اعتبر رئيس الاتحاد السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف، نية واشنطن الانسحاب من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى إعلانا لانطلاق سباق تسلح جديد بين واشنطنوموسكو. وذكر جورباتشوف فى مقال لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من معاهدة الصواريخ الموقعة مع روسيا هو ليس الضحية الأولى لعسكرة الوضع الدولي. وأشار جورباتشوف إلى أنه فى العام 2002 انسحبت واشنطن من معاهدة الصواريخ الباليستية المضادة، بالإضافة إلى خروجها من الاتفاق النووى الموقع مع إيران واليوم ضحية جديدة وهى معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدي. من جانب آخر، كشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة «سيفيس اناليتكس» أن نصف الأمريكيين يعارضون خطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو قبل ثلاثين عاما. وجاء فى الاستطلاع أن 49% من المشاركين به يرغبون بعدم خروج بلادهم من المعاهدة، فيما تمسك 31% منهم برأى معاكس، وقال 20% ممن شملهم الاستطلاع إنه يصعب عليهم الرد. كما كشف الاستطلاع عن أن أكثر من نصف مؤيدى ترامب54% يدعمون خطته الخروج من المعاهدة، بينما يعارضها 72% من الذين أيدوا هيلارى كلينتون خلال انتخابات 2016. وكان دونالد ترامب قد أعلن اعتزام بلاده الانسحاب من الاتفاقية التاريخية التى أنهت وجود الصواريخ النووية فى أوروبا، واتهم روسيا بانتهاكها. ويذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى « أى إن إف» تم التوقيع عليها بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتى فى عام 1987، ووقعت المعاهدة فى واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، آنذاك، رونالد ريجان والزعيم السوفيتى ميخائيل جورباتشوف. وتعهد الجانبان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أى صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتعهدا أيضا بتدمير جميع منظومات الصواريخ التى يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 - 1000 كيلومتر.