«المخدرات» كانت كلمة السر في كشف غموض جريمة القتل البشعة التي هزت أرجاء بمنطقة بشتيل.. وراح ضحيتها سيدة في العقد الخامس من عمرها، بعد أن عُثر علي جثتها مذبوحة داخل شقتها.. المشهد كان مفزعا ومخيفا وأدمي قلوب كل محبيها وجيرانها، الذين لم يروا منها طوال فترة جيرتها التي دامت أكثر من عشرين عامًا سوي كل خير... «حنان» التي لم يرزقها الله بالأطفال طوال فترة زواجها.. قررت أن تستأنس بأبناء أقاربها وجيرانها ليعوضوها عن آلام الوحدة التي أصبحت تطاردها داخل شقتها، خاصة بعد وفاة زوجها منذ عام. وبدأت بعدها في فتح باب منزلها علي مصراعيه أمام كل من يقصدها منهم، تُعد لهم ما لذ وطاب، وتمنحهم من المال ما تملك. لكن يبدو أن الإسراف سلوك دائما ما يؤذي صاحبه، حتي وإن كان إسرافًا في الكرم. منذ وفاة الزوج.. اعتاد «جون» ابن شقيقة «حنان» زيارتها في الساعات المتأخرة من الليل.. ورغم سلوكه الغريب وتصرفاته المريبة التي كان تظهر عليه عقب صعوده سلم العقار، فإن السيدة كانت تخبرهم دائمًا بأنه يفضل زيارتها ليلًا عقب انتهائه من عمله، وأنها غير متأذية من زيارته في هذا التوقيت، ولا تستطيع أن تمنعه من ذلك حرصًا علي علاقتها الوثيقة التي تربطها بشقيقتها.. لكن حدث ما لا يحمد عقباه. «سمير» أحد جيران المجني عليها يقول: «جون» ابن الشقيقة المدلل، وكانت تحنو عليه دائمًا وتمنحه الأموال التي يحتاجها.. وكان يتردد عليها ليشتري لها الاشياء التي تحتاجها. يوم الواقعة لاحظ الأهالي خروج الشاب من منزلها ليلًا، وبرفقته فتاة ويبدو عليهما علامات الارتباك.. لكن هذا الأمر لم يلفت انتباه الجيران طويلا، خاصة أن «جون» اعتاد مرافقة أصدقائه عند زيارته لخالته، حتي لحظة صراخ أحد جيرانها التي عثرت صباح اليوم علي جثة حنان وُملقاة علي الأرض. وفور اخطار اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام امر بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث، وقاد اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة فريق البحث الجنائي، حيث توصلت التحريات الي ان نجل شقيقة المجني عليها وراء الجريمة حيث تمكن ضباط المباحث باشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة من القبض علية واعترف بارتكابه الجريمة بالاشتراك مع صديقته حيث تمكن العميد مدحت فارس مدير المباحث الجنائية من القبض عليها وتم اخطار اللواء مصطفي شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة بالحادث. وكشفت التحقيقات ان «الصيد لم يكن ثمينًا». فرغم الاعترافات التي أدلي بها المتهم أمام النيابة حول تفاصيل قيامه بقتل خالته بغرض سرقتها، فإن المسروقات لم تكن سوي ألف جنيه و3 «غوايش»، بل أشارت المعلومات أن المتهمين كانا يتعاطيان المخدرات، وقد عزما النية علي قتل «المجني عليها» فور علمهما بحوزتها المبلغ المالي. يوم الحادث.. توجه المتهم «جون.ح» (27 سنة) برفقته صديقته «بسمة» (26 سنة) إلي شقة المجني عليها، ودخل إلي غرفة نومها لسرقة أموالها بعد أن اتفق مع صديقته اللعوب علي استدراج خالته إلي المطبخ لإعداد الشاي، إلا أنها لاحظت سلوكهما المريب، وكشفت عن مخططهما الإجرامي بعد أن توجهت إلي غرفة النوم وفوجئت بالمتهم ينبش في مكان احتفاظها للأموال، وعندما حاولت الاستنجاد بجيرانها، فقاما بقتلها. وقد تمكن الرائد هاني مندور رئيس مباحث الوراق من ضبطهما.