أدت قوات الدفاع الجوي الدور المنوط بها علي أكمل وجه حيث أدت دورها ومهامها في منظومة متكاملة ومتناسقة ومتناغمة مع باقي أفرع القوات المسلحة وجيوشها الميدانية.. وإذا تكلمنا عن حرب أكتوبر ودور الدفاع الجوي فيها وجب علينا أن نقول إن حرب أكتوبر هي مثال جيد عن حرب أو معركة الأسلحة المشتركة حيث أدت جميع أفرعها الرئيسية وقواتها دورها ومهامها علي أكمل وجه محققين نصرا عظيما أنهي به أي تواجد للقوات الإسرائيلية علي أي ذرة من تراب مصرنا الأبية. بدأت قوات الدفاع الجوي واعتبارا من يوم 8 أغسطس 0791 من المراجعة الشاملة لاستراتيجية العمل بالقوات وقد قامت كأحد أفرع القوات المسلحة بإعادة وتدعيم التسليح ووضح خطط التدريب علي جميع المستويات التكنيكية والتعبوية والإعداد لمسرح العمليات والاهتمام بخطط ومستويات التأمين الفني للأسلحة والمعدات كذا الاهتمام بالتجهيز الهندسي لجميع عناصر القوات.. وتم استغلال هذه الفترة لتدعيم التعاون وتنسيق الخطط مع باقي الأفرع والأسلحة المشتركة في العملية. كل هذه الأمور هي مسئوليات ومهام جميع عناصر القوات المسلحة أضف إلي ذلك مهمة رئيسية لقوات الدفاع الجوي وهي تأمين سماء الجمهورية من أي عدائيات جوية في جميع الأوقات مع التركيز علي منع العدو الجوي من استطلاع مسرح العمليات ومواقع وتمركزات القوات المسلحة. أما عن حرب 37 ودور الدفاع الجوي، فلن أتعرض تفصيلا إلي يوميات حرب الدفاع الجوي أو المهام المنفذة بالقوات خلال الحرب بل سوف أركز علي مهام الدفاع الجوي غير التقليدية. 1- التصدي لقوات جوية قوية ومتفوقة لديها القدرة العالية علي حشد القوات في الاتجاهات الأكثر أهمية من وجهة نظر العدو كذا القدرة العالية علي المناورة بإعادة التمركزات للطائرات في الاتجاهات الأكثر أهمية أو المناورة الفورية في الجو والاقتراب إلي أهدافها من أي اتجاه. كل ذلك باستخدام قوات دفاع جوي أرضية يتم توزيعها ونشرها طبقا لخطط الفتح التعبوي والمقدر لحماية ووقاية الأهداف الحيوية طبقا للإمكانيات المتيسرة مع الوضع في الاعتبار بضعف المناورة والحشد بالمقارنة لما تتميز به القوات الجوية المعادية. 2- استخدام منظومة دفاع جوي متكاملة مزودة بكم هائل من الرادارات والصواريخ وأنظمة المدفعية المضادة للطائرات وأنظمة الحرب الإلكترونية ومراكز القيادة وذلك لأول مرة في تاريخ الحروب المعاصر. 3- تأمين القوات المسلحة خلال إعادة تمركزها وحشدها وإقامة الجسور والمعابر وعبور القوات لتنفيذ مهمة القوات المسلحة في اقتحام قناة السويس وإقامة رؤوس الكباري شرقا. 4- تأمين تطوير الهجوم شرقا وتوفير الحماية بالصواريخ للقوات أثناء تطويرها للهجوم لأول مرة في تاريخ الحروب حيث لم يتم تصميم أو استخدام الصواريخ من أنواع سام2 وسام3 لهذا الغرض في مثل هذه المهام حتي إذا قارنا استخدام هذه النوعية من الصواريخ في حرب فيتنام فنجد أنها كانت تتمركز بمواقع دفاعية لحماية الأهداف الحيوية مركزا علي حماية العاصمة هانون من الهجمات الجوية الأمريكية ولم تستخدم إطلاقا لتوفير الحماية الجوية للجيوش الميدانية أثناء تنفيذ عملية هجومية. في هذا الإطار وبالنظر إلي دور الدفاع الجوي السالف ذكره لتنفيذ المهام المنوطة إليها نجد ان الدفاع الجوي أدي جميع المهام بنجاح وأسهم بدور فعال في تحقيق القوات المسلحة لمهامها. وليس أدل علي قدرة وكفاءة ونجاح الدفاع الجوي المصري في صد وتدمير جميع الهجمات الجوية المعادية وتكبيد العدو الجوي خسائر فادحة في الرجوع إلي ما كتبه أو قاله قادة الأعداء والخبراء العسكريون في جميع المدارس العسكرية. الجنرال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء الحرب: يوم 9 أكتوبر 3791: ان طيراننا عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوي المصرية دون تكبد خسائر فادحة. يوم 41 أكتوبر 3791: ان القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك مريرة انها حرب ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها. وقال تعليقا علي وجود أسلحة دفاع جوي جديدة لدي مصر: كان الجيش الإسرائيلي يعلم بوجود هذه الأسلحة لدي مصر.. ولكن استخدام الدفاع الجوي المصري لها بكفاءة عالية ما لم نكن نعلمه. صحيفة جيروساليم بوست: إن الدفاع الجوي المصري يتمتع بكفاءة ليس لها مثيل في تاريخ الحروب تفوق تلك التي واجهها الأمريكيون في فيتنام. الجنرال أندريه بوفر أبرز قادة الفكر العسكري المعاصر: لقد أدي استخدام الصواريخ المضادة للطائرات لتقديم الوقاية الفعالة للقوات البرية إلي خلق موقف جيد تماما لم تسبق ممارسته في الحروب السابقة ويختلف تماما عما لمسناه في الحرب العالمية الثانية أو في الجولات المصرية الإسرائيلية السابقة عندما كان أحد الخصوم ينجح في إحراز التفوق أو السيطرة الجوية علي سماء مسرح العمليات خلال المرحلة الافتتاحية للحرب. الجنرال أرمين زيمومان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الألمانية: إن الجانب المهم في هذه الحرب هو نظريات الدفاع الجوي بعد أن تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في الطيران. البريجادير كيفيث مانتهانت: نائب مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن حرب الشرق الأوسط قد غيرت بالفعل آفاقا عديدة عن التوازن بين طائرت القتال ووسائل الدفاع الجوي الأرضية، فلقد واجهت السيطرة التي يتمتع بها دائما السلاح الجوي الإسرائيلي تحديا خطيرا من الدفاع الجوي المصري. مجلة تايم الأمريكية: إن القوات المصرية تمكنت من استخدام أول منظومة دفاع جوي متكامل في التاريخ وتمكنت في وقت قصير نسبيا من إسقاط 87 طائرة إسرائيلية.