على هامش اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يعقد بعد غد فى نيويورك الاجتماع الثالث لمندوبى العالم لبحث وسائل الحماية والوقاية من الأمراض غير المعدية. حيث يتمثل خطر هذه الأمراض مثل أمراض القلب والأورام والسكرى فى أنها تشكل واحدا من أكبر التحديات التى تواجه التنمية فى القرن الحادى والعشرين لما تمثل من تقويض التقدم الاجتماعى والاقتصادى فى العالم، لذلك سعت الأممالمتحدة إلى تفعيل عدة قرارات ومبادرات إقليمية كإطار للعمل الموسع على جبهات متعددة، وكذلك تعزيز التعاون الدولى, ووضع هذا الملف على جدول أعمال الجمعية العامة وخلال مشاركة قادة الدول لرصد التحديات التى تواجه الوقاية منها ومكافحتها، وضرورة اتباع نهج شامل للحكومات بأكملها. وكانت الأممالمتحدة قد أصدرت قرارا للسعى لخفض نسبة الوفيات الناتجة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 30% بحلول عام 2030، حيث تعد الأمراض غير المعدية وعلى رأسها الأورام السرطانية وأمراض القلب، ومرض السكر من أكثر المسببات العالمية للوفاة ويبلغ ضحاياها سنويا 41 مليون شخص وهى تمثل 70% من إجمالى عدد الوفيات السنوى على مستوى العالم، فى حين تمثل الأمراض المعدية مثل الإيدز والسل والملاريا 30% من إجمالى الوفيات. ووفقا لنتائج دراسة حديثة نشرت أخيرا فى مجلة لانسيت وهى أشهر الدوريات الطبية فى العالم شملت 186 دولة فى الفترة ما بين 2010 2016 تبين أن التحديات المستقبلة تكمن فى التغلب على انتشار الأمراض غير المعدية لانتشار العدوى فى الدول النامية بالسرطان والقلب والأمراض الصدرية المزمنة والسكر، وأن هناك 35 دولة فقط من العالم قادرة على تحقيق انخفاض لعدد الوفيات المبكرة بنسبة 30% وغالبيتها من بلدان الشمال الغنية. ويؤكد البروفيسور مجيد عزتى من بريطانيا والذى أشرف على الدراسة أن علاج ارتفاع الضغط والسيطرة على التدخين وتناول الكحوليات قادرة وحدها على إنقاذ ملايين من البشر يموتون نتيجة أمراض القلب وغيرها من الأمراض غير المعدية. وتؤكد دراسة أخرى للأمم المتحدة أن الخسائر المادية الناتجة عن الأمراض غير المعدية سوف تصل خلال 15 سنة القادمة إلى أكثر من 7 آلاف مليار دولار فى الدول النامية.