* الخماسى صنع الفارق.. والأثقال وأم الألعاب والسباحة والجمباز والمصارعة وضعت قدما على الطريق دائما ما تطغي كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية علي أي إنجاز رياضي يحدث علي أرض المحروسة، علي الرغم أنها عادة ما تتلاشي ويتضاءل حجمها في مناسبة واحدة فقط تحدث كل أربع سنوات، وهي دورة الألعاب الأوليمبية أكبر تجمع رياضي عالمي يتابعه معظم أركان المعمورة، الأمر الذي يدفع جميع الخبراء والمحللين للوقوف علي أهمية هذا الحدث العالمي في صورته وقيمته الكبيرة، مثلما تفعل معظم الدول المتحضرة . فمنذ أيام قلائل كان التاريخ علي موعد مع شباب مصر الواعد خلال دورة الألعاب الأوليمبية للشباب، والتي أقيمت بالأرجنتين ليسطر بأحرف من ذهب إنجازا تاريخيا غير مسبوق للرياضة المصرية، التي حققت لأول مرة 12ميدالية متنوعة والمركز ال 22 في ترتيب دول العالم والمركز الأول عربيا وإفريقيا، وكادت تحدث مفاجأه قبل إسدال البطولة الستار عن مراحلها الختامية بيوم واحد، حيث كانت مصر في المركز ال 19 وقبل إنجلتراوألمانيا، لكن البلدين أحرزا ميدالية ذهبية لكل منهما في اليوم الأخير لتحتل مصر وللمرة الأولي مقعدا متقدما وسط الكبار في ألعاب الخماسي الحديث والملاكمة والفروسية والجمباز والتايكوندو والسباحة والسلاح ورفع الأثقال وألعاب القوي والمصارعة . وصنعت لعبة الخماسي الحديث الحصان الأسود في الأوليمبياد الفارق للبعثة المصرية، بعدما انتزع اللاعب أحمد الجندي و اللاعبة سلمي عبد المقصود ميداليتين ذهبيتين في الفردي للشباب والآنسات في البطولة، بالإضافة إلي فضية أخري لسلمي في منافسات الزوجي المختلط، بينما اكتفت رفع الأثقال وألعاب القوي بفضيتين عن طريق نعمة سعيد في وزن 58 كجم وروان أيمن لاعبة ألعاب القوي في المطرقة علي الترتيب، فيما حصل علي الميدالية البرونزية كل من أحمد الصاوي الشهير بجوتزيلا في الملاكمة، ومازن عمرو في سلاح سيف المبارزة، وعبد الرحمن سامح بسباق 50 مترا حرة في السباحة، وإياد بركات في منافسات وزن 73 كجم في التايكوندو، وأحمد خليل في وزن 110كجم في المصارعة، وَعَبَد الله جلال في وزن 77 كجم في رفع الأثقال . وحول تلك الطفرة التي تحدثت عنها نتائج الدورة يقول المهندس شريف العريان رئيس إتحاد الخماسي الحديث والأمين العام للجنة الأوليمبية، أن التخطيط هو كلمة السر في أي عمل ناجح، وهو ما حدث بعد الدورة الماضية بمدينة نانجينج الصينية، وكانت التوقعات خلال الدورة الحالية ميدالية واحدة ذهبية وأخري فضية، بينما ما تحقق إنجاز واقعي بميداليتين ذهبيتين و فضيتين، بالإضافة إلي تحقيق اللاعبة سلمي أيمن عبد المقصود رقما أوليمبيا جديدا سيظل مسجلا باسمها حتي الأولمبياد المقبلة لمدة 4 سنوات، وهو 1067 نقطة ضاربة الرقم السابق باسم إيلكا أوكسيد التركية 1065 نقطة . وحقيقة في بداية الأمر قمنا بالتنسيق مع مجموعة الاتحادات المتأهلة في الأوليمبياد الحالية بوضع خطط فنية وبدنية وترجمتها إلي واقع عملي تم تطبيقه علي أرض الواقع نتيجة وجود الدعم المالي من وزارة الشباب والرياضة، وتجب هنا الإشارة إلي أن اللجنة الأوليمبية لا تدعم الاتحادات الرياضية ماليا بل إنها تحصل من وزارة الشباب والرياضة علي الدعم المالي لها ولبقية الاتحادات الأولمبية . وأكد العريان أن هدفنا كان المشاركة بأكبر عدد من اللاعبين في مختلف اللعبات تمهيدا لخوض منافسات دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة التي تنظمها مدينة طوكيو اليابانية عام 2020، ولدينا طموحات مشروعة في الحصول علي ميداليات أكثر من أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، خاصة في الرماية ورفع الأثقال والخماسي الحديث وألعاب القوي، والمطرقة والرمح والألعاب النزالية مثل الملاكمة والمصارعة والجودو وربما السباحة . وتابع أنه لا يوجد ضمان لأي لاعب من الحاصلين علي ميداليات في أوليمبياد الشباب أن يحقق ميدالية في أوليمبياد طوكيو المقبلة، بل لن أستطيع لوم أي لاعب أو اتحاد في عدم تأهل لاعب أو لاعبة للأوليمبياد المقبلة لأن الأبطال الحاليين أعمارهم تتراوح بين 17 و 19 عاما وعادة اللاعب الأوليمبي يكون في قمة مستواه ونضوجه الفني والبدني خلال المرحلة العمرية بين 25و 28 عاما، وخلال هذه الفترة بين الشباب والنضوج يمر بمواقف كثيرة في البطولات الدولية والعالمية يكتسب من خلالها الخبرة اللازمة لمنافسات الدورات الأولمبية الكبيرة . ويضيف العريان أن الرياضة المصرية تسير علي الطريق الصحيح بدليل أن منحني الحصول علي الميداليات المتنوعة خلال الفترة بين دورة نانجينج عام 2014 والدورة الحالية في صعود، بدليل زيادة عدد الميداليات خاصة الذهبية التي دونها لرجع ترتيب مصر في الدورة إلي المركز ال 44 . ايمن بركات - سعيد حسن فيما يقول سعيد حسن المدير الفني لمنتخب الملاكمة إننا تعرضنا لظلم واضح من قبل الحكام، ولولا القرارات الخاطئة والمجاملات التي حدثت خاصة من جانب كندا التي شاركت بلاعب وإداري كندي ضمن لجنة الحكام التي تتخذ القرارات، لحصلنا علي مزيد من الميداليات، إلا أن حصول أحمد الصاوي علي برونزية يعد إنجازا طيبا بعد حصوله علي ذهبية بطولة إفريقيا قبل انطلاق الأوليمبياد بشهرين، واستطعنا تأهيل 3 لاعبين للدورة وهو الحد الأقصي للمشاركة لكل دولة في الدورة . أما عن الإعداد لأوليمبياد الشباب فيقول المدير الفني، إن الإعداد كان متنوعا بين الداخل عن طريق البطولات المحلية لاختيار أفضل العناصر لتمثيل مصر في البطولات الإفريقية التي يتأهل خلالها اللاعب الحاصل علي ميدالية ذهبية فقط إلي بطولة العالم، ومن ثم الدورة الأوليمبية، مشيرا إلي أن عدد البطولات الدولية وصل إلي 9 دورات قبل أوليمبياد الأرجنتين، بالإضافة إلي الاحتكاك في الأرجنتين نفسها بعدد من المباريات الودية مع مختلف اللاعبين . ويضيف سعيد حسن أن السبب في اكتشاف أحمد الصاوي هو نجلي أحمد، الذي رشحه لأقوم بتدريبه خلال الفترة الماضية ووصفه بالموهوب . الطريف أن رياضة الملاكمة تنتظر قرار الإلغاء من المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة في طوكيو، حيث إن دكتور هوو التايواني رئيس الاتحاد الدولي يواجه انتقادات عديدة نتيجة طريقة إحتساب النقاط التحكيمية من خلال تقدير الحكم فقط، الذي يكون غير عادل ويميل للمجاملة في معظم القرارات . كما أن الاتحاد الدولي للملاكمة قام بشطب 36 حكما يمثلون عدد الحكام الدوليين خلال أوليمبياد ريو دي جانيرو الماضية بسبب التزوير والرشاوي التي تم إثباتها بعد التحقيقات التي جرت مع الحكام . واللجنة الأوليمبية الدولية طلبت تعديلا في قانون اللعبة بعد إجراء انتخابات الاتحاد الدولي للملاكمة خلال الشهر الحالي، واللعبة مهددة بالإلغاء . من جانبه يقول فتي مصر الذهبي أحمد الجندي لاعب نادي الشمس الحاصل علي ذهبية الفردي العام بأوليمبياد الأرجنتين، إن فترة الإعداد للأوليمبياد كانت منذ 4 سنوات، حتي توجت جهودي بالفوز ببطولة العالم في بلغاريا، ثم الميدالية الذهبية في نهائي كأس العالم بكازاخستان، وأخيرا بطولة العالم بالتشيك في أغسطس الماضي، وحصلت علي الميدالية الذهبية أيضا، والتي كانت مفتاح التأهل للأوليمبياد . بعدها سافرت إلي إيطاليا وتحديدا بمدينة سيستيرير للدخول في معسكر مغلق بأحد المرتفعات فوق سطح البحر بمستوي ثلاثة آلاف متر، حيث يقل الأوكسجين هناك . وتابع الجندي أنني خضعت لعملية جراحية لاستئصال جزء من غضروف الركبة قبل الأوليمبياد بشهر واحد فقط، وقبل البطولة بعشرة أيام ركزت التدريب علي الجري والسلاح والرماية والسباحة، والأخيرة هي التي صنعت الفارق مع لاعبي الدول الأخري من روسيا وفرنسا، وهو الأمر الذي عاد بنتائجه الطيبة، ويقول أحمد الصاوي الفائز ببرونزية الملاكمة إنني أحببت الملاكمة بطريقة تلقائية في نادي السنبلاوين مع دكتور أحمد سعيد وكان عمري وقتها 14 عاما . بعدها فزت ببطولة الجمهورية للناشئين ثم البطولة العربية وبطولة إفريقيا بالجزائر وأخيرا بطولة العالم التي حصلت فيها علي المركز الثالث قبل انطلاق الأوليمبياد بشهر واحد فقط . من جانبه يقول المدير الفني لمنتخب ألعاب القوي أيمن بركات، إن الإعداد للدورة تم منذ ديسمبر 2017 بعد تعرضنا للإيقاف لمدة عام وفي خلال 10 شهور قبل انطلاق أوليمبياد الأرجنتين كسرت اللاعبة روان أيمن بطلة مصر في جميع المراحل السنية تحت 16و 18 سنة، بالإضافة إلي مرحلة العمومي سيدات . وعن المشاركات الخارجية فازت روان ببطولة ألمانيا تحت 18 سنة ثم الميدالية الذهبية تحت 20 سنة بالبطولة نفسها التي شاركت فيها 13 دولة . وفي يوليو الماضي شاركنا في دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر وفازت روان بالميدالية الذهبية وكسرت رقم العرب وإفريقيا بالبطولة نفسها . وحاليا نستعد لدورة طوكيو 2020 لتحقيق ميدالية ذهبية بينما تقول روان أيمن :إنني بدأت في النادي الأهلي وعمري 13 سنة وإعجابي باللعبة لصعوبتها، وحصلت علي بطولة الجمهورية بعدها ب 3 شهور وشجعني مدربي النادي هناك، حتي حصلت علي جميع البطولات المحلية والإفريقية، وحصلت علي لقب أحسن أداء بالأوليمبياد . وأتمني أن أكون مثل لاعبة بولندا البالغة من العمر 33 سنة صاحبة رقم 82 مترا في المطرقة والحصول علي ميدالية ذهبية في أوليمبياد طوكيو 2020 . فيما تقول اللاعبة الذهبية سلمي عبد المقصود : إنني لم أتوقع حصولي علي الميدالية الذهبية كوني مرشحة رابعة في البطولة، ولكن تشجيع مدربي وزيادة تركيزي وتشجيعي من زملائي دفعني للفوز علي جميع اللاعبين حتي من سبقني في الترتيب، وعندما فزت بالميدالية الذهبية لم أتمالك نفسي واتصلت بوالدتي التي أجهشت بالبكاء من فرحتها . أما سعادتي فكانت لا توصف بعدما كسرت الرقم القياسي للأوليمبياد باسم اللاعبة التركية إيلكا وحققت 1067 نقطة . فيما يقول مازن عمرو صاحب برونزية سلاح سيف المبارزة إنني لم أَتوقع قوة المنافسة من لاعبي الدول الأخري وارتفاع مستواهم، وكنت واثقا من الفوز بالميدالية الذهبية قبل انطلاق البطولة . وخلال فترة الإعداد تدربت في المجر لمدة 15 يوما عرفت خلالها العديد من اللاعبين المنافسين دون مدرب وخسارتي في الدور قبل النهائي في الأوليمبياد منعتني من الحصول علي المركز الأول .
أعدها للنشر حاتم الشربينى أحمد طاهر شارك فيها سمير الشحات عادل أمين هانى عمارة