السفير ماجد عبدالفتاح يكشف تفاصيل موافقة 143 دولة على منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة    اتهام جديد ل عصام صاصا بعد ثبوت تعاطيه مواد مُخدرة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    تراجع عيار 21 الآن.. سعر الذهب في مصر اليوم السبت 11 مايو 2024 (تحديث)    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن قمح    «القومية للأنفاق» تعلن بدء اختبارات القطار الكهربائي السريع في ألمانيا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    يحيى السنوار حاضرا في جلسة تصويت الأمم المتحدة على عضوية فلسطين    الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو بالدعوة لإنشاء إدارة مدنية لقطاع غزة    مجلس الأمن يطالب بتحقيق فوري ومستقل في اكتشاف مقابر جماعية بمستشفيات غزة    سيف الجزيري: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة نهضة بركان    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الاتحاد يواصل السقوط بهزيمة مذلة أمام الاتفاق في الدوري السعودي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس اليوم: «أجلوا مشاويركم الغير ضرورية»    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    عمرو أديب: النور هيفضل يتقطع الفترة الجاية    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج العذراء السبت 11-5-2024: «لا تهمل شريك حياتك»    بتوقيع عزيز الشافعي.. الجمهور يشيد بأغنية هوب هوب ل ساندي    النجم شاروخان يجهز لتصوير فيلمه الجديد في مصر    رد فعل غريب من ياسمين عبدالعزيز بعد نفي العوضي حقيقة عودتهما (فيديو)    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    انخفاض أسعار الدواجن لأقل من 75 جنيها في هذا الموعد.. الشعبة تكشف التفاصيل (فيديو)    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    الخارجية الأمريكية: إسرائيل لم تتعاون بشكل كامل مع جهود واشنطن لزيادة المساعدات في غزة    تفاصيل جلسة كولر والشناوي الساخنة ورفض حارس الأهلي طلب السويسري    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    وظائف جامعة أسوان 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأهرام» فى المتحف الكبير.. آلة زمن تجوب العصور الحضارية

► مدير المتحف المصرى الكبير: نستهدف 10 آلاف زائر يوميا ولدينا تجهيزات لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة
► لأول مرة تعرض الآثار بالتتابع الزمنى بدءا من حضارة ما قبل التاريخ ليخرج الزائر من قاعات العرض ملما بالحضارات المصرية القديمة جميعا
► دعم المتحف بالبنية التحتية اللازمة من مطار ومناطق خدمية وترفيهية لزيادة معدلات الزيارة والعائد منها
«طوبة فوق طوبة وابنى .. مصر مكتوبة لابنى
لابنى وابنك وعاجبنى إنك مشاركنى وبتبنى معايا ..
واللى مكسور يتصلح ..شاركتنى وحاجة تفرح..
مش هنمشى غير لما نرفع تانى الراية
ابنى طول ما فى كمان ..
ابنى لنهاية الحياة حط مصر قصاد عيونك
وابنى وحد الاتجاه ....
تهادت لذهنى كلمات هذه الأنشودة لشاعرنا الرائع أيمن بهجت قمر، مع أول خطواتى بموقع الإنشاءات بالمتحف الكبير، وملأ الفخر كل جوارحي، فرغم كل التحديات والصعاب والحرب الضارية التى تخوضها بلادى ونفقد فيها العزيز والغالى من خيرة أولادنا وثمرة تعبنا فى الحياة فى سبيل المواجهة والقضاء على كل براثن الإرهاب الغاشم ، والتى لو لم ننجز سواها لكفى أن تعده جميع الأمم أعظم انجاز ، ومع هذا لم يكتف المصرى حفيد أعرق الحضارات بالوجود بذلك بل حمل أدواته وتوجه للإعمار وتمهيد الطرق فى كل اتجاه وتشييد كبرى المشروعات القومية التنموية لبناء مصر الحديثة واستعادة مجد أجداده الفراعنة الذين كانوا فى مقدمة الأولويات داخل أجندة خطة نهضة مصر الحديثة ، فعلا وليس أقوالا أو أغانى ننشدها فقط ،فمن ارض الواقع رصدت عدسات كاميرا «الأهرام» خطوات ومراحل عمل المشروع الذى لم يتقدم الانجاز فيه حتى 2012 عن 20% ، وحجم الانجاز الحالى وموعد الانتهاء منه والافتتاح ، والعائد المرجو منه بالاقتصاد القومى، هذا كله بالإضافة إلى أهم جوانب المشروع التى يشيد من أجلها وهى القطع الأثرية وخاصة التى سينفرد المتحف فى عرضها للمرة الأولي.
وفى بداية الزيارة التقينا الدكتور طارق توفيق مدير المتحف المصرى الكبير عقب انتهاء اجتماعه مع المهندسين والفنيين لمناقشة الفنيات الخاصة بأعمال التشطيب لقاعات العرض وواجهات المتحف الخارجية حيث أوضح أن افتتاح المتحف الكبير فى عام 2020 ،وهذا الموعد لم يتم تحديده جزافا، فرغم أن العمل بالمشروع بدأ فى عام 2002، فإنه خلال العامين الماضيين استقبل دعما بكوادر هندسية وفنية من داخل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإشرافهم على أعمال التنفيذ و كان لهم دور كبير فى ترشيد الإنفاق وزيادة معدل الانجاز من نسبة 20% إلى 85% من إجمالى الأعمال وانتهاء جميع الإنشاءات الخرسانية والمعدنية ،ويجرى حاليا الانتهاء من التشطيبات الداخلية والخارجية وواجهات المشروع ،وهذا ما يبعث فينا الطمأنينة لانتهاء المشروع بجميع مكوناته من صالات عرض ومناطق ترفيهية وخدمية وفق التوقيت الذى حدده الرئيس.
وعن مكونات المشروع التى نطرحها كعوامل جاذبة للسياحة العالمية لتحقيق أهداف الرؤية السياسية باستعادة مكانة مصر السياحية وازدياد معدل تدفق السياح إليها أشار توفيق: نسعى بالفعل لزيادة معدل السياحة ، ولحكمة القيادة السياسية ، لأول مرة يتم تزويد هذا المشروع بالبنية التحتية اللازمة لتحقيق النجاح المرجو منه ، أبرزها موقع مطار غرب القاهرة سفنكس على بعد نصف ساعة من المشروع ومنطقة الأهرام ، وبافتتاح المشروع مستهدف له 10 آلاف زائر يوميا ،أى ما يتراوح بين 4الى 5 ملايين زائر فى العام ،وهذه المعدلات لم تأت من فراغ ،ولكنها حصر فعلى لمتوسط زائرى متحف التحرير ومنطقة الأهرام، وقد تم تصميم وبناء المتحف لاستيعاب ما يزيد على 8 ملايين زائر سنويا و25 ألف زائر فى اليوم.
الأهرام داخل مخزن آثار الدولة الجديد
وعن التفكير لمخطط جديد للتسويق السياحى للمشروع وللآثار والمزارات المصرية ولاسيما كثير من الدول أبدعت وتفوقت فى فن التسويق السياحى رغم افتقادها المقومات السياحية التى تمتلكها مصر حيث تزخر بنصيب الأسد من حجم الآثار بالعالم وأندرها،أشار دكتور طارق توفيق قائلا وزارة الآثار وإدارة المتحف المصرى الكبير يخوضون فى هذا المشروع تجربة جديدة تماما لضمان التسويق الجيد،من خلال طرح عالمى لاستقدام شركة لإدارة الخدمات الخاصة بهذا المتحف ،بحيث تقوم بإدارة جميع الأنشطة والخدمات المحيطة بالمتحف وكل ما لا يرتبط بالآثار من نقل وصيانة وترميم وعرض للآثار بصالات العرض وتأمينها تختص بها إدارة المتحف وفريقه الأثري،وتتولى هذه الشركة إدارة المطاعم والمحال والحدائق والمتنزهات وصيانة المبنى هذا بجانب دورها بالتسويق السياحى للمشروع بمستوى عالمي،ولاسيما أن هذه الشركات يعنيها فى المقام الأول تحقيق أعلى ربح .
وعن أهم ما يميز المتحف الكبير عن المتحف القومى للحضارة بالفسطاط والمتاحف الأخرى فى مصر وأسس انتقاء القطع الأثرية قال هناك اختلاف فى الفترة الزمنية وهوية كلا المتحفين ، فمتحف الحضارة هويته تختص بإسهامات مصر الحضارية ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا، ويتناول فترة زمنية تزيد نحو2000 عام على تخصص المتحف الكبير الذى يتناول حضارة مصر القديمة ما قبل التاريخ حتى العصرين اليونانى والرومانى.
أما عن آليات توصيل مدلول هوية المتحف للزائر فأضاف أن المتحف الكبير يستعين بجميع أنواع التقنيات التفاعلية الحديثة والجذابة لتوافق الأجيال الجديدة، وتوفر لهم المعلومات بمراحل مختلفة تتنوع بين معلومة مختصرة أو مفصلة من خلال علامة كودية بجوار كل قطعة أثرية يطالعها الزائر بجهاز المحمول وعبر تطبيق الأبس، هذا جانب دور المرشدين السياحيين المهم بالمتحف الكبير داخل قاعات العرض المغطاة ال17 وتبلغ مساحتهما 50 ألف متر ، وكل ذلك بجانب تقنية المحاكاة التى سيتم مراعاة استخدامها بنطاق محدد بحيث تظل الآثار النجم الحقيقى داخل قاعات العرض المتحفى، ولاسيما التى تخص الملك توت عنخ آمون التى تبلغ من الروعة والجمال ما لا تحتاج معها إلى محاكاة بجوارها ،ولابد أن يتاح للزائر التركيز فى تلك القطع للتمعن والتمتع فى الإبداع الذى وصل إلية الفنان المصرى القديم منذ أكثر من 3500 سنة، ومع كل هذا فالمتحف جٌهز بإمكانات مرنة قابلة لكل جديد ومستحدث لمواكبة أى تطور تكنولوجى بتقنيات العرض المتحفى بالمستقبل ، وإلى جانب كل هذا المتحف فقد عد أيضا لاستقبال الزوار من ذوى الاحتياجات الخاصة والاطلاع على جميع المقتنيات بسهولة تامة.
أما عن أسلوب ونهج عرض القطع الأثرية داخل قاعات العرض ال17 ومدى ارتباطها بهوية المتحف، فأوضح مدير المتحف أن عرض القطع الأثرية لا يرتبط بالهوية، فما يميز المتحف الكبير عن متاحف العالم التى تعرض الآثار المصرية أنه لأول مرة متحف يعرض هذه الآثار بالتتابع الزمنى، بحيث يبدأ الزائر بحضارة ما قبل التاريخ ثم الدولة القديمة ثم الوسطى فالحديثة وصولا للعصر المتأخر، بحيث يخرج الزائر من قاعات العرض المتتالية ملما بالحضارات المصرية القديمة جميعا ، والرائع فى تصميم القاعات أنها مفتوحة على بعضها البعض بحيث يرى الزائر وهو فى قاعة ما قبل التاريخ حتى يصل بنظره وخاطره إلى نهاية العصر اليونانى والرومانى وكأنه داخل آلة الزمن تطوف به عبر تلك الأزمان والحضارات، أما الهوية فتتجلى من واقع القطع الأثرية ولوحات العرض والعلامات الإرشادية التى توضح مدلول القطعة والهوية التى تمثلها، وفى النهاية الهوية تمثل اكبر مهمة للمصمم ليضعها فى الاعتبار فى أثناء تجهيز العرض المتحفى.
أما عن عملية انتقاء الآثار ونقلها والفترة الزمنية التى استغرقتها فأشار إلى أن المتحف الكبير وصل ما يزيد على 44 ألف قطعة أثرية حتى الآن ، وقد تم البدء عام 2001 باختيار القطع الأثرية من قبل لجان مختصة بنسق متحف التحرير كمتحف للروائع ، إلا انه فى 2015 رأينا من الضرورى أن يكون هناك اختلاف وتكامل مع المتاحف الأخرى وان يكون المتحف الكبير ذا معنى أعمق ، ومن هنا جاءت فكرة الهوية.
وعن مقتنيات توت عنخ آمون وقيمتها الأثرية وانفراد المتحف الكبير بعرضها قال شاء القدر أن تكون مقبرة توت عنخ آمون المقبرة الملكية الوحيدة التى يتم اكتشافها شبه كاملة ، حيث تعرضت لمحاولة سرقة بعد وفاة الملكة مباشرة ، إلا أن حراس المقبرة قبضوا على اللصوص وقت محاولة ارتكابهم جريمة سرقة محتويات المقبرة ،وقاموا بإغلاقها وختمها بخاتم حراس الجبانة ، ولقد عثرنا على هذا الختم وسيتم عرضه للمرة الأولى من خلال المتحف الكبير بعد افتتاحه ، ولذا تعتبر مقبرة توت عنخ آمون حالة متفردة على مستوى العالم ، وعلى قدر ما يوجد من آثار مصرية بجميع متاحف العالم فإنه لا يوجد أى حالة شبية بها ، وهى الحالة الوحيدة التى حظينا من خلالها بالتعرف على الشكل الحقيقى والواقعى للبلاط الملكى للعصر المصرى القديم منذ أكثر من 3500 عام ،حيث نرى كل هذا مجسدا من خلال العرش الذهبى الملكى وشارات الملك والرداء الملكى والصنادل الذهبية .
وعن القطع الأثرية النادرة التى ينفرد المتحف الكبير بعرضها قال دكتور طارق توفيق ينفرد المتحف باقتناء وعرض ما يزيد على 20 ألف قطعة أثرية لم تعرض من قبل أبرزها قطع أثرية من مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون ورداءه الملكى تعرض لأول مرة وكذلك تابوت نس بتاح.
أما عن أعمال تجميع وتركيب مركب خوفو ومركب الشمس فأوضح أنه فى عام 1952 تم الكشف عن مركب خوفو جنوب هرمه وبمساعدة اليونسكو تم تجهيز متحف لها بجوار الهرم ، وبجوار موقع اكتشاف المركب تم اكتشاف المركب الثانية وجار حاليا استخراج أجزائها من داخل فتحة بباطن الأرض.
وعن شعار المتحف والجدل بشأنه ومدى تغييره بما يعبر عن هوية المتحف أكد قائلا إن الحديث الذى دار حول الشعار هو أمر صحى وحوار مجتمعى زاد من اهتمام الرأى العام بالمتحف الكبير، كما لفت انتباه وزارة الآثار إلى أن لديها 52 متحفا دون شعار ، والشعار يعد عملا فنيا تختلف حوله الآراء، وحاليا يتم استخدامه مؤقتا ويجرى دراسة إمكان تعديله أو تغييره ،إلا أن قصة تعبير شعار المتحف عن هويته ،فليس هناك شعار بأحد متاحف العالم عبر عن الهوية ، فالمهم فى الشعار أن يكون سهلا وبسيط، لاستخدامه للتسويق.
وعن تصنيف المتحف الكبير بين متاحف العالم قال عندما يقوم جميع مديرى اكبر متاحف العالم بزيارة المتحف وهو لا يزال قيد الإنشاء ، فذلك دليل على ترقب افتتاح وتشغيل هذا المتحف ويتعاملون معه بندية.
وعن الدور التثقيفى للمتحف قال المتحف يعد مركزا حضاريا يهدف لزيادة الوعى الأثرى ، بحيث سيتم عرض مقتنيات توت عنخ أمون فى مساحة 7 آلاف م ، ونظيرها أخرى مقسمة لمتحف للطفل لمخاطبة الأطفال من سن 3 سنوات حتى 15 سنة ويعرفه الحضارة القديمة بشكل تفاعلى جذاب ، وكذلك مركز التربية المتحفية الذى يقوم بتقديم برامج للتعريف عن مصر القديمة بأطر حديثة وواقعية لجميع المستويات السنية ، لنوعية من الحرف والصناعات اليدوية فى هذه العصور كصناعة البردى والخزف بشكل تقنى وبخاماته الأصلية وعن تقييم مستوى ترميم وصيانة الآثار فى مصر أكد الدكتور طارق توفيق أننا نفخر بأن نقل ما يزيد على 44 ألف قطعة أثار وترميم ما يفوق 38 قطعة بالمتحف المصرى الكبير بأيادى مصرية خالصة ، والدليل على ذلك الزيارات التى تفد إلينا يوميا من قبل متخصصين بالمتاحف أو الترميم .
نطاق مهام الجايكا بأعمال المتحف وإدارته قال اليابان تولى اهتماما كبيرا بالحضارة المصرية القديمة التى تحظى برونق وسحر خاص يبهر ويجذب الجميع ،هيئة الجايكا لها دوران توجد بوصفها هيئة التعاون الدولى اليابانية وتعاون فى إنجاز هذا المشروع بقرض بإجمالى 750 مليون دولار،وتتابع الإنفاق مع مراحل التنفيذ ، وتدريب المرممين المصريين وخبراء النقل وقد ثبت من الجانب العلمى تميز اليابان فى أسلوب تغليف الآثار وخاماته
وقبل أن ننهى الحوار الشيق و الثرى مع الدكتور طارق مدير المتحف والذى تشعر بالحديث معه كأنك تطالع موسوعة إلكترونية بالحضارة المصرية يبهرك إلمامه وصفه وشرحه لتاريخ وقصص القطع الأثرية بالمتحف بل يقف على موضع حفظ كل قطعة منهم فى المخازن،وهو ما زادنا تيممًا لرؤية اكبر كم ممكن من هذه القطع النادرة وخاصة انه لن يتسنى عرضها بالكامل بصالات المتحف الكبير بعد افتتاحه ولذا طلبنا منه إجراء جولة داخل أروقة معامل الترميم ومخازن الآثار ،وبالفعل كلف مجموعة من منسقى العلاقات الدولية بصحبتنا لدخول بعض المعامل والمخازن ونحن فى البهو أوضحت فاتن محمد منسقة العلاقات الدولية أن مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير تبلغ مساحته 32 ألف متر و افتتح فى 2010 ويضم 17 معملا ، منها 7 معامل متخصصة منها عضوية « أصل حى» والخرز والجلود والخشب ، وكذلك معمل للآثار غير العضوية كالفخار والزجاج والمعادن وكذلك معمل للأحجار الكريمة وأخر للأحجار ذات الأوزان الثقيلة وكذلك معامل للبقايا الآدمية وأخرى معامل علمية خاصة للفحوص والتحاليل التى تتم على الآثار ، هذا إلى جانب منطقتى شحن وتفريغ الآثار بجنب وحدة تعقيم الآثار هذا بالإضافة إلى 6 مخازن متطورة تساعد على حفظها وفق الطبيعة والبيئة التى تلائمها وبأسلوب كودى يسهل الوصول إليه ولاسيما مع زيادة أعداد القطع الأثرية بالمتحف والتى تتجاوز ال100 ألف قطعة ، منهما 50 ألفا بالمخازن التى ستساعد الأثاريين سواء كانوا مصريين أو أجانب فى إجراء الدراسات عليها.
المعمل اقرب ما يكون لغرف العمليات بالمستشفيات ، حيث يرتدى فيها المرممون المعطف الأبيض ويقف على طاولة الترميم وأمامه جسيمات القطع الأثرية ،وفق تخصص المعمل ودخلنا أول معمل كان يختص بالآثار العضوية ، حيث كان يتولى أحد المرممين العمل بترميم بردية من عصر المتأخر منذ أكثر من 2500 عام للملكة سنت منو وتم اكتشافها بالأقصر.
ترميم إحدى البرديات بالمعمل
وفى الجهة المقابلة على الطاولة كان مجموعة من المرممين يعملون فى مجموعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون والتى يصل عددها إلى 5000 قطعة أثرية لم يعرض منها سوى الثلث بمتحف التحرير وسيتم عرضها بالكامل لأول مرة فى المتحف الكبير ،منها مسند قدم مصنوع من الخرز المرصع فوق طبقة من الجلد والخشب عثر عليه فى حالة مهتزئة ويتم ترميمه لإعادته لحالته بمواده الأصلية والخرز الذى سقط منه ، وبجواره مسند خشبى أخر لقدم الملك بحالة جيدة يعلوها حفر لتماثيل من العاج يمثلون أعداء مصر القديمة بحدود مصر الأربع ووضعهم فى هذا الشكل تحت قدميه رمز لانتصاره عليهم وقهرهم ،هذا بجانب مجموعة من الحلى والعقود من الأحجار الكريمة ، وكذلك حذاء متهرئ وكرسى خشبى مغطى بطبقة من البردى يجرى ترميمه للحفاظ على حالته دون أى إضافات ،على طاولة أخرى بالمعمل تقوم إخصائية الترميم حسناء عبد ربه بتوثيق حالة القطع الأثرية قبل التعامل وترميمها ، والتى أوضحت أنها تعمل حاليا على توثيق والتصنيف الفيزيائى والكيميائى لنوعية التلف بإحدى قطع نسيج الكتان التى استخدمها القدماء كغطاء للتماثيل بالمقبرة وكأزياء للملك «ومنها الرداء الداخلى لتوت عنخ آمون » وذلك لتحديد مدى إمكانية ترميمها.
والجميل والباهر انه رغم تهتك وتفحم وتغير لون نسيج بعض قطع الكتان التى شاهدناها ودون أن نتحسس ملمس مكوناته فإن خامة نسيجها من أقيم وأجود وأفخم أنواع نسيج الكتان على الإطلاق ويصعب أن نجد له نظيرا حتى فى وقتنا الراهن.
وانتقلنا للمعمل الذى يجرى فيه ترميم جزء من مقتنيات الملك توت عنخ آمون وهو أكثر مكان روعة وبهراً حيث تشاهد هذا الكم والحجم منها فقط «6عربات حربية و 3 أسرة جنائزية الملك وكذلك السرير الشخصى الخاص به» وتتعجب حين تعلم أن مجموعة مقتنيات الملك تزيد على 5000 قطعة تم اكتشافها جميعا داخل مقبرة صغيرة محفورة داخل الصخر.
ثم انتقلنا لمعمل تماثيل الأوزان الثقيلة وأقل وزن بها طن من العصور المختلفة، والتى سيتم وضعهما فى مدخل المتحف الكبير وفق للتتابع الزمنى للحقب التاريخية بالتاريخ المصرى لما قبل التاريخ حتى العصر الرومانى اليونانى.
وبمخزن أثار مصر القديمة التقينا أيمن الشيمى المسئول عن الآثار القديمة والذى تجول معنا بين جنبات المخزن أوضح انه تم تجهيزه بأسلوب تقنى ضم كل أسباب تأمين الأثر بأدق أجهزة استشعار وحريق وكاميرات مراقبة وكذلك الأجواء الملائمة لسلامته بحيث تحافظ على درجة الحرارة 25 والرطوبة 50 ،و من خلال غرفة عمليات يتم مراقبة ومتابعة عمل هذه المنظومة ، لضمان حماية القطع الأثرية التى يتم حفظها بخزائن معدنية سهلة الحركة وكذلك تضم الأدراج الأدوات البدائية الصغيرة التى كانت تستخدم فى العديد من الحرف ومعظمها من الأحجار وهذا المخزن يختص بآثار مصر القديمة لما يزيد على 4000 سنة والتى كان من أشهر ملوكها خوفو، ويضم 9 آلاف قطعة أثرية مختلفة الأشكال والأحجام والخامات، ومن أهم القطع بالمخزن مجموعة تماثيل لحفائر بمنطقتى أبو صير وسقارة مقبرة لأحد كبار الدولة «تى تى شري» يعود تاريخها لأكثر من 4500 عام واكتشفتها البعثة التشيكية، وتعود أهميتها للحالة الآثار الجيدة رغم أنها من الحجر الجيرى شديد الهشاشة والتآكل.
ومن أجمل التماثيل التى اطلعنا عليها وذات رمزية فائقة البلاغة والحكمة لطبيعة الحياة الأسرية ورقى مكانة المرأة وتقدير المصرى القديم لها نجد التمثال لزوجين من كبار رجال الدولة جالسين تحيط الزوجة بذراعها حول ظهر زوجها ، وكذلك التمثال المزدوج «لذات الشخص» وتمثل صاحب المقبرة وقرينه» والذى يعبر بجلاء عن رمزية العقيدة لدى المصرى القديم بأن جسده يحمل الكا «روحه على الأرض» وألبا التى يبعث بها فى العالم الأخر، أما تمثال السيدة «زوجة صاحب المقبرة» التى يقف بجوارها طفل صغير بضفيرة كرمز لحورس ابن إيزيس وأوزوريس وواحد من أشهر آلهة قدماء المصريين كالإله أمون وأتون ، وكان يرمز له بالصقر والطفل كما يحتوى المخزن على أغطية للأوانى الكانوبيه الأربعة كرمز لأبناء حورس الأربعة والتى كان يحفظ فيها المصرى القديم أعضاء المتوفى من كبد وطحال وقلب لتحنيط الجسد، هذا إلى جانب نماذج لمراكب خشبية كرمز للعبور للعالم الآخر.
ثم توجهنا إلى مخزن آثار الدولة الحديثة التى يبدأ تاريخها منذ عام 2000 قبل الميلاد، والذى لا يختلف عن المخزن السابق بجميع أدوات التخزين من أرفف وإدراج ، إلا أن أجواءه و ثراءه بالآف القطع الأثرية والتماثيل والتوابيت وكذلك المومياء ،للحظات تشعرك وكأنك تقفز عبر ممر سحرى لقلب التاريخ تترجل بين جنبات عصوره فى ذهول وزهو يبحر بعقولنا لتفكير وتدبر عميق مصحوب بسيناريوهات لحياة هذه المومياء ومسار حياتها ونجاحاتها أو إخفاقاتها.
وقبل أن أجد الإجابة التقطنا وصف رئيس قسم آثار مصر الحديثة للعودة للواقع شغفا فى الاطلاع على المزيد حيث أوضح أن المخزن فى البداية كان يختص بالآثار الحجرية لجميع العصور بداية ما قبل التاريخ حتى دخول الرومان مصر وفقا لتقسيم المتحف السابق وفق خامة ومادة الأثر بالمتحف، وأخيرا تم تقسيمه وفق الفترات الزمنية، وهذا المخزن يختص بأكبر فترة زمنية بداية الفترة الحديثة حتى الرومانى اليوناني، مما أسهم فى تنوع القطع الأثرية فيه من جميع الخامات حيث يضم اكبر عدد من القطع الأثرية بالمتحف التى تزيد على 35 ألف قطعة ونتوقع أن نتعدى 100 ألف قطعة على نهاية العام.
هذا بالإضافة إلى الرءوس الملكية التى كشفت عنها البعثة الفرنسية والتى تخص الملك أمنحتب الثالث هذا بالإضافة للصقر الذهبى كرمز للإله حورس الذى عرض بمتحف التحرير من قبل ويرجع للعصر المتأخر ،ومن أجمل القطع الأثرية الخاصة بالعصر الحديث تمثال الملكة حتشبسوت، وكذلك إناء تحتمس الثالث، هذا إلى جانب مجموعة من التماثيل فاقدة الرأس لملوك قدماء.
وفى نهاية زيارتنا للمعامل سألنا: هل هذا المشروع يعد نموذجا لمدينة آثار وسياحة عالمية ؟ قال توفيق لا نريد أن نحد من قدر هذا الكيان بمسمى مدينة سياحية، ولا يتفق مع طبيعته ،والذى تخصه الرؤية السياسية بمكانة عظيمة ،ليكون من اكبر المراكز الحضارية بالعالم ،حيث يتكامل المشروع مع منطقة هضبة الأهرام بما تضمه من أقدم وأضخم المعالم الأثرية بالعالم ،بحيث تتحول هذه المنطقة لقلب ثقافى وحضارى نابض داخل القاهرة الكبري.
أعمال الترميم داخل مخزن الآثار الثقيلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.