حرب أكتوبر هى مثال جيد عن معركة الأسلحة المشتركة حيث أدت جميع الأفرع الرئيسية وقواتها دورها ومهامها على اكمل وجه محققة نصرا عظيما أنهى وجود القوات الاسرائيلية على اى ذرة من تراب مصرنا الأبية. بدأت قوات الدفاع الجوى وإعتبارا من يوم 8 أغسطس 1970 المراجعة الشاملة لاستراتيجية العمل بالقوات وقد قامت كأحد أفرع القوات المسلحة بإعادة وتدعيم التسليح ووضع خطط التدريب على كل المستويات التكتيكية والتعبوية والاعداد لمسرح العمليات والاهتمام بخطط ومستويات التأمين الفنى للأسلحة والمعدات كذا الاهتمام بالتجهيز الهندسى لكل عناصر القوات... وتم استغلال هذه الفترة لتدعيم التعاون وتنسيق الخطط مع باقى الأفرع والاسلحة المشتركة فى العملية. بالاضافة للمهمة الرئيسية لقوات الدفاع الجوى وهى تأمين سماء الجمهورية. و لتنفيذ هذه المهمة كان لابد من التخطيط والعمل على محاور متعددة لإنجاح المهمة وتتلخص فى الآتى: تنظيم الاستطلاع الجوى والانذار المستمر للقوات. وتجهيز مجموعة من كتائب الصواريخ فى أوضاع استعداد وبمواقع قتال متقدمة للتعامل الفورى مع طائرات استطلاع العدو الجوى. وارباك استطلاع العدو الالكترونى واللاسكى واعداد مواقع الرادار والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات وقد قامت قوات الدفاع الجوى بتنفيذ هذه المهام بنجاح وتصدت ودمرت العديد من طائرات الاستطلاع وكذا طائرات الاستطلاع الالكترونى واللاسكى (استراتوكروز1971) وكذلك منع قوات العدو من استطلاع قواتنا البرية بتمركزاتها واستعداداتها لشن العملية الهجومية. كذلك تم تنفيذ خطة خداع (ستر تعبوى تكتيكى) على نطاق واسع بالجبهة باستخدام المعدات والمواقع الهيكلية واحتلال مواقع تبادلية بمعدات رادارية حقيقية للإشعاع الرادارى واللاسكى من المواقع الحقيقية وقد نجحت هذه الخطط وظهر تأثيرها خلال أيام القتال. بداية القتال وتحطيم الأسطورة: فى تمام الساعة 1330 أعلن القائد اللواء محمد على فهمى كلمة «جبار» وهو كود لفتح مظروف عمليات وزع يوم 5 اكتوبر وفتحت المظاريف وشرع القادة فى اتخاذ الإجراءات المدربين عليها لتأمين الحشد الهائل من القاذفات من وسائل د جو. والتصدى لقوات جوية قوية ومتفوقة لديها القدرة العالية على حشد القوات فى الاتجاهات الأكثر أهمية من وجهة نظر العدو كذا القدرة العالية على المناورة بإعادة التمركزات للطائرات فى الاتجاهات الاكثر اهمية او المناورة الفورية فى الجو والاقتراب الى اهدافها من اى اتجاه. وتأمين القوات المسلحة خلال اعادة تمركزها وحشدها واقامة الجسور والمعابر وعبور القوات لتنفيذ مهمة القوات المسلحة فى اقتحام قناة السويس واقامة رءوس الكبارى شرقا. وتأمين تطوير الهجوم شرقا وتوفير الحماية بالصواريخ للقوات فى اثناء تطويرها للهجوم فى هذا الاطار نجد ان الدفاع الجوى ادى جميع مهامه بنجاح وأسهم بدور فعال فى تحقيق القوات المسلحة لمهامها. وليس ادل على قدرة وكفاءة ونجاح الدفاع الجوى المصرى فى صد وتدمير كل الهجمات الجوية المعادية وتكبيد العدو خسائر فادحة فى الرجوع الى ما كتبه او قاله قادة الاعداء والخبراء العسكريين. فقال الجنرال موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى فى اثناء الحرب يوم 9 اكتوبر 1973 إن طيراننا عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرية دون تكبد خسائر فادحة. وأن يوم 14 اكتوبر 1973 فإن القوات الجوية الاسرائيلية تخوض معارك مريرة انها حرب ثقيلة بأيامها .. ثقيلة بدمائها. وقال تعليقا على وجود اسلحة دفاع جوى جديدة لدى مصر: كان الجيش الاسرائيلى يعلم بوجود هذه الاسلحة لدى مصر.. ولكن استخدام الدفاع الجوى المصرى لها بكفاءة عالية ما لم نكن نعلمه. وقال الجنرال اندريه بوفر ابرز قادة الفكر العسكرى المعاصر: لقد ادى استخدام الصواريخ المضادة للطائرات لتقديم الوقاية الفعالة للقوات البرية الى خلق موقف جيد تماما لم تسبق ممارسته فى الحروب السابقة ويختلف تماما عما لمسناه فى الحرب العالمية الثانية. او فى الجولات المصرية الاسرائيلية السابقة عندما كان احد الخصوم ينجح فى احراز التفوق او السيطرة الجوية على سماء مسرح العمليات خلال المرحلة الافتتاحية للحرب. وقال الجنرال ارمين زيمومان رئيس اركان حرب القوات المسلحة الالمانية: ان الجانب المهم فى هذه الحرب هو نظريات الدفاع الجوى بعد ان تكبدت اسرائيل خسائر فادحة فى الطيران. لمزيد من مقالات فريق . محمد زاهر عبد الرحمن