شهد قطاع السجون أمس احتفالا كبيرا بالإفراج عن دفعة جديدة من الغارمين والغارمات، تفعيلا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «سجون بلا غارمين»، وكذلك الإفراج عن عدد من السجناء، بموجب العفو الرئاسي، حيث تحولت منطقة سجون طرة إلى مواكب أفراح للمفرج عنهم، وهم يتنفسون نسائم الحرية فى يوم النصر وفرحة المصريين بذكرى انتصار أكتوبر المجيد ،حيث امتزجت دموع الأفراح بشوق اللقاء بالأهل والأحباب الذين انتظروا المفرج عنهم خارج أسوار السجون، لتنطلق الزغاريد من الحناجر المشتاقة للحديث مع الأبناء والأزواج ويسجد الجميع شكرا لله على فضله وتعالت الدعوات للرئيس بأن يحفظه الله لمصر والمصريين. كان اللواء محمود توفيق وزير الداخلية قد وجه باستمرار الجهود لتفعيل مبادرة الرئيس «سجون بلا غارمين» من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية للإفراج عن عدد من الغارمين والغارمات المودعين بالسجون، باعتبارهم جزءا لايتجزأ من نسيج المجتمع ،بما يتيح رعايتهم وتأهيلهم بما يحول دون عودتهم لعالم الجريمة. شهدت الاحتفالية حضور اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، وعدد كبير من قيادات وزارة الداخلية وقطاع السجون، وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين. من جانبه أكد اللواء زكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، أن القطاع واصل سداد ديون الغارمين بالتنسيق مع صندوق «تحيا مصر» ، بناء على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وان ما نشهده الآن يؤكد تلاحم المجتمع، وتبنى قطاع السجون فلسفة عقابية جديدة، حيث نعمل على تأهيل السجناء لدمجهم فى المجتمع. وأضاف أن قطاع السجون يحتفل فى الذكرى ال 45 لنصر أكتوبر بالإفراج عن 896 سجينا من الغارمين والغارمات، و2068 سجينا بالعفو الرئاسي، بمناسبة احتفالات أكتوبر، والإفراج عن 718 إفراجا شرطيا، ليكون الإجمإلى 3682 نزيلا، موجها الشكر لمن أسهم وشارك فى خروج هذه الحالات. فى الوقت نفسه أعرب السجناء عن خالص تقديرهم لرئيس الجمهورية، وذلك بعد قرار العفو عنهم، وخروجهم لذويهم بعدما حرموا منهم فترة طويلة حيث انتظر أقارب المفرج عنهم خارج أسوار السجون، لاستقبال ذويهم والتحرك بهم لمنازلهم فى القاهرة والمحافظات. من جانبهم، ارتسمت الفرحة والسعادة على وجوه الغارمين وأسرهم الذين لم يتمالكوا أنفسهم وأجهشوا بالبكاء بمجرد رؤية الأهل و الأبناء، حيث قالت إحدى الغارمات إن ألم فراق أطفالها لا يقدر بثمن، وإنها لن تعود مرة أخرى للاستدانة من أحد ،معربة عن شكرها لرئيس الجمهورية الذى أنقذها وغيرها من السجن، مضيفة أنها لم ترتكب جريمة مخلة لكنها استدانت من الغير تحت وطأة العوز، ومشيرة إلى أن الفترة التى قضتها خلف القضبان أعطتها درسا قاسيا، وبعدها عن أطفالها الصغار نهش روحها، مؤكدة أنها لدى عودتها إلى منزلها لن تفكر سوى فى أطفالها و عدم تكرار ما حدث. أما أحد السجناء الذين شملهم العفو الرئاسى فقال، رغم قسوة تجربة السجن فإننى تعلمت داخله درسا مهما وهو أن حرية الإنسان أغلى من أن تضيع فى لحظة غضب، ولم يكن يخفف عنى قسوة أيام السجن سوى ما كنا نلاقيه من معاملة كريمة، كذلك حرص إدارة السجن على تعليم النزلاء بعض الحرف مثل «النجارة والحدادة والزراعة وصناعة الأثاث»، فضلاً عن وجود ملاعب ومكتبات داخل السجن، ويتم السماح لنا باستقبال ذوينا فى الزيارات الرسمية. نسائم الحرية ترفرف على أعتاب منطقة سجون طرة رفرفت نسائم الحرية على أعتاب منطقة سجون طرة التى تحولت إلى مواكب عرس، وانطلقت الزغاريد من القلوب المشتاقة لرؤية أمهات قضين سنوات خلف القضبان تاركا أطفالهن يدفعون ثمن عجزهن عن رد ديون تراكمت عليهن حتى جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكان طوق النجاة للأمهات الغارمات بتسديد ديونهن والإفراج عنهن ليعدن للحياة مرة أخرى ويستكملن مشوار تربية الأبناء. عشرات القصص خرجت من حناجر السجينات، واختلطت دموع الندم بفرحة الإفراج عنهن، والعودة إلى أحضان الأحباب، وجميعهن وجهن الدعاء للرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يحميه الله ويسدد خطاه، وكلمة واحدة على لسان الجميع «شكرا يا ريس». عبارة رددتها إحدى الغارمات التى شملها قرار الإفراج، حيث انتابتها حالة من البكاء الهستيرى عندما شاهدت طفلتها ذات الأعوام الثلاثة ،والتقطتها من يد والدها واحتضنتها وهى تصرخ قائلة: «محدش هياخد بنتى منى تانى كفاية اتحرمت منها ثلاث سنوات» ثم توجهت بالشكر للرئيس السيسى على مجهوداته فى تسديد ديونهن والإفراج عن السجينات الغارمات. شيماء ووالدها شملهما قرار العفو الرئاسى، وقالت الابنة و الدموع تنساب على وجنتيها وهى تحتضن صغارها: أنا لم ادخل السجن بتهمة مسيئة، وكل ما فى الأمر أن والدى اشترى «توك توك» ليعمل عليه من أجل أن ينفق على أخوتى، إلا أنه تعرض لحادث وهو يقوده، وأصيب ولم يستطع العمل عليه مرة أخرى، وعجز عن سداد الأقساط وصدر ضده وضدى حكم قضائى بالحبس لقيامى بضمان والدى فى سداد الأقساط..لكن الرئيس السيسى «ربنا يخليه لمصر» سدد ديوننا وأنا إلى هذه اللحظة لا أصدق أننا سنرى النور مرة أخرى . وفى مشهد آخر بمجرد أن وقع بصر الأبناء على أمهم التى شملها قرار العفو، هرولوا إليها واحتضنوها وسجدت إحدى بناتها على الأرض شكرا لله، وبصوت مصحوب بالدموع توجهت الأم المفرج عنها بالشكر للرئيس السيسى على قراره الذى أعاد شمل أسرتها وأعادها لأحضان أبنائها. فى جانب آخر من قاعة الحفل، إحدى الغارمات احتضنت أطفالها الثلاثة وهى تبكى وتقول: أنا دخلت السجن من أجل أن يعيش ابنى، فهو مريض ويعانى ثقبا فى القلب ،وكان لابد من إجراء عملية جراحية له، فاقترضت خمسة آلاف جنيه، ولم استطع سداد الأقساط الشهرية، ودخلت السجن وتركت ابنى المريض، لكن قرار الرئيس السيسى أعادنى لابنى مرة أخرى.