلك جيشا ولا تنظيما مسلحا أو ميليشيا وعناصر مدربة علي التفجير والارهاب أن يقلب نظاما..! ما كان يتم في الماضي من بلاغات يقدمها الغيورون علي الوطني المنحل, ضد المعارضين, للتخلص منهم بالقانون, يحدث الآن وعلي نطاق واسع, فالأمر لم يختلف كثيرا, فتحولنا من الوطني الي الإخوان, والذين يثور بعضهم ويصدعون رءوسنا بالتخوين والتحريض علي فصيل من المصريين ممن يعارضونهم علانية, فاتهموا اليسار بالحصول علي تمويل من الخارج, وكذلك للنائب السابق أبوحامد, لمجرد دعوته لتوفيق أوضاع الجماعة. فهؤلاء الذين كانوا يعانون من الظلم, يرتكبون نفس الخطايا وبطريقة أكثر سوءا واستبدادا, فالإخوان ومن خرجوا في ثورة يناير اعتصموا في ميدان التحرير وميادين مختلفة, وطالبوا بإسقاط الحكم وحدث بالفعل, فكيف يجرمون التظاهرات السلمية ويكممون الأفواه ولا يريدون لأحد في هذا الوطن أن يتحدث أو يعارضهم, ومن لا يسير في ركابهم يخرج عليه المتطاولون من الاتباع والطامعين في المناصب والباحثين عن مواقع لم يحلموا بها يوما, في توزيع الاتهامات علي أبناء الوطن من المعارضين لهم حتي لو كان محمد أبوحامد, فأي اتهامات للإخوان لا تعني قلب نظام الحكم. أتمني من الرئيس مرسي, ألا يسمع أو يسمح بتكميم الأفواه, ويكبح جماح هؤلاء الذين يتهمون الناس, وما جاء علي لسان المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي قبل أيام, يدعونا للتفاؤل فيما يتعلق بنهج الرئيس بالتفرقة بين الفوضي والتخريب وأصحاب المطالب المشروعة, وهذا ما يدفعنا لكي نساند الرئيس في مسئولياته ونطالبه بمنح المعارضين فرصة في وسائل الإعلام وعدم مواجهة الرأي الآخر بالتهديد والوعيد, والتوقف عن إرهاب الخصوم السياسيين والعودة لدعاوي الحسبة أو محاسبة المعارضين علي أفكارهم وآرائهم. مصر.. لم تتغير كما ينبغي, وهناك من يحفرون قبورهم بأيديهم! المزيد من أعمدة أحمد موسي