كنا ننتظر نبأ الحرب. . وقدنا المعركة بنجاح وثقة وثبات وروح معنوية عالية كان برتبة ملازم عندما شارك فى حرب أكتوبر 73 وأحد أبطال سلاح المشاة بمنطقة الدفرسوار،، حيث تخرج من الكلية الحربية فى يناير 1970، هو اللواء أركان حرب محمد زكى الألفى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، الذى حدثنا عن الدروس المستفادة من نصر أكتوبر المجيدة وفى مقدمتها الثقة بالنفس والقادة وحب الوطن والقوات المسلحة. وأكد اللواء الألفي، فى حديث ل «الأهرام»، بمناسبة انتصارات أكتوبر، أن هذه الثقة ليست وليدة اليوم فهى موجودة عبر التاريخ بالنسبة لمصر وأن أهم حاجة فيها أننا كنا خارجين من ظروف صعبة جدا وهى نكسة 67، حيث تمت إعادة بناء القوات المسلحة مرة أخرى وإعادة بناء ثقة المقاتل المصرى فى نفسه وسلاحه وتدريبه ورفع لياقته استنادا إلى روح معنوية عالية جدا وثقة فى النفس والقيادة وفى الله طبعا. وقال لقد دخلنا فى عملية صعبة وقاسية جدا فى مواجهة عدو كان يمتلك الكثير من الأسلحة وكان له ظهير قوى من الدول الغربية والقوى العظمى التى تريد مساندته وهو ما يتم حتى الآن، ولكن استطعنا مواجهة هذا العدو وقمنا بهزيمته هزيمة شديدة وأحدثنا أكبر خسائر حصلت له فى تاريخه بالمنطقة. وأضاف اللواء الألفي، قائلا: «الحقيقة لابد أن أذكر بكل خير قادتنا الذين كانوا يقودون هذه المعركة بنجاح وثقة وثبات وروح معنوية عالية جدا مما ساعدنا ومكنا من إصابة العدو بخسائر كبيرة حيث قام العدو بسحب هذه الخسائر بالكامل حتى لا يتم تسجيلها وتصويرها». وأوضح أنه عند اقتحامنا لقناة السويس لم يكن لدينا دبابات لأننا فى الأساس كنا داخلين كمشاة وقوات مترجلة مدعمة بأسلحة مضادة للدبابات ورغم ذلك تم التعامل مع الدبابات وتدميرها وأسر أعداد منها كبيرة إلى أن وصلت الدبابات المصرية ونشبت معارك قوية جدا، خاصة على هذا الاتجاه وعلى المحور الأوسط بالتحديد. ولفت إلى أن حجم خسائر العدو فى ال 48 ساعة الأولى هو أرقام غير مسبوقة حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات فى هذا التوقيت والفترة البسيطة مما يدل على الثقة والروح المعنوية العالية والعزيمة والأداء المتميز والصلابة الموجودة لدى الجندى والمقاتل المصري، وليس فى السلاح فقط لأنه لم يكن متطورا بالقدر الذى كانت تملكه إسرائيل. وتابع مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وأحد أبطال سلاح المشاة فى حرب أكتوبر، قائلا لقد كنا منتظرين نبأ الحرب لأنه كان لابد أن تأتى هذه اللحظة التى سنبدأ خلالها هذه العملية، مشيرا إلى أنه تم قبل ذلك أكثر من مرة رفع الحالة والاستعداد لتنفيذ العملية وأن ذلك كان يدخل فى خطة الخداع للعدو، وكان كلما رفعنا الحالة والاستعداد يرفع العدو حالة الاستعداد لديه وكان ذلك يكلفه كثيرا، وعندما رفعنا حالة الاستعداد فعلا هذه المرة اعتقد كعادة كل مرة، مؤكدا أن العملية نفذت باختيار دقيق فى هذا التوقيت واستكمالا لخطة خداع العدو ونجحنا فى ذلك. وروى بعض المشاهد التى بذاكرته، قائلا: كان لدى سائق من محافظة الإسكندرية يتمتع بالشجاعة المفرطة وفدائية جدا فى العمل لدرجة أنه كان يمشى بسيارته منفردا لعملية إخلاء أو إمداد من خلال خطوط العدو نفسها دون خوف، مشددا على أن كل مقاتل كان يتسابق بالتضحية بنفسه فى سبيل إنقاذ زميله من خلال تقديم الدعم والعون. وعبر عن اعتزازه وفخره بالنتائج التى حققتها العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» التى تأتى استمرارا لحرب أكتوبر 73، مشيرا إلى الحصار الشديد الذى تفرضه قوات الجيش والشرطة على الجماعات الإرهابية لمنع إمدادها، معربا عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة سيتم الإعلان عن القضاء على هذه البؤر الإرهابية الموجودة فى سيناء.