أعلنت الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة أمس وقفا لإطلاق النار مع إسرائيل بجهود مصرية. وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس، بيانا مشتركا قالت فيه إن «جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والإحتلال الإسرائيلي، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو. وفور الإعلان عن الاتفاق، تظاهر آلاف من أنصار حماس وفصائل أخرى مرددين هتافات داعمة للمقاومة ومنددة بالعدوان الإسرائيلى. من جانبها، أعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأوضاع فى قطاع غزة، وما أسفرت عنه من سقوط قتلى ومصابين، محذرةً من التبعيات السلبية الخطيرة لمواصلة تلك الدائرة المفرغة من التصعيد فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. وجدّد البيان مطالبة إسرائيل بالوقف الفورى لجميع أشكال الأعمال العسكرية، كما نوه أيضًاً إلى ضرورة وأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري. وأكد البيان، أهمية الابتعاد عن كل ما يؤدى إلى تفاقُم الأوضاع الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ويقوض من إمكانية تحقيق السلام المنشود واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة. وكانت الغارات الإسرائيلية قد تجددت على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ الليلة قبل الماضية فى أعقاب إعلان تل أبيب مقتل إسرائيليين اثنين جراء سقوط صاروخ على بناية فى مدينة عسقلان، رغم الدعوات الدولية للتهدئة. فى حين قصفت الفصائل الفلسطينية مدينة أشكول الإسرائيلية بعدد من الصواريخ، وتم إطلاق صواريخ من غزة على سديروت وعسقلان. يأتى ذلك فى وقت ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين فى القصف الإسرائيلى إلى 7 شهداء، كما دمرت ثمانية مبان بشكل كامل، منها مقر للأمن والمعروف بمبنى «فندق الأمل»، إضافة إلى مقر فضائية الأقصى التابعة لحركة «حماس» . وقالت مصادر «صحية» فى غزة أمس إن فلسطينيين قتلا فى قصف إسرائيلى على القطاع، وذلك فى بيت لاهيا شمال القطاع بعد ليلة من الغارات الإسرائيلية على القطاع وانهمار الصواريخ على جنوب إسرائيل. ومن جانبها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو منح الجيش الضوء الأخضر للرد على الصواريخ التى تخرج من قطاع غزة. كما أعلنت «حماس» فى بيان لها أنها ستستهدف مدنا إسرائيلية فى حال استمرار القصف على غزة. ومن جهتها، هددت كتائب «القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» بتوسيع قصفها للمدن الإسرائيلية. وأعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب «القسام» فى تغريدة على «تويتر»، أن الغرفة المشتركة للفصائل فى حالة تشاور جدى لتوسيع دائرة النار، محذراً من أن مليون إسرائيلى سيكونون فى دائرة الصواريخ إذا استمر القصف على قطاع غزة. وكانت إسرائيل قد أعلنت انتشال فرق الإنقاذ فى مدينة عسقلان جثة رجل من تحت أنقاض مبنى أصيب بصاروخ أطلق من غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية إسرائيلية. وهذا أول قتيل يسقط فى إسرائيل من جراء الصواريخ التى انهمرت على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، اعتبارا من ظهر الإثنين، وبلغ عددها حوالى 370 صاروخا، تصدت القبة الحديدية الإسرائيلية لحوالى مائة صاروخ منها. وقد أثار التصعيد فى قطاع غزة ردود فعل دولية مختلفة، فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن أمله فى انتهاء التوتر بالقطاع، وحذر من اندلاع حرب قد تتحول إلى مأساة كبيرة، فيما أعربت الخارجية الروسية عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوتر، داعية الطرفين إلى العودة الفورية إلى نظام وقف إطلاق النار. وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقف العدوان الإسرائيلى وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، يأتى ذلك فى الوقت الذى استقبل فيه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، حيث ناقش معه مستجدات القضية الفلسطينية، بما فى ذلك ملف المصالحة والأوضاع فى غزة. ومن جانبه، قال النائب مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية فى تصريح لمندوب الأهرام، إن الاعتداءات الاجرامية الأخيرة تمثل جرائم جديدة لم تكن لتحدث لو قامت محكمة الجنايات الدولية بواجبها فى محاسبة اسرائيل على جرائم الحرب التى ارتكبت عام 2014. وأدان الاتحاد العام للصحفيين العرب برئاسة مؤيد اللامى نقيب الصحفيين العراقيين, التصعيد الإسرائلى فى استهداف الصحفيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني، مؤكدا انتهاك قوات الاحتلال لأبسط القواعد القانونية والمواثيق الدولية التى تكفل حرية العمل الصحفى . كما طالب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى رياض المالكي، بعقد اجتماعين طارئين لمجلس الأمن الدولى والجامعة العربية لبحث «الإعتداء» الإسرائيلي.