حقق بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى انتصارا سياسيا ونجح فى إنقاذ الائتلاف الحكومى الذى يتزعمه، إثر تراجع وزراء حزب «البيت اليهودي» عن تهديدهم بالاستقالة، وذلك بعد يوم واحد من تحذير نيتانياهو من خطورة اللجوء للانتخابات المبكرة، التى وصف الإصرار عليها ب"غير المسئول". وأعلن نفتالى بينيت زعيم «البيت اليهودي»، الذى يتولى حقيبة وزارة التعليم بالحكومة الإسرائيلية، تراجعه عن التهديد بالاستقالة، وانضمت إليه فى خطوة التراجع عضوة حزبه ووزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد ووفقا لهذه التطورات يظل موشيه كحلون زعيم حزب «كلنا» ووزير المالية عضو الائتلاف اليمينى الأوحد الذى مازال يطالب باللجوء إلى خيار الانتخابات المبكرة. وأكد بينيت فى تصريحات للصحفيين أنه «إذا كان رئيس الوزراء جادًا فى نياته، فأنا أعلن التراجع عن كل المطالب السياسية والوقوف هنا لمساعدة إسرائيل على الفوز من جديد». وأضاف: «من الأفضل لو يهزمنى نيتانياهو سياسيا، عوضا عن أن يهزم قائد حماس إسرائيل فى ساحة القتال». وتشير تصريحات بينيت حول نيات رئيس الوزراء إلى التعهدات التى قطعها نيتانياهو على نفسه قبل يوم واحد بحماية أمن إسرائيل وامتلاكه خطة لمواجهة حركة حماس. ويأتى تراجع قيادى «البيت اليهودي» ليهدئ حالة التوتر التى تصاعدت فى الأيام الأخيرة عقب استقالة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان وسحبه حزب «إسرائيل بيتنا» من الائتلاف اليميني، وذلك احتجاجا على ما اعتبره ليبرمان تساهلا للحكومة فى مواجهة تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وقبوله باتفاق لإيقاف إطلاق النار مع حركة حماس. وكانت استطلاعات الرأى قد أكدت تراجع شعبية نيتانياهو، الذى يقضى ولايته الرابعة فى الحكم، وخاصة فيما يتعلق بأسلوب تعامله مع الملف الأمنى فى غزة. وقد حاول نيتانياهو أن يلمح إلى إمكان شن حملة عسكرية ضد القطاع فى المستقبل القريب، وذلك بعد توليه منصب وزير الدفاع خلفا لليبرمان. ورغم تراجعه، شكك بينيت فى تصريحات نيتانياهو حول حساسية الوضع الأمنى الذى تواجهه إسرائيل. وقال زعيم «البيت اليهودي» إن الوضع الحالى «ليس نهاية العالم، لدينا أعداء. ولطالما كان لدينا أعداء». وشرح أن المشكلة الرئيسية التى تواجه إسرائيل حاليا تكمن فى الداخل، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين باتوا يخشون فريق المحامين التابع للجيش الذين يحددون قواعد الاشتباك من الناحية القانونية أكثر من خشيتهم قائد حركة «حماس»، فى إشارة إلى يحيى السنوار. وأضاف بأن إسرائيل «تحولت من مقاتلة أعدائها إلى محاولة احتوائهم، وأن السفينة الإسرائيلية تسير فى الاتجاه الخاطئ طوال العقد الأخير».