تغيرت الحياة, وتغير أسلوب المعيشة فى بلادنا وفى العالم كله. تأثرت العلاقات الحميمة التى كانت تترابط بها الأسر منذ ربع قرن وأكثر.كان أفراد الأسرة الواحدة يعيشون تحت سقف واحد يلتقون صباحا ومساء فى صالة المعيشة. قد تجمعهم وجبة غداء,ومناقشات, وزيارات أسرية فى نهاية الأسبوع. تجمعهم المحبة والعاطفة والمودة والاحترام, ولكن اليوم انخفض التفاعل بين أفراد الأسرة بشكل مبالغ فيه.تحولت العلاقات إلى علاقات افتراضية تحكمها التكنولوجيا وشبكات الإنترنت والموبايل والألعاب الالكترونية. ومهما تكن درجة قوتها فإنها أقل جدًّا من العلاقات التى كانت تربط بيننا وبين الناس فى الواقع الحقيقى الملموس,فأصبح التواصل الفعلى بين العائلات أقل من السابق. وأصبحت المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية مكان هذا التواصل. وهذا بالضرورة يؤدى إلى تغير فى مفاهيم الترابط العائلى والتماسك. هل معقول أن التكنولوجيا تجعلنا نرى الناس مجرد كلمات, ولانرى منهم الروح والمشاعر الانسانية ما نتج عنه توتر المجتمع وتوتر الفرد؟ نتحدث أحيانا عن الآثار الايجابية للتكنولوجيا وكيف جعلت الحياة سهلة وبسيطة, ولكننا نسينا أنها حملت معها مشكلات أسرية وأصبحت جدارا عازلا بين أفراد الأسرة فى البيت الواحد.انفرد كل منهم بعالمه الخاص وانكب على المواقع الإلكترونية,وأصبح غارقا مع أصدقاء مجهولين. بعضها جاد ومفيد, وبعضها لأغراض التسلية حتى وصل إلى حد الإدمان. الفجوة تتسع, والصراع أصبح بين الآباء والأبناء كبيرا غير العزلة التدريجية, أى الهروب من التعامل المباشروإقامة العلاقات الاجتماعية, وعدم القيام بالزيارات الأسرية. وقد حذر العديد من العلماء والباحثين مرارا وتكرارا من إدمان الشباب والأطفال لاجهزة التكنولوجيا وشبكة الانترنت وخاصة صفحة الفيسبوك, حيث إنها تعزلهم عن محيطهم الاجتماعى وتجعلهم يتعاملون مع أصدقاء وهميين أو مخادعين فيقعون فريسة للابتزاز,وذلك ما نجده ونسمع عنه يوميا غير الشائعات والأكاذيب التى تنتشر بسرعة الصاروخ وتؤذى الآخرين. علينا أن نجد حلا حتى لا تحدث فجوة أكثر من ذلك فى العلاقات الأسرية ويصعب حلها فى المستقبل,وأن نستفيد فقط من الجوانب الإيجابية لوسائل الاتصال الجديدة. لمزيد من مقالات عبدالمعطى أحمد