بدون سابق إنذار، أوشكت أزمة كبرى على الإنفجار بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين والعملاء التابعين من جانب والسعودية من جانب آخر. ودون إطالة أو تزيين للكلمات فإن الكاتب الصحفى جمال خاشقجى، وما تعرض له، لم يكن هو السبب الحقيقى للأزمة، فقد كان الهدف أكبر بكثير، ولم يكن خاشقجى سوى "الطعم" الذى أراد به أعداء العرب اصطياد هدف أكبر استكمالا لمشروعهم التخريبى فى الشرق الأوسط. فخلال شهر سبتمبر الماضى وأثناء فعاليات افتتاح الدورة 73 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث الرئيس الأمريكى ترامب فى نيويورك قائلا إن أعضاء أوبك "يسرقون باقى دول العالم".. ومن المعروف أن السعودية أكبر دول منظمة "أوبك"، التى انتقدها ترامب. ولم تمر سوى أيام إلا وترامب يجرى اتصالا هاتفيا بالملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، بتاريخ السبت 29 سبتمبر، أى قبل واقعة خاشقجى، حيث ناقشا الإجراءات المتخذة لاستمرار إمدادات النفط. وتم تسريب أنباء عبر وسائل الإعلام العالمية تقول إن الولاياتالمتحدة قررت سحب عدد من منظومات الدفاع الجوى"باتريوت" من الشرق الأوسط الشهر المقبل (أكتوبر) للتصدى لتهديدات روسيا والصين فى مناطق أخرى، مشددا على أن الولاياتالمتحدة تتابع باهتمام علاقات روسيا والصين مع دول مجلس التعاون الخليجى، والتى من المعروف أنها محاولات تقارب بين الجانبين. وفى يوم 3 أكتوبر 2018، أى بعد ساعات من بداية الشكوك حول إختفاء خاشقجى، نقلت وكالات الأنباء تصريحات عن ترامب قوله أمام حشد فى ساوثهافن فى مسيسيبى: "نحن نحمى السعودية. يمكننا القول إنهم أثرياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. ولكننى قلت: نحن نحميكم. يجب أن تدفع تكاليف جيشك". ولم يذكر ترامب متى قال هذه التعليقات للملك السعودى. وسارع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بالرد نافيا إدعاءات واشنطن. وعلى ما يبدو أن الخطوات السابقة كانت لقطات متتابعة فى إطار الإعداد للمشهد "الفخ الكبير" الذى تم تجهيزه للنيل من السعودية ومستقبلها. وهكذا بدأ الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة متحمسا وبشدة وبسرعة لتحديد المسئول وإنزال العقاب فيما يتعلق بخاشقجى فقط، بينما اختفى هذا الحماس وتلك الفعالية والتحلق لعقود مضت إذا تعلق الأمر بإخفاء وقتل وطرد الملايين من شعب سوريا والعراق، أو تعلق بحقوق شعب فلسطين الذى يملك مشردوه مفاتيح وأوراق إثبات الملكية الخاصة بديارهم داخل القدس والأراضى العربية المحتلة؟!. لمزيد من مقالات طارق الشيخ