* 11.5 مليون تلميذ بالابتدائى ورياض الأطفال يستفيدون منها * مواصفات جديدة لضمان سلامة الغذاء ومنع أخطاء العام الماضى
مع انطلاق العام الدراسى الجديد استعدت وزارة التربية والتعليم لتوزيع الوجبة المدرسية على 11.5مليون تلميذ بالابتدائى ورياض الأطفال، بالإضافة لطلاب مدارس المتفوقين والمدارس الداخلية، بتكلفة تبلغ نحو مليار جنيه، بهدف تنمية قدرات وصحة الأجيال القادمة والقضاء على سوء التغذية بين أبناء الفقراء والمعدمين، خاصة فى الريف والمناطق الشعبية وتشجيعهم على مواصلة الدراسة وضمان الأداء الدراسى الأفضل فى التركيز والتحصيل العلمى للطلاب. ووافق مجلس الوزراء على التعاقد بالأمر المباشر مع المصانع أو الشركات التى استعدت باشتراطات الهيئة القومية لسلامة الغذاء للمشاركة فى منظومة التغذية المدرسية. محمود فكرى المشرف بمشروع التغذية بالوزارة أكد أنه مع حلول العام الدراسى الجديد بدأت الاستعدادات لتوفير الوجبة المدرسية والتجهيز لها، حيث رصدت الوزارة نحو مليار جنيه يستفيد منها 11٫5 مليون تلميذ بالمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال وأنها لن تتأخر مثل العام الماضى حيث تبدأ الوزارة بحصر أعداد الطلاب من خلال المديريات التعليمية مع وضع أسس وشروط سلامة الغذاء وأن أى غذاء غير مطابق للشروط سيتم استبعاد مورده مع تطبيق المواصفات التى حددتها هيئة سلامة الغذاء، وإلزام المدارس بعدم تخزين الوجبة وتوفير متخصصين فى التغذية بالمدارس لفحصها قبل تسليمها للتلاميذ، والالتزام بالأسس والمواصفات المحددة للتخزين داخل المدرسة فى حال بعد المسافة بينها وبين المصنع المورد والالتزام بتوفير مكان مناسب لتخزين تلك الوجبات، باعتبار أن لها دورا مهما لزيادة تركيز ونشاط الطالب داخل الفصل، خاصة فى المناطق الفقيرة التى تنتشر بها أمراض سوء التغذية ..حيث يحتاج الطفل إلى سعرات حرارية لمساعدته على التركيز، فالوزارة حرصت على تخصيص الوجبة المدرسية لجميع مدارس الخطة ومتابعة التوزيع عليها أولا بأول بالتعاون بين المديريات التعليمية والمحافظين التابعين لها، كما تقرر إلغاء الوجبة الجافة المكونة من الجبن، وسيكون توزيع الوجبة، بعد مراجعتها من هيئة سلامة الغذاء يوميا «لحرص الوزارة على تنفيذ المواصفات الدقيقة بتوفير فطيرة بوزن 60 جراما أو باكو بسكويت حسب المنطقة، فالبسكويت يكون للمناطق النائية بينما تتنوع الوجبة فى 10 محافظات فقط مع اشتراطات السلامة الصحية، مع تقديم المتعهد شهادة إفراج صحى من المصنع المنتج ومكتب مراقبة الأغذية بكل محافظة وفى حالة الشك ترفض الوجبة ويتحملت المورد الخسارة وتخصم أى عمليات من تأمين المورد، وذلك حرصا على صحة التلاميذ، ويكون المدير مسئولا أيضا عن سلامةت الوجبة متى وصلت المدرسة، فنحن نراعى أهمية هذه الوجبة لأطفال الأسر الفقيرة والمعدمة، كما أن الوزارة شددت على إجراءات وعمليات النقل والتخزين والتوزيع، حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة، وذلك بمراجعة منظومة التغذية، وإمكانات الشركات المتعاقدة. جذب الطلاب الدكتور محمد صالح مستشار وزير التعليم السابق يرى أن التغذية المدرسية أحد عوامل جذب الطلاب للحضور إلى المدرسة ودعم الأجيال صحيا وبدنيا، ليكونوا طاقة منتجة فى المستقبل، و يجب على الوزارة إيجاد وسيلة أخرى للطالب للحصول على قيمة الوجبة الغذائية، لأنه ليس من المضمون وصولها للطالب دون تعرضها للتلاعب، فالرقابة الإدارية كشفت من قبل عن أن أكثر من نصف قيمة اعتمادات الوجبة المدرسية تهدر فى عملية النقل والأجور لتوزيعها خاصة فى المناطق النائية، وبالتالى لا يصل للتلاميذ ما تعتمده الدولة من المبالغ المخصصة للوجبات، كما أن الوجبة لا تصل لمعظم الطلاب فى الشهور الأخيرة لغياب معظمهم عن المدارس رغم أن فترة توزيعها تمتد حتى نهاية أبريل ، والوزارة حتى وقت قريب كانت تصرف رغيفين وقطعتى جبن وحلاوة وهى وجبة مقبولة، لذلك فإن الأفضل أن نطبق البديل بصرف مبلغ للتلميذ أو ولى الأمر بمسمى «قيمة تغذية» تساعده على توفير الإفطار لابنه، أو إضافة المبلغ شهريا على بطاقة التموين للتلميذ يصرف منه الأب مواد غذائية محددة طوال العام، فقد أدت أمراض نقص التغذية إلى زيادة حالات الوفيات بين الأطفال، ونشر أخيرا أن 20% من الفتيات تعانين من الأنيميا، وأن حالات سوء التغذية تظهر بوضوح فى التقزم أو قصر القامة، والأنيميا والسمنة، مما يتطلب منا تحويل الفكرة إلى مشروع قومى للتغذية..لأن اقتصار قيمة الوجبة على الدراسة لا يحقق هدف النهوض صحيا بالأطفال فى هذه السن الصغيرة وجبة أساسية ويوضح الدكتور عاصم أبو عرب رئيس جمعية سلامة الغذاء أن الوجبة المدرسية كانت تحتوى على الجبن المطبوخ ثم ألغيت وانتهت إلى فطيرة العجوة ولكنها لا ينطبق عليها مسمى «وجبة» ففى الدول المتقدمة نجد أن الوجبة المدرسية تتكون من الأسماك والخضار والأرز وعصائر معلبة وكوب لبن، أو من الدجاج وخضراوات وحلوي، وثمرة فاكهة وحساء خضراوات، وفى بعض الدول تقدم للطفل قطعة لحم والأرز والسلطة الخضراء، فنحن مطالبون بتوفير وجبة لأطفالنا فى المدارس تحتوى على غذاء حقيقى وصحى ويمكن عمل مطبخ فى كل مدرسة أو مجموعة مدارس أو تتولى مدارس الزراعة الثانوية تغطية احتياجاتها يوميا، كما يجب أن يراعى مسئولو الوزارة الابتعاد عن أسباب الأخطاء التى حدثت فى الأعوام السابقة والتى تسببت فى فشل برنامجها، ذلك لأن التلوث قد يطول الغذاء مع التصنيع أو من العامل أو وسيلة النقل والتوزيع أو التخزين ..مما يؤدى إلى عدم صلاحية الغذاء ، كما أنه قد يكون هناك تلاعب من بعض الموردين، الذين يغيرون مدة الصلاحية على غلاف منتج الوجبة المدرسية خاصة فى حالات عبوات البسكويت التى تقدمها الوزارة هذا العام إضافة إلى وجبة الفطيرة التى تقدمها وزارة الزراعة والتى يمكن أن تتعرض لمشكلات متعددة، بدءا من الإنتاج والنقل والتخزين وهناك تداول متكرر وقد يحدث تلوث خلال النقل، ويجب أن تراقب الوزارة مستوى المصانع وجودة وسائل النقل والمخازن للتأكد من خلوها من التلوث، لأنها قد تكون مصدرا للفطريات والبكتيريا وحالات التزنخ ، فإن الفطريات تفرز سموما خطيرة، مثل «الأفلاتوكسينات» التى تنتج من تعرض الغذاء للحرارة أو الرطوبة فى التخزين، كما أن البكتيريا السامة لها قدرة على التكاثر السريع وإفراز السموم، وظهور ميكروب «السالمونيلا» التى ينتقل للأطفال، وهذا يكشف أهمية دور مسئولى المدرسة لمراجعة الوجبة قبل توزيعها، وبإشراف طبيب المدرسة والزائرة الصحية وأخذ عينة من الوجبات وفحصها قبل التوزيع على الطلاب والتأكد من الصلاحية وتاريخ الإنتاج.