غدًا.. انطلاق ملتقى التوظيف الأول لأسر الصحفيين بالتعاون مع «شغلني» بمشاركة 16 شركة    محافظ الغربية يتفقد محور محلة منوف والخدمات الصحية بمستشفى طنطا العام الجديد    التوسع فى استخدامات الطاقات المتجددة بالصناعات كثيفة الاستهلاك    مجزرة ل«الدعم السريع» فى الفاشر    «كاميرات المراقبة تظهر لحظة وقوع زلزال باليكسير في تركيا».. حقيقة الفيديو المتداول    التحالف الوطني: استمرار تدفق شاحنات الدعم الإغاثى إلى قطاع غزة.. صور    موعد مباراة الأهلي وبتروجيت والقنوات الناقلة في الدوري المصري الممتاز    شوبير ينفي تلقي داري عرضا من ليبيا ويكشف موقف الأهلي من مستقبله    جوارديولا يُشيد ب عمر مرموش قبل مباراة مانشستر سيتي القادمة.. ماذا قال؟    مصدر في الزمالك لليوم السابع: محمد السيد يبالغ في طلباته المالية لتجديد عقده    تفاصيل جديدة من صديق المتهم في «جريمة فيصل».. صلاة ونسكافيه بعد المأساة (فيديو)    وكالة أفريقية: افتتاح المتحف المصرى حدثا دبلوماسيا عالميا يجسد تراث مصر    طرح أغنية «كلكوا فلة» ل بوسي والعسيلي من فيلم «السادة الأفاضل» (فيديو)    أذكار المساء: أدعية تمحو الذنوب وتغفر لك (اغتنمها الآن)    "المنشاوي" يشهد افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الثامن لجمعية أسيوط للصدر    تامر الحبال: افتتاح المتحف المصري الكبير إعلان ميلاد عصر ثقافي جديد برؤية مصرية خالصة    لافروف: روسيا بحاجة إلى ضمانات بأن لقاء بوتين وترامب سيحقق نتائج    محافظ الجيزة يبحث شكاوى المواطنين بأحياء ومراكز العجوزة والطالبية والمنيرة الغربية وأطفيح    «مستقبل وطن» يواصل عقد اللقاءات الجماهيرية بالمحافظات لدعم مرشحى مجلس النواب    وكيل تعليم القاهرة يتابع سير العملية التعليمية بمدارس مصر الجديدة    إسلام عباس يكشف عن تمثال شخصية الملك لير ويؤكد: نال إعجاب يحيى الفخرانى    السياحة: استعدادات مكثفة داخل المتحف المصرى الكبير تمهيدا للافتتاح المرتقب    وزير الرياضة يُهنئ النوساني بعد فوزه على اللاعب الإسرائيلي في بطولة كندا للإسكواش    قبل الشتاء.. 7 عادات بسيطة تقوّي مناعتك وتحميك من نزلات البرد والإنفلونزا    وجبة الإفطار مرآة جسمك.. ما لا يخبرك به فقدان الشهية الصباحية عن حالتك الهرمونية والنفسية    بعد وفاة طفل بسببها.. ما خطورة ذبابة الرمل السوداء والأمراض التي تسببها؟    موعد صرف معاشات نوفمبر 2025 في مصر وآليات الحصول عليها    بعد تسريب بيانات 183 مليون حساب.. تحذير عاجل من الهيئة القومية للأمن السيبراني لمستخدمي Gmail    رسميًا مواعيد المترو بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 2026 بالخطوط الثلاثة    اللجنة الفنية باتحاد الكرة: حلمي طولان محق في تصريحاته ويجب الحفاظ على شكل المنتخب    «تعمير» تعلن عن شراكة استراتيجية مع «The GrEEK Campus» بمشروع «URBAN BUSINESS LANE»    ماليزيا تعلن استعدادها للانضمام إلى "بريكس" فور قبولها    عون يؤكد ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة على لبنان    روزاليوسف.. ساحة الاختلاف واحترام التنوع    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    فوزي إبراهيم بعد حلقة الحاجة نبيلة مع عمرو أديب: «المؤلفون والملحنون شاربين المر ومحدش بيذكر أسماءهم»    البابا تواضروس فى حوار خاص.. الكنيسة لا تعمل بالسياسة    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    قبل العرض الرسمي.. إليسا تطلق أغنية «السلم والتعبان – لعب العيال»    نجم اتحاد جدة السابق يضع روشتة حسم الكلاسيكو أمام النصر    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    الداخلية تعلن البدء فى إجراء قرعة الحج بعدد من مديريات الأمن بالمحافظات    اعترافات صادمة لقاتل مقاول كفر الشيخ.. أمه غسلت هدومه من دم الضحية    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    بعد خسائر 130 دولارًا| ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الثلاثاء 28 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفدوا بجلدهم من «السوايسة» فى 24 أكتوبر!
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 10 - 2018

جاء سريعًا ورحل أسرع.. والمتبقى من شهر أكتوبر خمسة أيام فقط!.
أكتوبر بالنسبة لى.. كأننى ولدت فيه من جديد عام 1973..
أعظم وأجمل وأحلى وأصعب أيام..
فى أكتوبر حطمنا أسطورة الجيش الذى لا يُقهر..
فى أكتوبر حقق جيش مصر العظيم الانتصار العسكرى والسياسى المُذهل المستحيل..
فى أكتوبر أثبت المقاتل المصرى فى كل العمليات العسكرية.. أن للشجاعة رجالها.. وأن المستحيل وهم.. وأن الإعجاز.. واحد من سمات خير أجناد الأرض المميزة!.
فى أكتوبر 1973 قدم جيش مصر.. نماذج عملية لا تحصى فى الإعجاز.. والشاهد هم لا نحن!.
هم من قالوا قناة السويس ستكون قبر جيش مصر إن حاول اجتيازها.. لأن خسائره فى العبور 65%.. «يعنى» كل 100 مقاتل يموت منهم 65!. يعنى الحرب انتهت فى المَيَّه!.
هم من قالوا ومن ينجح فى العبور.. سوف يُدفن فى الساتر الترابى!. ولو فلت عشرة ولا عشرين أو حتى مائة.. خط بارليف أقوى خط دفاعى فى انتظارهم.. وبمعنى أوضح الموت ينتظرهم!.
وجاء أكتوبر 1973.. وسقط كل ما قالوا.. وجيشك العظيم يا مصر.. يقتحم القناة ويمزق الساتر الترابى واقتحم على الموت الذى كان ينتظرنا.. استولى على خط بارليف!.
جيش مصر كان له 70 ألف مقاتل فى الشرق فجر 7 أكتوبر!. جيش مصر فى الاقتحام العظيم للقناة شهداؤه أقل من 45 شهيدًا وليس كما توقعوا.. أليس هذا إعجازًا!.
جيش مصر مَزَّع ساترهم الترابى فى لا وقت وفتح فى جسده 81 فتحة لمرور الدبابات والمركبات المجنزرة وعربات المدافع وناقلات الجنود! جيش مصر أزال أكثر من 3 ملايين متر مربع رمال كانت فى ال81 فتحة فى أقل من ثلاث ساعات.. أليس هذا إعجازًا!.
جيش مصر أسقط 6 نقاط قوية على خط بارليف بعد ساعة واحدة من الحرب!. جيش مصر أسقط كل خط بارليف.. يعنى 30 نقطة قوية من ال31 نقطة التى هى كل قوته.. أسقط أقوى خط دفاعى فى تاريخ الحروب.. بعد ستة أيام من الحرب.. أليس هذا إعجازًا!.
من عاش وعايش هذه الأيام الجميلة.. وأكرمه الله بنعمة الانتماء لجيش مصر العظيم.. ونال شرف المشاركة فى حرب أكتوبر.. طبيعى أن يحب أكتوبر ويحن لأيام أكتوبر ويسعد بقدوم أكتوبر ويتمنى ألا يرحل أكتوبر أو تكون كل شهور السنة أكتوبر!.
............................................................
الأسبوع الماضى تحدثت عن المجموعة 39.. وذكرت أسماء ضباطها واعتذرت مقدمًا عن أى سهو.. لعدم وجود توثيق رسمى لها.
ما اعتذرت عنه مقدمًا.. وقعت فيه لاحقًا!. أعرف أن السهو وارد.. لكن أعرف أيضًا استحالة وقوعه فى أمور بعينها!.
عند الكلام عن القوة والشموخ والشجاعة أو الحديث عن الصاعقة والمجموعة 39.. مستحيل نسيان اللواء حسن العجيزى!.
اللواء حسن العجيزى.. شجاعة بلا سقف ويقين وصبر بدون حدود!. قمة الحزم والحسم والانضباط وقمة فى الطيبة والرضا والتسامح!. واحد من علامات الصاعقة.. وكيف لا يكون وهو من أوائل من حصلوا على فرقتها وكفاءته أبقته مدرسًا فى مدرسة الصاعقة وقائدًا لجناح العدو.
حسن العجيزى.. هو الرعب الذى يخشاه كل مقاتل فى فرقة صاعقة.. وهو عنوان التباهى لكل مقاتل حصل على فرقة صاعقة حسن العجيزى معلمٌ فيها!.
كل الأمنيات بالشفاء للواء حسن العجيزى.. أحد الرفقاء العظام للبطل إبراهيم الرفاعى.
............................................................
قَبْل يومين من مثل هذا اليوم من 45 سنة.. كان يوم 24 أكتوبر 1973.. وهو يوم عظيم لدرجة أنه أصبح عيدًا قوميًا للسويس!. ليه؟.
أشرح.. لأن من هو فى سن ال45 سنة وأصغر.. لم يكن جاء للدنيا بعد.. أو فى عمر شهور.. ومعلوماته عن حرب أكتوبر كلها.. مما قرأه أو سمعه.. وهناك من لم يقرأ ولم يسمع.. ومن هنا تأتى أهمية الشرح!.
ما رأى حضراتكم.. أن أستشهد بكلامهم هم لا كلامنا نحن.. وهو ما سجله الكاتب الصحفى إسلام الشافعى فى كتابه.. حرب الأيام الأربعة - نصر أكتوبر من داخل غرفة عمليات الجيش الإسرائيلى.
إيه الحكاية.. أراد الله ولا مَرَدَّ لإرادته.. إظهار حقيقة يستحيل التشكيك فيها.. لأنها تسجيلات بلاغاتهم العسكرية فى غرفة عمليات الحرب ومحادثات تليفونية لقادة جيش العدو!. طيب من أين أتيت بهذا الكلام؟. سؤال منطقى سيتبادر لذهن حضراتكم!.
إرادة الله جعلت قائد المنطقة العسكرية الجنوبية للعدو وقت الحرب (الجنرال شاموئيل جونين).. يقرر تسجيل كل البلاغات العسكرية وكل محادثاته التليفونية مع قادة جيش العدو!. قرر ذلك بعدما تم رفع درجات الاستعداد.. وربما أن هزيمتنا فى 1967.. جعلته واثقًا من انتصار قادم.. يريد أن تكون تفصيلاته بالحرف عنده ويملكها!. فعل هذا وهو لا يدرك أنه بهذه التسجيلات.. قدم أكبر شهادة فى حق جيش مصر!.
الجنرال جونين باعتباره قائد القوات الموجودة فى سيناء.. عَهد بكل التسجيلات إلى الأقرب إليه.. «عامير بورت» جندى المراسلة أو سكرتيره الخاص.. ليحتفظ بها ولا يبوح بسرها.. لأن الأحداث التى وقعت فى الحرب جعلت منها الملف الأسود.. وليس ملف المجد والعظمة كما كان جونين يفكر!. المهم.. أن جونين لم يكن يعرف أن الحرب.. ستجعله كبش فداء الهزيمة.. وأنه أول من سيطاح بهم!.
«عامير بورت» حافظ على خبيئة جونين أو الملف الأسود.. بعد إقالة جونين من الجيش الإسرائيلى.. وتقديمه للمحاكمة أمام لجنة إجرانات التى تبحث أسباب هزيمتهم!.
وبعد مرور 30 سنة بعد الحرب وبعد مرور 12 سنة على وفاة الجنرال جونين.. أفرج عامير بورت عن بعض ما فى الملف الأسود.. وما سمحت المخابرات الإسرائيلية بنشره..
الكاتب الصحفى إسلام الشافعى.. قدم كتابه فى 2006 ووقتها كان مسئولاً عن الشئون الإسرائيلية فى صحيفة الوفد.. وفى الكتاب سجل ما سجلوه هم بأنفسهم لأنفسهم.. داخل غرفة عمليات جيشهم!.
الذى يعنينى هنا 24 أكتوبر والذى أصبح عيدًا قوميًا للسويس.. ولأجل الكلام عن 24 أكتوبر.. لابد من الرجوع إلى يوم 8 أكتوبر.. أو يوم الاثنين الحزين فى إسرائيل!. لماذا؟.
لأن هذا اليوم.. كان مخططا فيه كسر مصر وإلحاق أكبر هزيمة بجيش مصر!. «إزاى»؟.
كيسنجر وزير خارجية أمريكا.. اعتبر قرار مصر بالحرب لأجل تحرير أرضها جريمة.. وكان المطلوب الخنوع وقبول الهزيمة!. كيسنجر قابل وزير خارجيتنا أحمد حسن الزيات الموجود فى نيويورك.. وأخبره أن يخبر السادات.. أن أمامنا يومًا لانسحاب الجيش من سيناء وعودته للغرب.. وإلا!.
رفضنا بالطبع التهديد.. وقررت أمريكا أن تجعلنا عبرة لمن لا يعتبر!. كيسنجر صرح بأنه لا اجتماعات لمجلس الأمن.. إلا بعد يوم 8 أكتوبر.. وذلك ردًا على مطلب أكثر من دولة بعقد اجتماع طارئ للمجلس.. لأجل وقف الحرب فى الشرق الأوسط!.
أمريكا دخلت طرفًا مباشرًا.. وفى البنتاجون وضعت خطة الهجوم المضاد المقرر له صباح 8 أكتوبر.. والمخطط له أن ينتهى قبل آخر ضوء فى نفس اليوم.. ينتهى بفرقة مدرعة تحتل الإسماعيلية وفرقة مدرعة تحتل السويس.. وبعدها «تشوف» أمريكا الدول التى طلبت انعقاد مجلس الأمن «عايزين إيه»!.
الخطة «الجبارة» حملها فريق أمريكى عسكرى إلى إسرائيل!. على فكرة هذه المعلومة.. جاءت فى كل مذكرات قادة جيش العدو!.
الجزء الوحيد من الخطة الذى تحقق كما خططه الأمريكان.. أن الهجوم المضاد بدأ صباحًا وهذا حدث واستهدف الجيش الثانى.. وفيما عدا ذلك.. «عينكم ما تشوف إلا النور»!.
الهجوم المضاد المقرر له احتلال مدينتين فى غرب القناة.. انكسر فى واحدة من أعظم وأشجع المعارك!. أكثر من 400 دبابة تدمرت والقتلى والجرحى والأسرى مئات.. والهجوم المضاد المخطط له أن يحقق أسرع وأعظم انتصار.. تحول لأعظم انكسار حتى إنهم أطلقوا.. وهم من قالوا عن 8 أكوبر الاثنين الحزين!.
خسارتهم فى الهجوم المضاد.. هزيمة عسكرية ساحقة.. قتلى وأسرى والأهم الزهو بقوة مدرعاتهم تحول لانكسار!. الصواريخ المضادة للدبابات المصرية.. أسقطت الأسطورة .. وعليه!.
جيش مصر.. واصل انتصاراته.. استولى على خط بارليف.. وسيطر على مواجهة عرضها 170 كيلو بعمق 20 كيلو فى سيناء!. المعارك لم تتوقف ونجح العدو فى فتح ثغرة منها وصل إلى الغرب فيما عُرِف بالثغرة.. والتى حاول أن يصدرها للعالم على أنها انتصار.. إلا أنه اكتشف عمليًا بأنها ورطة أوقعته فى حصار.. جعلت كيسنجر «يُقيم» تقريبًا فى مصر.. للحيلولة دون قيام جيش مصر بتصفية الثغرة!.
العدو اعترف بأن ثغرته كانت كارثته.. واعترافه.. أنه وافق بسرعة وبدون مماطلة على الانسحاب من الثغرة بل من سيناء!. الصهاينة لم يحتلوا متر أرض يومًا وتركوه.. ولو كانوا حقًا فى وضع المنتصر فى الثغرة ما تركوها.. لكنهم يعلمون جيدًا.. أن ثغرتهم هى مقبرتهم!.
المهم هنا.. أنهم تذكروا حكاية احتلال الإسماعيلية والسويس.. بعد نجاحهم فى إحداث ثغرة ووصولهم إلى غرب القناة!. تذكروا الخطة الأمريكانى.. وليه لأ!.
شارون راح يحقق ما كانوا يعتقدون أنه حقيقى!. يحقق الاكتساح على الأرض واحتلال أى أرض.. لأنهم أفضل قوة مدرعات على الأرض.. فماذا حدث؟.
جهنم التى رأوها يوم 8 أكتوبر فى الهجوم المضاد.. وجدوها فى انتظارهم عند الإسماعيلية!.
المقدم أحمد أسامة إبراهيم قائد مجموعة الصاعقة المكلفة بحماية الإسماعيلية.. جعل شارون يرى النجوم فى عز «الضهر»!. التفاصيل لها وقتها بإذن الله.. لكن المحصلة أو النتيجة!.
شارون.. استخدم كل خبراته.. لأجل أسرع انسحاب بأقل خسائر.. بعد الذى رآه من رجال الصاعقة!.
القتلى.. قتلى العدو.. ظلت جثثهم فى الدبابات المحترقة.. ولم يجرؤ شارون ولا غيره.. على الاقتراب ثانية من المكان.. ولم يحصلوا على «رفات» موتاهم إلا بعد وقف إطلاق النيران والانسحاب من سيناء!.
هذا ما حدث لشارون عندما حاول الاقتراب من الإسماعيلية.. فما الذى حدث لهم.. عندما أرادوا احتلال السويس؟. تعالوا نعرف منهم.. من تسجيلات البلاغات والمكالمات التى تمت فى غرفة عمليات العدو.. ونشرها الكاتب الصحفى إسلام الشافعى فى كتابه..
العدو مَهَّدَ لاحتلال السويس بقصف مدفعى للمدينة يومى 23 و24 أكتوبر.. للقضاء على أى مقاومة محتملة!.
المهمة تولتها الفرقة المدرعة التى يقودها الجنرال أدان.. الذى كلف لواء مدرعًا بقيادة جابى ولواء آخر بقيادة أرييه ومعهم قوة مظلات.. وبالفعل وصلت مدرعات العدو إلى ساحة محافظة السويس وميدان الأربعين دون مقاومة تُذكر.. وظنوا أن المدينة خاوية من البشر.. وفجأة.. حدث ما تكرر حدوثه لهم من بداية الحرب!.
انشقت الأرض وخرج منها الرجال.. الذين فتحوا النيران من كل جانب!. المفاجأة أفزعت عدوًا هو أصلاً مرعوب من فكرة الموت!. دبابات اشتعلت.. ومات من مات وهرب من هرب.. وحصيلة 20 دبابة تدمرت فى الأربعين!. الرجال.. هم أبطال المقاومة الشعبية أبناء السويس.. وحكايتهم حكاية.. لها وقفة إن شاء الله!. تعالوا نعرف ماذا قالوا هم عما حدث لهم!
جونين قال فى أوراقه: الحقيقة التى لم نكن نعلمها.. أنه لا يزال فى السويس سكان للمدينة وجنود للجيش.. وقد دعم جهلنا بهذه الحقيقة.. سيل المعلومات الخاطئة التى أمدنا بها الأسرى المصريون حول المدينة.. كنا نعتقد أنها ستكون خير ختام لحرب أكتوبر.. ولكن سرعان ما تبين لنا.. أنها كانت أسوأ ختام للحرب.. فقد أعد المصريون فخًا كبيرًا لدباباتنا ومركباتنا.. وانقضوا علينا من داخل بيوت ومبانى المدينة.. وحولوا ذلك النجاح إلى مسيرة فشل.. وخلال ساعات قليلة.. قتل وأصيب العديد من جنودنا.. وأصبحت عملية إخلاء الجرحى أمرًا فى غاية الصعوبة!.
وهذا نص تسجيل مكالمة لاسلكية بين قائد الجبهة جونين والعقيد أرييه كاران قائد اللواء 500 مدرع.
جونين: كيف تسير الأمور عندك؟. أرييه: آمل أن أخرج الرفاق من هنا. جونين: كم أخرجت منهم للآن؟. أرييه: أغلبهم عدا مجموعة!. جونين: وأين هذه المجموعة؟. أرييه: فى طريق مغلق قرب المياه وعلى بعد 250 مترًا من تقاطع الطرق. جونين: هل تعتقد أن هناك مشكلات فى إخراج تلك المجموعة؟. أرييه: المجموعة السابقة أخرجناها سيرًا على الأقدام.. لأن لم يكن بينهم جرحى. جونين: وماذا يجب أن نفعل من وجهة نظرك؟. أرييه: إما أن يخرجوا سيرًا على الأقدام أو نتركهم حتى الصباح فى أماكن اختبائهم وأعتقد أنهم يرغبون فى البقاء مختبئين.. أتحب أن تتحدث مع أحدهم؟. جونين: نعم لو أمكن ذلك.
الضابط: إننا نختبئ ببيت محصن بشكل جيد والمشكلة أن خروجنا من هذا المنزل سيجعلنا عرضة للمصريين.. لقد رأينا طوال اليوم والليلة قوات كثيرة فى الخارج على هذا الطريق.. لذلك أطلب أن تسمح لنا بالبقاء مختبئين حتى الصباح، لقد سمعنا أنكم سترسلون لنا قوات كبيرة من الدبابات لإنقاذنا.
جونين: ما موقف ذخيرتكم والمؤن.. هل هى كافية؟.
الضابط: الموقف سيئ للغاية!. جونين: ابقوا فى أماكنكم حتى الصباح.. حتى نكون قد فكرنا فيما يجب أن نفعله.
أوراق جونين أكدت أن القوات المختبئة فى بيوت السويس.. ظلت فى مكانها إلى أن خرجت مع باقى القوات الإسرائيلية من داخل السويس فى حماية الصليب الأحمر الدولى.. عقب وقف إطلاق النار الذى طالبت به أمريكا لإنقاذهم من الموت فى السويس!.
أوراق جونين أكدت أن جرحى وقتلى الصهاينة فى محاولة احتلال السويس 200 قتيل وجريح!.
والله نَفَدوا بجلدهم من مذبحة «مُرَتَّبة لهم».. لو غَّوَّطوا جوه السويس شارعين ولا ثلاثة.. لأن جهنم اللى شاهدوها فى الأربعين.. كانت «فتح كلام» الرجالة الفدائيين!.
كل سنة والسويس وأهلها طيبين وفى خير...
وتحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله..
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.